الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن البريد الالكتروني لله

فادي يوسف الجبلي

2009 / 5 / 22
كتابات ساخرة


اكثر ما يستلفت نظر القاريء العربي وهو يتصفح امواج المواقع العربية في الشبكة العنكبوتية هو كثرت المقالات والمواضيع التي تكتب عن الله واكاد ان اجزم بأنك لو فتحت اي موقع عربي فأنك ستصطدم بمقالة عن الله وتحت اسماء براقة يعتقد اصحابها انها جذابة ايضا منها على سبيل المثال
هل الله موجود ؟
اين هو الله ؟
الله هل يدركه العقل البشري؟
هل السيد المسيح هو ابن الله فعلا ؟
هل يتجسد الله في كل شيء؟
ودائما تجد ان اصحاب هذه المقالات يتفننون في ايجاد الادلة العقلية التي تثبت صحة ارائهم ...منها على سبيل المثال ان احدهم قد كتب قبل ايام عن الله وحجته في اثبات وجوده كانت حجتان هما :
اولا :ان اذني الحمار اكبر من اذني الحصان في حين الحصان هو اكبر حجما من الحمار والحكمة في ذلك هو لكي يستطيع الحمار ان يلتقط الاصوات البعيدة التي تدل على الخطر كي يفر منه ويختبأ وراء صخرة وينتظر مرور الخطر امامه ، واما الحصان فأنه ليس بحاجة الى رادار (اذني) كبيرتين لأنه بطبعه هو سريع ويستطيع ان يفر بجلده متى ما داهمه خطر ! اذن أليس هذا دليلا على وجود اله في السماء له سجون من نار
ثانيا : والدليل الثاني الذي اراد الكاتب العبقري ان يثبت به وجود الله هو وجود شوارب للقطة كما نبتت في هذه الايام شوارب عميد الطغاة العرب وامام المجاهدين وسيد الموحدين وملك ملوك افريقيا وامريكا اليونانية المهدي المنتظر المسيح الدجال الشيطان الاكبر معمر القذافي ادام الله ظله بعد ان بلغ الحلم في هذه الايام ! اذن فوجود شوارب للقطة ايضا دليل على وجود اله في السماء يجتمع الناس عنده بعد موتهم لكي يحاسبهم على كيفية تنظيمهم لحياتهم اليومية وفق ما يوحي به عقولهم .
ومن بين جميع هذه المقالات التي تتناول هذا الموضوع صادفت مقالة بغاية اللطف والروعة في هذا المجال وهي مقالة للسيد سفيان الخزرجي بعنان(البريد الالكتروني للسماء) وهذا رابطه:
http://www.albadeal.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1576
ويقترح السيد الخزرجي ان يقوم الله سبحانه وتعالى بأنشاء بريد الكتروني ك [email protected] ولكن لأن اللغة العربية هي لغة السماء فأنني اقترح ان يكون اسم البريد كالتالي ....com..احتلال الكون@الله
وهذه الفكرة هي جديرة بالتأمل والدراسة والسعي الحثيث لتطبيقها نظرا لما فيها من خير للأمة لأنه ببساطة شديدة فأنك عندما يكون لك قطيعا من الاغنام فأنه لا يمكنك ان تتركه في العراء وتوجهه من فوق سطح منزلك !فكيف اذا كانت المسألة تتعلق بمليارات من البشر تركهم الله في حالهم وادار ظهره عنهم منذ اكثر من 1400سنة تاريخ اخر رسله الذي ارسله الى العالمين كي يعلمهم كيف يغسلون وجوههم او كيف يدخلون بيوت جيرانهم (يأيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون (النور : 27).
وكذلك فأن الفكرة ستخفف من حمل علمائنا اللذين يوصلون الليل بالنهار كي يفتوا للمؤمنين في قضايايهم الشخصية كالذي يطلب من المفتي الحكم الشرعي في نوعية النعال الذي يفترض بالمؤمن ان يضرب به زوجته ، ولأن بعض الاسئلة المحيرة لا تجد من يفتي بجوازها من عدمها فأن اتصال المؤمنين بالله مباشرة سيكون كفيلا بأيجاد الرد الجازم ...من هذه الاسئلة على سبيل المثال لو ان مؤمنأ وجد في سوق السلاح سيفا مكتوبا عليه made in USA فهل يحق للمؤمن ان يذبح بهذا السيف اعداء الله ام يفترض ان يكون السيف مصنوعا في معامل يثرب وتبوك لأنتاج الشوكولاته ! وهل يحق للمسلم ان يقود السيارات ذات الدفع الرباعي في الرمال العربية ام ان في ذلك تشبه باليهود والنصارى ! والعشرات من الاسئلة الاخرى المحيرة والتي هي بحاجة الى جواب .
ولكن للأسف هذه الفكرة لن تجد لها طريقا الى التطبيق للأسباب التالية :
اولا :ان الله سبحانه وتعالى عندما يحادث الاخرين لا يريد جوابا منهم ولا استفسارا بل يريد ان يلقي عليهم كلامه وما على الاخرين سوى الاخذ بكلامه من غير مناقشة ولا اعتراض (بمعنى نفذ ثم ناقش بعد ان تصبح ترابا)
ثانيا :هناك كائن في الوجود يحتقره الله جدا وقد حذر غالبية رسلهم من فتنة هذا الكائن ومكره وهذا الكائن هو المرأة ، وعند وجود البريد الالكتروني لله فمن الذي سيستطيع ان يمنع نساء العالمين من مجادلة الله وكيف سيستطيع الله ان يثبت للمرأة انها مخلوق تافه وانه نادم على صنعه اياها من ضلع ادم كي يتسلى بها .
رابعا :لا يجب ان نعتقد بأن الله من السذاجة بحيث لا يعلم ما حدث في العالم الارض من تطور هائل في حين ان هذا التطور لم يصل الى السماء في ظل الحكم الشمولي ...حيث ما زال الناس في الجنة يشربون الخمرة من الانهار بالرغم مما في ذلك من مضار بالصحة وذلك لكون انهار الخمرة هي انهار لا تجري بل هي انهار راكدة لأنها كانت بالاصل تصب في جهنم ألان ان الله قام بقطع الانهار عن جهنم وذلك لكي لا تصل خمرة الجنة الى المنافقين في سجن جهنم اللذين هم بأشد الحاجة الى كل قطرة ماء او خمرة لأن درجة الحرارة في السجن مرتفعة نوعا ما .اذن فأن وجود بريد الكتروني لله قد يؤدي ذلك طلاع على البشر على التخلف الموجود في السماء وها ما قد يوضع علامات استفهام امام الله
خامسأ: وجود البريد الالكتروني لله ربما يثير قضايا قديمة والله في غنى عنها .مثلا ربما قام اهالي مريم العذراء بأقامة دعوة قضائية على الله (بعد ان عرف عنوانه) بتهمة اغواء مريم واغتصابها وحبلها وتركها عرضة لأفواه الناس الى ابد الابدين .
سادسا:هناك مشكلة فنية في هذا الموضوع لأنه من المعروف عن الله سبحانه وتعالى انه لا يجيد (مثل تلاميذه الطغاة العرب) غير اللغة العربية .وطبعا لا يمكنك ان تمنع الفنلنديات مثلا من التمتع بالحديث الى الله والله لا يجيد لغتهن .
واخيرا اود ان اقول رأي المتواضع في هذا الموضوع وهو ان الله سبحانه وتعالى عندما يعرض عليه هذا الامر سيتبع المثل العراقي الذي يقول (الباب اللي يجي منه ريح سده واستريح) ولن يفتح الله هذا الباب ابدا لأنه يفضل ان يبقى بين شعبه من الملائكة اللذين يرددون له في كل ساعة الاناشيد الوطنية من قبيل .بالروح بالدم نفديك يا الله .
والله اسمك هز امريكا الله اسمك هز امريكا
الى ان يرد الى مكتبه في ذات يوم خبر من المخابرات السمائية مفاده ....سيدي جنود المارينز احتلوا السماء الاولى









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اشارة
التشكيلية ايمان الوائلي ( 2009 / 5 / 21 - 20:19 )
لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ...
من هذا المنطلق اتفق مع الاخ المحترم فادي الجبالي
اذ ليس من المعقول ان نكون قطيعا لمخلوق وضيع يتسلى بمقدساتنا وانسانيتنا وهو ليس له من سمات الاله الا التسلط وبعض جنون الحاكم وتجنيه
ويبقى رمز الله أشارة للاستدلال على الذات الانسانيه الراضخه لسلطة النفس
صراع يتطاول ولاينجلي .. واشارة الدليل تبقى دليل الاشارة


2 - ممتع إلا في واحدة
مختار ( 2009 / 5 / 22 - 00:30 )
واحدة فقط جانبت فيها الصواب، وأنا شاهد على ذلك.
تقول: (هناك مشكلة فنية في هذا الموضوع لأنه من المعروف عن الله سبحانه وتعالى انه لا يجيد (مثل تلاميذه الطغاة العرب) غير اللغة العربية) هنا أعترض عليك، لأنني تابعت ومنذ مدة أحوال تلاميذه الطغاة العرب عند اضطرارهم للتدخل في قممهم العالية، وتأكدت أن أغلبهم لا يجيد القراءة ولا التعبير بلغة عربية فصيحة وكلما اقتربت من مواطن اللغة العربية كلما انخفض مستوى الناطقين بها. وليس هذا فقط، فقد لاحظت كذلك أن الشعراء هناك طلقوا النظم الفصيح على عروض الفراهيدي وجنحوا إلى النظم باللغات الدارجة في أوطانهم واستراحوا من النحو والصرف والإعراب ووجع الرأس.
اليوم يا أخي كلما ابتعد الناس عن موطن الإسلام والعروبة كلما اشتد تعصبهم لهما


3 - نعم انهم لا يجيدونها
فادي يوسف الجبلي ( 2009 / 5 / 22 - 09:03 )
اخي العزيز مختار
لا اعلم بأية لغة اشكرك على تعليقاتك المستمرة والصائبة دوما ولقكرك الثاقب ...في الحقيقة لك الحق فيما ذهبت اليه ولقد فاتني فعلا ان بعضأ من تلاميذه(من الطغاة العرب) لا يجيدون العربية ايضا ......لذا اقتضى التنويه وشكرا لك


4 - لله الملك والقوة والعظمة والمجد
حسن عبد اللطيف ( 2009 / 5 / 22 - 09:55 )

عندما كنا صغارا نحبو على الأرض لم يكن لأحدنا قوة أو جسارة أن يكره أمه أو أن يفكر فى الانتقام منها وقتلها وتخليص العالم من شرها وطغيانها - لأن هذه الأم بالنسبة لهذا الطفل وقلبه الصغير هى بمثابة المعنى الوحيد للوجود بل هى كل الوجود

لكن من بين الأطفال يوجد عدد ضئيل يتحول فى الكبر الى مجرم غبى العقل مظلم القلب لا يتورع عن سب أمه بل ولطمها وخنقها وازهاق روحها - والسجون فى كل مكان تعج بالمجرمين كما تعج البشرية بالملحدين الجاحدين بربهم


5 - الى حسن عبد اللطيف
فادي يوسف الجبلي ( 2009 / 5 / 22 - 13:09 )
الالحاد فكر انساني نبيل يدعو الى نشر المحبة بين البشر

