الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو عنوان حكومة د. فياض الجديدة

علي عبيدات

2009 / 5 / 21
القضية الفلسطينية


تمخضت المشاورات والحراك السياسي الأخير، والذي تم بشكل سريع ومُسرع جدا، عن ولادة حكومة فلسطينية جديدة، برئاسة د. سلام فياض، لا عنوان لها، ولا هوية، فلا هي فصائلية تُعرف، ولا حتى جماهيرية، ولا مِهنية "تكنوقراط".
الوزارة الجديدة، حافظت على عدد من الوجوه القديمة، والتي اثارت في الفترة السابقة، الكثير من علامات الاستفهام، وبخاصة أن هذه الشخصيات شغلت وزارات حساسة، ومؤثرة في التشكيلة الوزارية السابقة.
وأعادت التشكيلة الوزارية الجديدة، عدد من الوزراء السابقين إلى الساحة من جديد، وأدخلت ثمان وجوه جديدة إلى تشكيلتها، لشخصيات تميزت بحضورها الجماهيري، كالسادة حاتم عبد القادر وماجدة المصري وسهام البرغوثي.
وإن كانت الحكومة الفلسطينية الجديدة قد شكلت في حالة من اللغط الكبير، والجدال البيزنطي الدائر حول الحوار الوطني الذي لا ينتهي، ولا يبدو أن ينتهي في القريب العاجل، فإنها تثيرُ الكثير من علامات الاستفهام، حول ما هيتها وما هو عنوانها.
فالفصائل الفلسطينية، وحتى المنضوية منها تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، لم تتوافق على تشكيلة هذه الحكومة، وهو ما أعلنته كتلة فتح البرلمانية، التي قاطعت تشكيلة الحكومة، وقالت أنها لن تمنحها الثقة، ولن تدعمها، لأنها شكلت بشكل غير قانوني.
بينما اختارت فصائل أخرى، كحزب الشعب الفلسطيني، الذي قال أن القيادي فيه اسماعيل دعيق قد شارك بصفة شخصية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عدم المشاركة في الحكومة، لتشكيل ضغط نحو إنجاح الحوار الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
إلى جانب موقف حماس المُعلن مسبقا، بعدم دستورية حكومة د.فياض، التي قالت أنها غير دستورية وغير شرعية، وتأتي تجسيدا لحالة الفوضى السياسية في الساحة الفلسطينية، بهدف تعطيل جهود الحوار الوطني.
وما عزز مقاطعة الحكومة الجديدة، موقف كبريات النقابات المهنية على الساحة الفلسطينية، التي أعلنت صراحة مقاطعة حجومة فياض الجديدة، ووصفتها "بالمولود المشوه ولا اتفاق عليه لا جماهيريا ولا فصائليا"، وأنها أعادت بعض الوزراء "الفاشلين"، وهددت بعدم التعاون معها.
وقد يذهب الجميع إلى ما قالته هذه النقابات، بأنه كان الأجدر بهذه الحكومة الجديدة، أن تكون أكثر التصاقا بقضايا الوطن والمواطن، وأن تحدث تغييرا نحو الأفضل، وأن تتمتع بقدر من الشفافية، وتوجيه التحية لمن لم يشارك بها.
ورغم أن فصائل كالجبهة الديمقراطية، وفدا، وجبهة النضال الشعبي، شاركت د. فياض حكومته الانتقالية، بوزراة الشؤون الاجتماعية، ماجدة المصري عن الديمقراطية، ووزارة المرأة، سهام البرغوثي عن فدا، والعمل أحمد مجلاني عن جبهة النضال الشعبي.
إلا أن السؤال الكبير الذي يبقى موجها لقيادات الجبهة الديمقراطية، وفدا، وجبهة النضال الشعبي، إن كانت فتح لم تشارك في الحكومة، والجبهة الشعبية وحزب الشعب كذلك، وإن كانت الجماهير لا تدعمها وفق ما قالته النقابات ويقوله الشارع، مع من شاركتكم في الحكومة الجديدة، وعلى أي اساس؟.
وما يلفت الانتباه في التشكيلة الوزارية الجديدة، هو خلوها من أهم الوزارات، فإن كانت وزارة الإعلام، التي تعد أهم الوزارات، قد ألغيت بحجة تشكيل مجلس أعلى للإعلام، فلماذا تم إلغاء وزارة الشباب والرياضة؟.
وما اعتبر أيضا أمرا مفاجئا، هو خلو الوزارة الجديدة، من عنوان كبير، وأحد الثوابت الوطنية، التي طالما تمسك بها شعبنا، ولطالما كان لها حضور في الوزارات السابقة، وهو "الأسرى"، فما هو سبب خلو التشكيلة الجديدة من وزارة الأسرى؟.
ما خرجت به التشكيلة الوزارية الجديدة، وما أثير فور تشكيلها من لغط سياسي وجماهيري كبير في الساحة الفلسطينية، لا يبشر خيرا على المدى القريب، ولا يشكل عامل أمان واطمئنان للمواطن الفلسطيني الذي أنهكته الإنقسامات، ويبقى السؤال الكبير، إذا لم تكن الحكومة فصائلية، أو مهنية، فتحت أي عنوان شكلت؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي
سيمون خوري ( 2009 / 5 / 21 - 19:14 )
منذ متى كانت الجماهير الفلسطينية تستفتى حول أي قرار سياسي ؟ لو جرى إستفتاء الجماهير هذه حول رأيها بهذا أو ذاك فإن أغلب الظن ستخرج هذه الجماهير حفاة عراة وتقول خلصونا من حوار الطرشان ونظام المحاصصة والاستوزار . والسيارات السوداء التي ترتدي الشادور المودرن. ولم نعد نفهم من هو الشرعي من غيره؟ ثم لماذا لاتستقيل حكومة حماس من موقع الحرص على القضية الوطنية أم ماهو مسموح لحماس غير مسموح لغيرها ورغم أني لست فصائليا ولله الحمد فإن السيد فياض انظف من غيره وعند الاتفاق الوطني بعد عمر طويل سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ومع ذلك سيقول البعض أنها غير شرعية لأنه خارج التركيبة؟

اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل