الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غطاء العفة الوهمي

جمال الدين بوزيان

2009 / 5 / 22
العلاقات الجنسية والاسرية


لا يوجد مجتمع يصرح بوجود الانحرافات الجنسية به، و لا دولة تعترف بغرقها في وحل الدعارة، و الكلام هنا يتعلق خاصة بدولنا العربية و الإسلامية.

إنكار الدعارة و الانحراف يتم في ظل تفاقم هذه الظواهر لدرجة مخيفة، و بين الواقع الحقيقي و الحقائق الوهمية التي تصرح بها الدول، فرق كبير.

كما أن تغطية الشمس بالغربال لا تنفع، و لا ينفع أيضا دفن الرأس بالتراب مثل النعامة، فالتستر على وجود انحرافات جنسية حقيقية لا يؤدي إلا إلى زيادتها و نموها و انتشارها في صمت و بدون مجهود معارض من أحد.

لا ينفع إنكار وجود المثلية الجنسية بالجزائر أو بأي دولة عربية أخرى، حتى و لو كانت تلك الدولة تلبس عباءة الدين و تتقمص دور رعاية الدين الإسلامي. و لا أريد ذكر أي دولة عربية تفاديا للتفسيرات و الاتهامات الجاهزة.

كما أن نفي وجود الدعارة ببلد ما، لا يعني أنه في الواقع قد تكون هذه الدولة ماخورة العالم أو المصدر الرئيسي للرقيق الأبيض. و لا ينفع التستر على جرائم البيدوفيلي في رؤية الواقع الجديد و الذي يقول بأن هذا المرض تفاقم و صعد إلى السطح، و لم يعد مجرد سلوك مؤقت نتيجة غياب المرأة و تأخر سن الزواج. أتحدث هنا خاصة عن الوضع بالجزائر التي شهدت بالسنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا جدا في ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، و مؤخرا و بإحدى الملتقيات أنكر بعض الخبراء و الأخصائيين كونه مرضا حقيقيا و توجها جديدا للشباب و إنما هو بسبب الظروف الاقتصادية و تأخر سن الزواج. ما الفائدة من التصريح بالصحافة بأن شبابنا بخير و لا يعاني من ميولات جنسية مرضية، بينما الظاهرة في ازدياد و عدد ضحاياها لا يتوقف؟

كما أن نظام الحكم و تماشيا مع الطبيعة الدينية للمجتمع الجزائري، يرفض الترخيص القانوني لبيوت الدعارة و جعلها تعمل في إطار قانوني منظم، مع أن بيوت الدعارة السرية و ما يحدث في الواقع أكثر فظاعة مما لو كانت تلك البيوت مرخصة. مع العلم أني لست ممن ينادون بالترخيص لها، و إنما أتحدث عن التناقض في المواقف و التصريحات إرضاءا للشعب الذي يؤمن بوهم أنه يعيش في مجتمع محافظ و متدين.

ليس بهذه الطريقة نحافظ على صورة الجزائر الجميلة، ليس بإنكار الواقع و تجميل الوهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريهام بالشيخ وهي حرفية في تقطير الزهر والعطرشية والورد


.. رانيا منصور واحدة من نساء محافظة نابل




.. تمثال نهضة مصر


.. بالرغم من مشقته وصعوبته للمرأة الدور الكبير في موسم الحصاد




.. حراك الماء رمز يعكس هوية تاريخية لنساء فكيك