اولا :مقارنتك ليس في محلها اطلاقا اذ ليس هناك اية اوجه للتشابه بين حنان الام وجبروت الله.
ثانيا :ان كان هناك من يقدم على قتل امه فلا بد ان يكون من خريجي جوامعكم ومساجدكم لأنها تحرض على القتل وخريجها يصاب بمرض نفسي خطير يجد ان اعظم لذة في الوجود هو الموت
ثالثا :اشارتك الى انكم الاغلبية والاخرين هم اقلية ليس بدليل على انكم على حق .
رابعا:قولك السجون تعج في كل مكان تعج بالمجرمين غير دقيق لأن السجون تعجب بالمجرمين والمذنبين وليس كل المذنبين مجرمين ...وانا ادرك المغزى من كلامك ولكنني قبل ان ارد عليه اود ان اذكرك ان سجون ربك في السماء تعج بالابرياء فقط اللذين يختلفون معه في الرأي.
خامسا :تكملة للنقطة(رابعأ) كنت تريد بتعبيرك ان تصف الملحدين بالمجرمين واتحداك ان تثبت ان ملحدا قد قتل احد استنادا الى نص مكتوب ...بخلافكم اللذين تعبدون القتل والدم والموت
سادسا :كل ذنب الملحدين هو انهم يرفضون التوقيع على العقد الذي ابرمه الله مع اجدادكم بأن اشترى منهم اموالهم وانفسهم مقابل منحهم كوخا في جنة الشذاذ والافاقين (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا في الت


6 - تعقيب
حسن عبد اللطيف ( 2009 / 5 / 22 - 16:24 )
الى الأخ الكاتب

يا سيدى
فى الطفولة المبكرة يشعر الطفل بتوحد تام بينه وبين أمه (ليس فقط لأنه نبت وتكون فى أحشائها من لحمها ودمها) ولكن أيضا لأنه يتوحد معها وجدانيا فمنها يستمد الأمان ومن خلالها يتذوق العالم والأشياء والأنغام والألوان - وليس هناك أدنى مبالغة ان قلنا أنها بالنسبة له هى الوجود بذاته

لكن الغريب أن علاقة الطفل بأمه تستمر حتى بعد أن يشب هذا الطفل ويصبح رجلا .. فتظل احدى الحقائق الأساسية فى حياته أن هذه السيدة هى أمه وأنها كانت منبته وبوابته التى دلف منها الى هذا الوجود .. فتراه يزداد مع الوقت حبا وامتنانا واكراما لها حتى نهاية حياته.

و بنفس المنطق والقياس - نجد أن الانسانية فى أطوار نموها فى أحقاب الماضى الطويل تعلقت أشد التعلق بخالق الوجود .. كانوا كالطفل الرضيع يفعلون هذا بالغريزة والشعور حتى لو لم يكونوا يرون هذا الخالق أو يسمعوه أو يلمسوه .. كان شعورهم به طاغيا يملأ عليهم حياتهم - فراحوا يطلقون عليه أسماء مختلفة وصفات مختلفة تختلف باختلاف الأماكن والحضارات .. لكنهم لم يختلفوا أبدا فى الاجماع على وجوده وضرورة هذا الوجود.

كان الناس (ولا يزالون) يشعرون بأنهم متوحدون مع هذا الخالق وأنه (تماما كما الأم بالنسبة للطفل) هو الأمل والرجاء والنور فى


7 - الى الاستاذ الجليل صاحب المقاله
دلال محمود ( 2009 / 5 / 22 - 18:06 )
الى الاستاذ فادي الجبلي المحترم
الالحاد ليس فكريا يدعو الى المحبه مثلما تفضلت بل ان كل الاديان السماويه وبلا استثناء تدعو الى المحبة والتسامح بين البشر لكن من اساء الى الاديان هم رجال الدين الذين استخدموا الاديان وحرفوها لخدمه السلاطين والولا ة
فخربوا الشعوب باسم الدين ونهبوا باسم الدين فالايان اولا واخيرا كان هدفها ولازال هو خدمه البشريه وتبيان المحرمات والمحللات ولكل دينه ومذهبه مع الاحترام لكل الاديان السماويه ودون اكراه في الانتساب الى دين معين
مع شكري لصاحب المقال

اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر