الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الجماعية 2009 ...رهان للمشاركة السياسية

سعيد الهوسي

2009 / 5 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


إن ما ميز السنوات الأخيرة هو عزوف المواطنين المغاربة عن المشاركة السياسية سواء في الانتخابات الجماعية أو التشريعية،ذلك أن نسبة المشاركة في العملية الانتخابية في تدني مستمر، و يرجع ذلك بطبيعة الحال إلى عدة عوامل سوسيواجتماعية و ثقافية، و ربما سيكولوجية.
إن المشاركة في العملية الانتخابية هو حق لكل مواطن مغربي كيفما كانت ثقافته أو مرجعيته السياسية أو الدينية، و هو حق مكفول دستوريا، إلا أن ما يلاحظ هو أن المواطن المغربي لم يعد يكترث بالانتخابات و لا ببرامجها ولا بنتائجها...إلخ ، بل أصبح همه الأساسي هو ضمان قوت عيش أسرته في ظل عدة إكراهات اجتماعية تحول دون الوعي بأهمية صوته كمواطن في صنع التغيير على عدة مستويات سياسية و اقتصادية و اجتماعية.
و ثمة هناك أسباب أخرى لها دور كبير في جعل شريحة كبيرة من المجتمع لا تقتنع بأهمية المشاركة السياسية، و على رأسها ضعف إن لم نقل انعدام الثقة في برامج الأحزاب السياسية المغربية،وهذا إشكال كبير بحيث أن المواطن المغربي يجد نفسه أمام عدة برامج سياسية متشابهة،و الغريب في الأمر أن بعضها غير قابل للتطبيق،مثل الوعود بتخصيص عدد كبير من مناصب الشغل قد يصل إلى العشرات الآف في السنة، مما يجعل ذلك المواطن يقتنع بعدم جدوى مشاركته مرة أخرى في العملية الانتخابية خاصة إذا لم تلتزم الأحزاب بتنفيذ برامجها التي كانت تعد المواطنين أثناء الحملة الانتخابية بتطبيقها.
سبب آخر يحد كذلك من رغبة العديد من المواطنين في المشاركة السياسية و يتعلق الأمر بمدى نزاهة و شفافية العملية الانتخابية و المتاجرة في أصوات الناخبين من طرف المرشحين، مما يولد اقتناع لدى ذلك المواطن بعدم جدوى ذهابه إلى صناديق الاقتراع مادامت أن النتيجة محسومة سلفا.
بالإضافة إلى ذلك مازلنا نفتقد لثقافة المشاركة السياسية في العملية الانتخابية كمكون رئيسي في ثقافتنا، و ذلك بطبيعة الحال يرجع لغياب الحس السياسي لدى المواطن، وعدم وعيه و اقتناعه بأن دوره و مشاركته في تلك العملية يمكنه أن يصنع التغيير السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي.
أمام كل هذه الإكراهات التي يعرفها المشهد السياسي المغربي، يعقد الرهان الأساسي على الانتخابات الجماعية المقبلة المزمع إجراؤها يوم 12 يونيو 2009،بحيث يمكن أن تطرح عدة تساؤلات حول هذه الانتخابات: كيف يمكن أن نعيد أولا الثقة للمواطنين المغاربة بأهمية ممارسة حقهم الدستوري؟ و ما الجديد الذي أتت به الأحزاب السياسية المغربية في هذا الصدد؟ و هل هناك من برامج سياسية قابلة للتطبيق؟
أعتقد أن الحل الذي يمكنه أن يخرج كل مواطن من قوقعته و لكي ينفتح على المشهد السياسي و يعي بأهمية صوته و بالتالي مشاركته في العملية الانتخابية، هو أن يحس بعد إدلائه بصوته بالتغيير الإيجابي و هنا تكمن قيمة الذهاب إلى صناديق الاقتراع و ممارسة عملية التصويت، بحيث سيعي أن صوته له قيمة سياسية مهمة في صنع التغيير.
كذلك يجب على الأحزاب السياسية أن تخلق أو تفتح قنوات الحوار مع المواطنين المغاربة على مدار السنة وليست مؤقتة و مرتبطة بالحملات الانتخابية فقط، و ذلك بالاستماع إلى مشاكلهم خاصة الاجتماعية منها، و ضرورة إيجاد حل لتلك المشاكل مما سيولد لديهم ثقة في تلك الأحزاب و في برامجها.
إضافة إلى ذلك لابد من خلق ثقافة سياسية لدى المواطن لكي يعي بحقوقه وواجباته ، و هذا دور يجب أن ينهض به الإعلام و كذلك المجتمع المدني.
إن المشاركة السياسية ليست عملية أو إجراء يجب أن يقوم به المواطن فقط بل أن يلمس نتائج تلك العملية أو ذلك الإجراء.
بخلق ثقافة سياسية وعودة الثقة للمواطن في برامج الأحزاب السياسية، والوعي بأهمية و دور العملية الانتخابية في التغيير، يمكننا أن نتحدث عن رهان المشاركة السياسية في الانتخابات الجماعية يونيو2009، و بالتالي يمكننا أن نتطلع إلى نسبة مشاركة أعلى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة