الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اما لهذه النغمة ان تتغير؟

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 5 / 21
كتابات ساخرة


منذ التخطيط في دهاليز الكونغرس والبيت الابيض الامريكي لاسقاط النظام السابق واحتلال العراق، ونحن وكل العالم معنا نسمع عبارات وجمل وكلام منمق وجميل وموزون ومقفى يعاد على مسامعنا من قبل المسؤولين الامريكيين والعراقيين على حد سواء يبشرنا بالخير ويدعونا للتفاؤل بالمستقبل ويقنعنا بان كل الذي جرى ويجري من تدمير للشعب والوطن هو من مصلحة العراق شعبا ووطنا، وان ما يحدث في العراق من انفجارات واغتيالات وجرائم قتل ونهب وسرقة وتقسيم للسلطة حسب الانتماء الطائفي والقومي وزرع للحقد في نفوس ابناء الوطن الواحد وغيرها من الاعمال الشنيعة التي يندى لها الجبين ما هي الا مجرى طبيعي للطريق الطويل الذي ينتهي بقصر الديمقراطية الامريكية الذي شيد خصيصاً لتعميم العدل ونشر الحرية بين العراقيين بشكل متساو دون فرق او تمييز بين السلطان المتسلط والمتشرد الفقير.
في زيارتها المفاجئة للعراق ( حالها حال كل المسؤولين الامريكيين الكبار الذين تكون زيارتهم للعراق مفاجئة وتغلب عليها السرية ) طلبت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي – من ضمن مطاليبها الكثيرة - من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الحفاظ على اموال العراقيين! ومحاربة الفساد!، وقالت ان جهود العراق لاقامة الديمقراطية ستأتي بثمارها في النهاية ( طبعاً هذا يكون بفضل المساعدات الاقتصادية والثقافية والامنية والعسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للشعب العراقي دون مقابل! ).
بعد القليل من التفكير بما قالته السيدة بيلوسي تبرز لنا عدة اسئلة كارثية قادت العراق الى مستنقع مسموم لن يشفى منه بسهولة خلال العقود القادمة، فهذه السيدة تطلب من رئيس وزراء العراق الحفاظ على اموال العراقيين ومحاربة الفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية، وطلبها هذا هو مطلب عراقي عام لان النزاهة وشفافية التعامل مع المال العام تعني ان الوطن بخير والتوجه صائب ومستقيم ولا خوف على المستقبل، لكنها لم تؤشر ولو مجاملة الى المليارات المحجوزة لدى حكومتها منذ سنوات عديدة، ولم تأتها الجرأة لتطلب من رئيسها السابق او الجديد للكشف عن مليارات الدولارات والاف اطنان الذهب المنهوبة من البنك المركزي العراقي وقصور الرئيس السابق ومعاقبة اللصوص والمسؤولين على ذلك، ولم تفكر هذه السيدة ولو للحظة بتغير وجهتها الى الامم المتحدة بدلا من العراق لتوجيه كلامها الى قادة العالم والمسؤولين الكبار في الامم المتحدة لمطالبتهم بالكشف ومعاقبة كل شخص شارك في تجسيم محنة العراقيين او بلع ملايين الدولارات من قوت الفقراء والمحرومين ابان ايام الحصار الظالم من برنامج التخضيع والتذليل المشبوه ( برنامج النفط مقابل الغذاء ) الذي لا زالت رائحة فساده تنتشر فوق العالم، اما الديمقراطية التي بشرنا بها قبل ستة سنوات فلا زلنا ندفع ثمنها ترحيلاً وتقتيلاً وعراكاً مذهبياً ودينياً وتنافساً حقيراً على السلطة والمال على حساب المظلومين والمحرومين.
ترى متى يكف المتاجرين بالعراق عن تسويق بضاعتهم الفاسدة ويحاسبون ضميرهم امام الملأ على كل المظالم والمحن التي لاحقت وتلاحق الشعب العراقي بسبب اعمالهم الدنيئة او سياستهم العوجاء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان