الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من -اغضب- الى -ماكان ينبغى- وياقلبى لاتحزن

عبد العزيز الخاطر

2009 / 5 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ازمة الرسوم الدنماركيه

كنت ولا ازال على اقتناع بان المسلمين بحاجه للانتقال من فهم الدين الى تطبيقه بما يتوافق مع العصر المعاش ,كنت ولاازال مؤمن باهمية الانجاز المادى للامه ليبرهن على ما اوتيت من رساله للعالمين جميعا ,كنت ولاازال على ثبات من ان البون الشاسع بين ماتنادى به الامه وما تعايشه سيكون سهما قاتلا للطعن فى ثوابتها, كنت ولاازال مدركا بان البراغماتيه التى تتبناها نخبها لاتتلائم مع الايديولوجيا التى تعيش عليها طبقاتها الاخرى المنهكه فلذلك كله تتفاعل الامه مع ما يجابهها من اخطار ونوازع بطرق شتى بل وملتبسه وربما حتى يعارض بعضها بعضا. التغير الكبير الذى حصل فى بنية الدوله فى العالم اجمع بعد الدخول فى عصر العولمه بحيث اصبحت الدوله هدفا للكثير من النوازع والاهواء تحت مسميات عده منها حقوق الانسان والمحافظه على البيئه وحقوق الاقليات وحرية التعبير والعقيده ونزع القداسه عن كثير من المطلقات الدينيه والدنيويه مثل هذه الامور تطلب قيام مجتمعات اهليه فى الغرب للدفاع عن خصوصياتها سواء كانت جمعيات او نقابات او هيئات قضائيه متعددة الاشكال , مثل هذه التشكيلات الاهليه لم تتجذر فى مجتمعاتنا بالشكل التى يسمح لها بان تكون درعا واقيا يمكن حمايه خصوصيه هذه المجتمعات من خلاله وبا ساليب عصريه موثره فلذلك لم تجد هذه المجتمعات سوى ماتتمسكه به من دين او ايديولوجيات اخرى قوميه كانت اوطنيه او حتى دينيه للدفاع عما تعتقده اعتداء على تاريخها او حتى دينها بل ورسولها صلى الله عليه وسلم. المحزن فى ذلك ان مثل هذا الاسلوب انه يستنزف الداخل ولايؤثر فى الخارج حيث لايفهمه العصر وخير مثال على ذلك ازمة الرسوم الدنماركيه التى استدعتها مرة اخرى زياره روس رئيس تحرير الجريده الناشره للرسوم للدوحه, ونعلم مدى الغضب الذى اجتاح الشارع العربى والخليجى بل والقطرى زاده الائمه اشتعالا ودعوات للاستمرار فيه وتصعيده فكان بمثابة استنزاف للداخل المنهوك اصلا دون مجتمعا مدنيا ولااهليا يحميه فلم تتعدى الامور كونها اصوات ارتفعت ثم عادت للخفوت مرة اخرى , فى حين ان رد الفعل على الزياره لايكاد يذكر واكتفينا بكلمه ما كان ينبغى ان يتواجد فى الدوحه مثل التفاوت فى ردةالفعل متوقع لمن يدرك حال المجتمعات العربيه فلذلك ماكان ينبغى من الاول التاجيج والاكتفاء بردة الفعل الطبيعيه للناس بل كان من الاحرى اللجوء الى المؤسسات المدنيه والقضائيه فى العالم بما فيها الدنماركيه حيث الكثير من العرب المسلمين يحملون الجنسيه الدنماركيه كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات بل ان احدهم عضو فى البرلمان الدنماركى ذاته وتوفير التمويل اللازم لهم لمقاضاة من اساء لهم ولمعتقداتهم الى غير ذلك من الاساليب التى تعرفها تلك المجتمعات التى تعتبر الدين ظاهره اجتماعيه ناشئه اصلا من المجتمع وستعود اليه. ولانزال نذكر حادثة سليمان رشدى وكيف حولته فتوى احلال دمه الى بطل يستقبله الرؤساء والملوك فى الغرب وقضية تسنيمه البنغاليه كذلك كل ذلك كان نتيجة استخدام الدين كايديولوجيا فى مجتمعات اجتازت مرحله ايديولوجيا الشعار الى الواقعيه الايديولوجيه .على كل حال ,اعراض العولمه وانشطاراتها لايمكن التعامل معها كما قلت دون قيام المجتمع الاهلى المقابل للمجتمع الرسمى المندمج بالضروره بشكل او باخر مع ارهاصات العولمه كدول لاتستطيع العيش بذاتها وفى عزلتها والمجتمع الاهلى مرهون بوجود تشريعات تسمح بقيامه الى جانب المجتمع المدنى ومؤسساته با شكالها القضائيه والسياسيه وما الى ذلك , حينئذ يمكن التعبير وبفاعليه عن ارادة الناس ورغبتهم فى حمايه انفسهم وعقائدهم بصوره اكثر تاثيرا بطريقه يحسب حسابها من قبل المنتهك بحيث لا يعود الى تكرارها مرة اخرى اما اذا استمر وضعنا على ما هو عليه فمن الاجدر ان نحاسب ونشفق من تجييش الجماهير والدهماء على اى منبر كان حتى لاتنصدم حينما تدرك ان اللاءات الكبيره تتحول الى نعم اكبر فى عصر العولمه لمن لايملك من ادواتها شيئا بل يعيش متطفلا على فوائضها, ونبحث بالتالى عما يخفف من روعها " الجماهير" عذرا كان او لفظا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبل تثير الجدل حول مبادئها لحماية الخصوصية بتعاونها مع شركة


.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في




.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله


.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب




.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد