الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الداخل والخارج

جمال المظفر

2009 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



ما زال الخلاف قائما منذ التغيير السياسي في العراق وحتى يومنا هذا حول مصطلحي الداخل والخارج - أي مثقفو الداخل والخارج - فمثقفو الخارج صبوا جام غضبهم على مثقفي الداخل، واعتبروهم جزءا من هيكلية النظام واسلوب دعايته وبرنامجه الفكري ، بينما يرى مثقفو الداخل ان مثقفي الخارج ابتعدوا تماما عن الهم الوطني، وانهم وجدوا ملاذات آمنة بعيدا عن سلطة النظام، وأسسوا لهم منافي ربما فقدت تسميتها بعد سقوط النظام ، إذ ان اغلب المثقفين الذين غادروا العراق لأسباب سياسية لم يعودوا إلى بلدهم بعد زوال الأسباب لإعادة بناء ثقافة اصيلة بعيدة عن المد السياسي او الطائفي والفئوي ، وفضلوا ان يبقوا في منافيهم، والتي سميتها في مقال سابق لي بـ ( الفيافي ) لأنها فقدت شرعية المنفى بعد ان زالت مسببات المنفى ، وقد لامني وقتها الزميل الناقد علي الفواز من ان العمود كان قاسيا، واعترف ان بعض الأصدقاء قد جرحوا من هذا المقال، لكن الحقيقة يجب ان تقال مهما كانت قاسية ، واعرف ان لديّ اصدقاء في الخارج ربما احرجوا أيضا من اسلوب الطرح ، ولكن كل هذا الاحراج ازيل برسالة من احد الكتاب الذي وقع بحرفين في بريدي الالكتروني ( لقد اخجلتنا والله ) !! .. هذه الجملة تكفي للتعبير عما في نفوس الآخرين ، فبعد سقوط النظام توقعنا ان كل الادباء والفنانين سيعودون الى العراق، وسنلتم ثانية بعد ان فرقنا النظام، وسيحاول كل من مكانه واختصاصه لإعادة بناء هذا البلد الذي دمرته الحروب والحصارات والعنتريات على مدى خمسة وثلاثين عاما بالتمام والكمال ، ولكن للأسف من عاد فإنه عاد بزيارة خاطفة لأهله، ومن ثم عاد ادراجه الى بلاد الفرنجة حيث الشقراوات والكونياك والسهر حتى الصباح، ولا لوعة الكهرباء والمولدات الاهلية، ولا الحصة التموينية، ولا حرارة تموز وآب، ولا لعنة الحروب السياسية بين الاطراف والاحزاب متعددة التسميات، ولا السيارت المفخخة او الاحزمة الناسفة والموت المجاني الذي توزعه قوى الإرهاب والظلالة على الشعب بالتساوي بمثقفيه ومبدعيه واساتذته وطلبته وايتامه وارامله الا بالنسبة للسياسيين، فإنهم بالحصن الحصين، وكفاهم الله شر القتال والعبوات اللاصقة والاحزمة الناسفة ...!!
إن كان يعاب على مثقفي الداخل بأنهم من اركان النظام او كما يحلو للبعض ان يكنيهم بـ ( كلاب السلطة ) فبالمقابل يجب على مثقفي الخارج ان يعترفوا بحجم الأذى والاضطهاد الذي واجهه المثقف العراقي في الداخل ليسترجعوا الاحصائيات عن عدد الذين اعتقلوا، والذين اعدموا او غيبوا في السجون والمعتقلات ، فليتقفوا آثار المفكر عزيز السيد جاسم ورحلة شوقي كريم حسن وحميد المختار في سجن ابو غريب الشهير وزنزانة هاشم حسن وحاكمية داود الفرحان والمئات من الاسماء الأخرى ، والايقاف الجبري او الطرد لبعض الصحفيين والأدباء من وظائفهم وتعرض عوائلهم الى المضايقات ...
كنا نتمنى ان تختفي تلك المصطلحات من القاموس الثقافي بعد سقوط النظام، وان نبني ثقافة عراقية اصيلة ، كيف ندعو للمصالحة مع البعثيين بينما لا نتصالح او نتصارح فيما بيننا كمثقفين، والاعتراف بأن الكل كان ضحية النظام الدكتاتوري البائد بداخله وخارجه ، فمن اشتدت عليه الحديدة هرب الى منفاه، ومن بقي بالداخل تحمل هراوة النظام ، وما كانت الفئة المستفيدة من هبرات النظام غير شلة قليلة تعد بأصابع اليد يعرفها القاصي والداني، ولا داعي لذكر أسمائها وشدت رحالها مع دخول أول دبابة امريكية دخلت بغداد أسوة بالرفاق الذين رموا اسلحتهم، وولوا هاربين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة حق يراد بها باطل
سرجون ( 2009 / 5 / 20 - 05:53 )
ومن ثم عاد ادراجه الى بلاد الفرنجة حيث الشقراوات والكونياك والسهر حتى
الصباح، /
فليتقفوا آثار المفكر عزيز السيد جاسم ورحلة شوقي كريم حسن وحميد
المختار في سجن ابو غريب الشهير وزنزانة هاشم حسن وحاكمية داود الفرحان والمئات من الاسماء الأخرى ، والايقاف الجبري او الطرد لبعض الصحفيين والأدباء من وظائفهم وتعرض عوائلهم الى المضايقات ...
ما قيمة مثل هذا الكلام ومدى علاقته بالواقع الموضوعي، غير تنفيس عن حقد واحباط وجهل لا يليق بمن يسمي نفسه مثقفا عراقيا.. ان الغرض الوحيد لهكذا خطاب هو زيادة الشقة بين الداخل والخارج وتقنين حالة قطيعة حتمية بين ادباء الخارج وبلدهم الأم. وأؤكد ان كاتب المقال لا علاقة له بالادب مهما جمع من عضويات نقابية لا تغني ولا تسمن.. لقد لعب أدباء الخارج دورا مشرفا وتاريخيا ازاء بلدهم واخوانهم في الداخل وسيبقون اوفياء لمسؤولياتهم ورسالتهم الانسانية دون انتظار كلمة شكر أو تكريم من أيما شخص أو جهة في البلد الأم، أما الموقف من المتعاملين مع قوات الغزو ومؤسساته فيبقى في يد التاريخ، والمؤسف حقا ان تسمح مؤسسة الحوار المتمدن بالنيل من شرف أدباء العراق في الخارج باكاذيب واحن غايتها تدمير ثقافة العراق وتشويه صمتها، لا شك أن أدباء ومثقفي العراق في الداخل والخارج هم فوق ه

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد