الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية واستبداد المحاصصة ..؛؛ وتعديل الدستور؛؛

علي عبد داود الزكي

2009 / 5 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من كتب الدستور؟ هل سيتم تعديل الدستور ؟ ما هي المقترحات للوصول الى دستور رصين يضمن وحدة العراق ويحفظ حقوق شعبه ويضمن بناء جيش قوي يحميه من تكالبات دول الجوار العربية والأجنبية ونزعات الانفصال العرقية الداخلية...ما هي مقترحات النظام الجديد لعراق سومر وأشور وبابل... من سيكتب دستور ديمقراطية الأمة العراقية؟؟...

ستزدهر بغداد الكاظمين بغداد السلام بغداد أبي حنيفة ..بغداد الرصافي بالحب والتآلف الوطني وسيكتب دستور التوحد دستور الخلاص دستور الشجاعة وحفظ حقوق الإنسان...أن الديمقراطية هي حكم الشعب هي حكمة القرار الناضج للفئة المنتخبة كشخوص وحركات وأحزاب والتي تصل الى السلطة بعد حصولها على تأييد الجموع الشعبية...تحت ظل الديمقراطية هل من الممكن أن يتسلق الظلم وينمو السوء وتنشأ مافيات التجبر والسرقة السلطوية ؟!! نعم ذلك ممكن أذا لم يكن هناك دستور حكيم يحكم معاني الديمقراطية واسسها... وإذا لم يكن هناك مثقفين بمستوى الطموح الوطني للنهوض بالبلد ورفع مستوى ثقافة الإنسان ودفعه باتجاهات التوحد الوطنية لانتخاب الأخيار...اي جلب الجماهير للتصويت الديمقراطي السليم... للأسف الإنسان العراقي حائر ومشتت القرار تحت ظل ضبابية الأقدار السياسية ومفاجاءتها الغبية وظلم دكتاتورية الأحزاب المتسلطة وقوائمها المغلقة...قد تكون هناك ديمقراطية لكنها قد تنحرف وتستبد وتستغل مباهج السلطة لصالح فئات محددة على حساب المجتمع.. وهذا يحصل بظل فقدان القانون والرقابة والحساب والمفروض النواب البرلمانيون يكونون محكومون بدستور وقانون يمنعهم من الاستئثار بحق تغيير القوانين لتخدم مصالحهم الشخصية والحزبية ويجب أن لا يشرعوا القوانين لأنفسهم بل يجب أن تشرع قوانين البرلمان من قبل جمعية وطنية حقيقية: لا تشرع للبرلمان حق ألا بموافقة الشعب وتصويت شعبي عام...نقترح شروطا للجمعية الوطنية التي ستعدل الدستور وهي :

1) أن تكون منتخبة ويجب أن تكون هذه الجمعية محكومة بقرارات منها عدم ترشيح أعضائها مرة أخرى في أي انتخابات لاحقة في حالة قبول الدستور من قبل الشعب أو عدم قبوله وحلها لانتخاب جمعية وطنية جديدة لكتابة الدستور جديد..
2) عدم تشريعها قوانين لحقوق أعضائها وإنما تشرع قوانين لما بعدها من البرلمانات .. ثم ما بعدها (البرلمان المنتخب) ينظر بتشريع قانون لحقوق الجمعية السابقة...
3) عدم حل مشكلة البلد بوجود ثلاث قوى رئيسه مختلفة هي الشيعة والأكراد والسنة.. يجب أن يتم كتابة الدستور من قبل كل فئة على حدة وفق الأسس الوطنية العامة. ثم يتم اتفاق الشيعة العرب والسنة العرب بتوحيد وجهات نظرهم في الدستور وبعد أن يتم الاتفاق على توحيد الآراء يتم بعدها الاتفاق مع الجانب الكردي والذي هو أكثر تنظيما وأكثر استغلالا للمواقف والخلافات بين العرب الشيعة والسنة..

يمكن أن يقوم البرلمان الحالي ليس بإعادة كتابة الدستور وإنما يقترح انتخاب جمعية وطنية خاصة لكتابة الدستور تنتخب مع انتخابات البرلمان اللاحق. وان يكون عدد اعضاءها لا يتجاوز 50 عضوا ويضع شروطا لانتخاب مثل هكذا جمعية...

