الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة الان تحت الضغط أو تحت الخطر من جديد

فاطمه قاسم

2009 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



بدلا من الحديث والصراخ من اجل إنهاء الحصار ،وإعادة الإعمار واستعادة الوحدة ،وإسقاط الانقسام ، إعادة نهوض المشروع الوطني ،بدلا من ذلك كله ،فان قطاع غزة يبدو مع استمرار الظروف الصعبة والمعقدة ،واستمرار الشروط المستحيلة والخانقة ،يجد نفسه مرة أخرى يقع تحت سقف التصعيد العسكري ،فقد عاد الطيران الإسرائيلي يقصف ويدمر ويقتل ،ويتصاعد التهديد العسكري إلى حد شن حرب جديدة .
يحتاج الأمر إلى دقة في الرؤية، وقدرة عالية على الاستنتاج، لماذا هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي الجديد ضد قطاع غزة في اليومين الأخيرين ؟

هل الغارات الجوية على قطاع غزة هي رسالة بوجود نتنياهو في واشنطن؟
هل قطاع غزة من المنظور الإسرائيلي يقع في نفس سياق التوتر مع سوريا وإيران؟
هل هذا السلوك الإسرائيلي التصعيدي يظل في مرحلة الضغط أم يتصاعد على مرحلة الخطر؟

فلسطينيا نحن بحاجة أن نعرف ما هي معطيات هذا التصعيد الإسرائيلي وما هي غاياته ومآلاته، لأن الضغط له مجالاته وله أشكال مواجهته الدبلوماسية والمادية، أما الخطر فله معطيات



واحتمالات ونتائج أخرى مختلفة، وعلينا أن نعرف أين نقف قبل أن نندفع إلى سهولة الاختيار.
وفي السياسة: فإنه حتى المختلفين يمكنهم أن يجدوا مساحة للقاء تجنبهم الأخطار المحدقة المشتركة، والخطر المحدق المشترك أن يتحول قطاع غزة إلى ساحة ثانوية للحرب التي تسكن في عمق هذه المنطقة كاحتمال قوي منذ فترة، حرب على خلفيات المشروع النووي الإيراني، وعلى خلفيات الصراع المحتدم بين المحاور في المنطقة، وعلى خلفية أن إسرائيل تريد الهروب من الاستحقات، فتفجر في المنطقة أوضاعا وتداعيات أوسع مدى حتىتشغلها في المتاهات من جديد.
في الجولة الخامسة من الحوار، التي انفضت على أمل اللقاء النهائي في حزيران القادم استمرارا إلى تموز لتوقيع اتفاق المصالحة، في هذه الجولة، عبر الأشقاء المصريون بإشارات واضحة، أن الانقسام الفلسطيني تجاوز الحدود المحتملة، وأصبح ينذر بأخطار اكبر، أخطار لا تنحصر في الموضوع الفلسطيني البالغ الأهمية، وإنما يتعداه إلى الأمن القومي العربي، وإذا كانت الدول العربية من حولنا تلجأ إلى سياسة سد الذرائع لتلافي هذه الأخطار الجديدة، فإن إسرائيل قد تنفذ إلى بغيتها من وراء عدوان جديد على قطاع غزة الذي ما زال ينزف من جراء الحرب الأخيرة التي توقفت في الثامن عشر من يناير الماضي.
البعض يقول أن النسق الدولي لا يسمح بذلك، وأن الجهد الأمريكي لن يسمح بذلك، ولكن إسرائيل التي لا ترغب بمواجهة صاخبة مع السياسات الأمريكية الجديدة في المنطقة، قد تتسلل إلى الفوضى من خلال العدوان على غزة، ولذلك، فإن المصالحة الوطنية تجرد إسرائيل من هوامش الحركة العدوانية، ويحملها استحقاقاتها المحددة، وأعتقد أن المهلة التي أعطاها الوزير عمر سليمان



للفلسطينيين هي فرصة مناسبة، ويجب أن تكون فعالة، حتى لا نجد أنفسنا نقع تحت واقع عدواني أكثر عنفا وأكثر خطورة مما نعاني منه الآن، أعتقد أن الصدق مع الذات، وتحسس الخطر قبل
وقوعه، هي من الأمور الجدية في حالتنا الفلسطينية، لأن استمرار إحالة ما يجب ان نقوم به نحن
على الآخر، والهروب إلى الأمام ، ووالتقليل من الخطر إلى أن تقع الكارثة التي لن يدفع ثمنها الا نحن يجعل ما هو سهل الآن في غاية الصعوبة غداً.

لعل الإرادة الصادقة تنهض،

ولعل الرهانات الخاسرة تتراجع بلا عودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : هل طويت صفحة الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. هل يستنسخ حزب الله تجربة الحوثي في البحر المتوسط؟ | #التاسعة




.. العد العكسي لسقوط خاركيف... هجوم روسي شرس يعلن بداية النهاية


.. أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور




.. الحرب في غزة تحول مهرجان موسيقي إلى ساحة سياسية | #منصات