يجب أن لا يكون هناك تلكؤ في الاجتماعات البرلمانية لخدمة المجتمع ويجب انجاز جميع القرارات المهمة وعدم التمتع بالإجازات من قبل البرلمانيون خصوصا في الأوقات العصيبة التي يمر بها البلد وفي حالة وجود مشاريع إستراتيجية تحتاج الى مناقشة متواصلة ومستعجلة (وللأسف الكثير من المشاريع الإستراتيجية معطلة ومجمدة لا يتم الاتفاق عليها ألا بخلافات ومساومات مضحكة وغير مقبولة).....يجب تشريع القوانين التالية:
1) عدم قبول أي ترشيح لمنصب حكومي أداري وسلطوي مهما كان لمن يحمل جنسية أخرى غير الجنسية العراقية..
2) يجب منع أي شخص من الترشيح لاي منصب وعائلته تسكن وتعيش خارج العراق...
3) يجب على أي مسئول حكومي من درجة مدير عام فما فوق أن يحرم من كامل حقوقه فيما لو أراد أن يعيش خارج العراق بعد تقاعده وهذه شروط يجب أن تكون معلنة للجميع.... ولا أظن أن الشعب العراقي سيرفض مثل هكذا قررت بل سيرحب بها وسيدافع عنها...
4) يجب عدم تكرار ترشيح اعضاء مجلس النواب لاكثر من دورتين متتاليتين.
5) كما أن أي برلمان يفشل ويحل يجب أن يمنع جميع أعضائه من المشاركة بأي من الانتخابات اللاحقة ألا بقوائم فردية....

أن الديمقراطية الناضجة هي التي تتم بانتخابات دورية وبشروط يحكمها دستور رصين ومتين ويحفظ حقوق المجتمع ويحفظ وحدة البلد ويحفظ قوة السلطة والدولة..!! أن الديمقراطية تؤسس لانتخابات تتم بشكل دوري... ورغم ذلك قد تستبد الكتل المسيطرة على السلطة أو يستبد المشرعون (كما يحصل الآن في بلدنا) بظل غياب قوة المعارضة البرلمانية بسبب المحاصصة وبظل غياب قوة الجيش الوطني الذي يحفظ سيادة البلد ووحدة أراضيه والذي صلاحياته حماية البلد وحماية مكاسب المجتمع وثرواته... والذي قد يميل الى تصحيح المسار بالإطاحة بالفساد الديمقراطي..... كما أن غياب دور الرقيب على البرلمان نفسه هو الذي يجعل البرلمان ضعيف وهزيل ويمهد لظهور الفساد البرلماني الوسع وظهور قرارات الضعف والوهن...ويجعله غير جدير بتحمل أي مسؤولية لتشكيل سلطة فمن يحاسب من؟...كما أن عدم وجود المجالس الرديفة للبرلمان والتي قد تكون فعالة في ردع البرلمانيون أو حتى حل البرلمان في حالة عدم جدية عمله وتلكؤ قراراته الإستراتيجية كان سبب ضعف الاداء الحكومي الحالي..أن غياب المؤسسة التي تمتلك القدرة على حل البرلمان الضعيف سبب فراغ سلطة كبير في حكومتنا الحالية كما أن وجود مثل هكذا مؤسسة يجعل البرلمان يعمل بجدية أكثر..

المفروض أن يتم أجراء انتخابات لمؤسسات الرقابة الاجتماعية من نقابات وروابط واتحادات وذلك لتفعيل دور المجتمع في معارضة أي فساد أداري في الدولة ويؤسس لمعارضة ناضجة تصحح مسار القرار الحكومي وتفعل دور المشاركة الشعبية في القرار ..أن تعطيل دور مثل هكذا مؤسسات سوف يؤدي الى نشوء مافيات السلطة القهرية والميلشيات (كما يحصل الآن)..والتي تستبد وتمارس دكتاتورياتها على المجتمع ولا يوجد من يردعها ويوقفها عند حدودها...
يجب أن يتم تفعيل قانون انتخاب المجلس الاتحادي (البرلمان الذي ينتخب أعضاءه من مجالس المحافظات بانتخابات داخلية) وللأسف هذا معطل وتشريعاته لم توضع حتى الآن ..والذي يجب أن يكون له دورا مهما في القرار الوطني والديمقراطي في البلد ولا يهمش.. كما انه من الغريب جدا هو الحيرة القانونية بين قرارات المركز وتضاربه مع قرارات مجالس المحافظات..وسبب هذا بالدرجة والأولى يعود الى الكتلة الكردية وفيدراليتها التي جعلت الدستور أشبه بالدستور الغبي والذي اضعف دور المركز بشكل ملفت للنظر وسبب تناقض وتداخل في الصلاحيات بين المركز والمحافظات ... حيث توجد فجوات قانونية وثغرات لا يمكن أن تملا بسهولة... ولا نعرف ماذا يفعل النواب والمشرعون وما هو دورهم هل يفهمون دورهم فعلا؟ ! .. المشكلة ليس مشكلة أفراد في البرلمان.. لكن المشكلة هي مشكلة فقدان النظام المؤسساتي للبرلمان وانجراره وراء الكتل وتصارعاتها..... المفروض أن يقوموا بتشريع ما يناسب البلد بإحكام ورصانة... والنظر لتجارب البلدان الديمقراطية في تكوين مؤسسة السلطة القوية التي تحمي حقوق الإنسان وتعمل من اجل رفاهية المجتمع... أن بلدنا لا توجد فيه صراعات داخلية بقدر ما توجد فيه صراعات ومطامع إقليمية لدول الجوار ونمو هذا الصراعات وتسترها بالطائفية وغباء الأفكار الشوفينية.. لذا ممكن أن تستنهض الروح الوطنية العراقية وتسحق أحلام غباءات الجوار الإقليمي....بالديمقراطية التي تنصف جميع ابناء الشعب العراقي...

يجب أن لا يبقى ذوي المناصب في مناصبهم أكثر من 4 سنوات (بالنسبة للمدراء العامون والادارات الدنيا في مؤسسات البلد المختلفة) وذلك لإدامة التغيير والتجدد السليم الذي تحتاجه مؤسساتنا وضمان مشاركة القدرات الفعالة وضمان التنوع والاستمرار بالنهج الديمقراطي في حفظ حقوق المجموع (أي لا يتم تعيين أي مسئول في أي مؤسسة ألا بحصوله على تأييد العاملون بالمؤسسة)..ونتمنى أن نتخلص من المحاصصه في ذلك...الى الأبد... أي حفظ حقوق الإنسان قبل كل شيء ...لأنه بذلك سيربح الجميع صحيح تبعات الماضي كثيرة ويجب أصلاحها ويجب أن تكون هناك رؤية لمن هم بمواقع القرار والتشريع بالنظر للفئات الاجتماعية التي تضررت من الأنظمة السابقة وكيفية دمجها بفعالية وكفاءة لبناء العراق ... وعدم جرح مشاعر المظلومين والمستضعفين بجلب رموز البؤس السابقة للسلطة مرة أخرى .. لان ذلك يمثل الاستمرار للألم المعنوي للشعب والذي لم تنتبه له الحكومة المتحاصصة حتى الآن ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدستور
ام نهار ( 2009 / 5 / 23 - 23:45 )
المثل يكول انطي الخبز لخبازة
الدستور لكتابته يحتاج الى متخصصين في هذا المجال و معتدلين بافكارهم غير متحيزين حتى الى معتقداتهم ...
بالنسبه الى تغير المناصب كل اربع سنين ..اعتقد تحتاج هذه الى اراء الموظفين و عمل استفتاء سري لهم و لشرائح من الشعب بارك الله فيك على افكارك الوطنية التي عندما اقرءها اشعر باني اقرء من يعبر عن مافي قلب كل عراقي اصيل


2 - التظليل لن تنجح
علي النقاش ( 2009 / 5 / 24 - 00:48 )
من الممكن ان تنجح سياسة قلب الحقائق والتظليل لفترة من الوقت ولكن ليس كل الوقت فالوقائع التي تفرض نفسها انه لا يمكن ان تستمر خداع الناس الى الأبد؟ ا لفقرات المهمة في الدستور لا يمكن تعديلها إلا بالتوافق والحالة هذه فمن حصل
في غفلة من الزمن على ما يعتقده مكسب لن يفرط به ولسبب عدم تنازل المتحاصصون الابمقابل هو أتعس وأرذل وهذه ألسنه الرابعة لتشكيل الحكومه وكان من المفترض ان تتم التعديلات خلال ستة اشهر فما هو الواقع ؟؟حلقه مفرغه لا نهاية لها الدستور وضع لكي يجزئ البلد والمسيرة الى النهاية المخطط لها واقع لا محال وفي حاله حصول ذلك فالخاسرون هم أول المتغنين بمكاسبهم في الوقت الحاضر!! وإذا لم ينتبه هؤلاء إلى النتيجة اللتي يقودون البلد والشعب وأنفسهم إلى مصير هو أتعس من الحاضر فسيندمون يوم لا ينفع ندم

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