الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلق من التقارب الأميركي الإيراني

حسين علي الحمداني

2009 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الخليجيون يعيشون حالة قلق من التقارب المتوقع بين أميركا وايران لأنهم يتوقعون ان هذا التقارب سيدفع ثمنه أبناء الخليج عاجلاً أم آجلاً ورغم خطأ هذا التوجس الا ان حكام الخليج يعرفون بحكم الخبرة المتراكمة بالتعامل مع أميركا ان الأميركان ليس لديهم في منهجهم ثوابت فلا صديق ثابت ولا عدو دائم وسبق لدول الخليج أن دفعت ثمن التقاربات والمغازلات الأميركية مع جيرانهم فوجدنا الاجتياح الصدامي للكويت في اغسطس آب 1990 وما تبع ذلك من تداعيات ليس على العراق والكويت فقط بل الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط بصورة عامة، ولعل الساسة في الخليج قد انتبهوا لهذا التقارب المحتمل خاصة بعد نتائج الانتخابات الأميركية التي فاز بها الديمقراطي أوباما الذي ورث عن ادارة بوش أوضاعا سياسية وعسكرية واقتصادية معقدة للغاية وملفات شائكة مع كوريا الشمالية وايران وسوريا وحتى دول الخليج العربي نفسها يضاف الى ذلك ملف القضية الفلسطينية، وبالتالي نجد ان أميركا تسعى لادارة هذه الأزمات وليس حلها أو حتى ايجاد الحلول الجذرية لها، ولعلنا نستنتج ان ثمة تقارباً على الأقل في وجهات النظر بين ايران وأميركا شيء مطلوب وضروري لكليهما فأميركا بحاجة ماسة لدور ايراني ايجابي في المنطقة خصوصا في العراق ولبنان وفلسطين وحث طهران على أن تكون شريكاً ايجابياً في استقرار المنطقة وهذا التوجه او الحوار مطلوب أيضا ايرانيا خاصة وان طهران لم تعد مرغوبا ً فيها دوليا فنجد المظاهرات تستقبل الرئيس الايراني في اغلب الدول التي يزورها ومع اقتراب الانتخابات الايرانية نجد ان طهران هي الأخرى تفكر بان تلعب الدور الايجابي المطلوب منها أميركيا وأوروبيا من أجل تحسين صورتها الدولية. في الجانب الثاني وفي ظل سوء العلاقات الأميركية – الايرانية الذي كان سائدا في عهد ادارة بوش انتهزت دول الخليج هذا الجفاء في العلاقات لصالحها ولعبت دورا مهما في بلورة فكر قائم على ان ايران هي التي تحاول جر المنطقة لحرب نووية تهدد منابع الطاقة العالمية في الخليج ورغم التطمينات الكثيرة من طهران بأن برنامجها النووي للأغراض السلمية ليس الا، الا ان هذه التطمينات ليست بالكافية لدول المنطقة. الأشهر الأخيرة شهدت تحركات خليجية – عربية واسعة النطاق من أجل الاستعداد للمرحلة القادمة وهذه التحركات تمثلت بالمصالحة العربية – العربية ما بين السعودية ومصر وسوريا، وجلسات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني يضاف الى ذلك تصعيد الحملات الاعلامية والأمنية ضد من تدعمهم ايران خاصة في مصر وقضية خلية حزب الله، هذه التحركات تزامنت مع توقف حالة العداء بين أميركا وايران على الأقل اعلاميا مع ورود الكثير من عبارات (الغزل) بين طهران وواشنطن، يضاف الى ذلك سعي طهران الشعبي والرسمي لعدم تجديد ولاية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وظهور عدد من المرشحين الذين ربما يجيدون التعامل مع أميركا بعيداً عن لغة التهديد والتخصيب والصواريخ البالستية. ونستطيع أن نقول ان هذا هو ما تخشاه دول الخليج العربي التي تشعر ان ثمن التفارب الايراني الأميركي هي من ستدفع ثمنه كما دفعته سابقا خاصة وان النظام في طهران نظام متجدد قادر على اداراة الكثير من الملفات في المنطقة وله دور فيها مع ضعف الدور الخليجي في المنطقة أو انعدامه وتراجع سوري كبير في الشأن اللبناني وغياب مصري عن قضايا العرب من هنا كان الفراغ قد ملأته طهران وهذا متأت من ضعف السياسة العربية تجاه القضايا الضرورية ولنأخذ مثالا على ذلك قضية العراق فما زالت الكثير من الدول العربية مترددة في ارسال سفرائها لبغداد يقابل ذلك وجود سفارة وأكثر من قنصلية لايران في بغداد والمدن العراقية الأخرى منذ سنوات، وربما يقول البعض ان لايران مصالح في العراق وهذا صحيح من الناحيتين السياسية والاقتصادية فحجم التبادل التجاري بين العراق وايران كبير جدا يصل الى حدود 10 مليارات دولار بموجب احصاءات غير رسمية. ما نريد أن نقوله ان التقارب بين طهران وواشنطن يجب أن ينظر اليه كعنصر ايجابي من أجل أمن واستقرار المنطقة وليس العكس وعلى العرب أن يستثمروا هذا التقارب وان يراجعوا مجمل سياساتهم الخارجية ومواقفهم تجاه قضايا المنطقة في محاولة لبناء علاقات قوية ومتينة مع الجميع











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقارب استعراضي و تكتيكي
حمادي بلخشين ( 2009 / 5 / 23 - 19:58 )

ليس من مصلحة امريكا اختفاء عدوى وهمي في حجم ايران... عدو تبرر بوجوده كفزاعة على الساحة، كل تدخلاتها في بلاد المسلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يوجد قط اي تنافر حقيقي بين الإدارة المريكية و كهنة طهران حتى يحصل تقارب( انظروا كيف يتبجح رفسنجاني بمساعدة امريكا عسكريا في حرب الأفغان).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا بد للإدارة الأمريكية في اول هد اوباما ان تطرح هذا التقارب، لتنقلب عليه بعد ذلك حتى تقول للعالم انها ادت واجبها و لكنها فشلت إزاء ايرن متشددة
وعدوانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن تجد امريكا افضل من ايران لمزيد تمزيق العالم العربي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمريكا مطمئنة من ناحية ايران، لإن التوسع و الشغب و الإزعاج إلإيراني
لن يكون الا على حساب العالم العربي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اذا كانت الأردن الضعيفة قد تمكنت في ايلول1970 الاسود بجيشها الهش من القضاء على فصائل فلسطينية مدربة تقدر ب30 الف، فكيف يمكن لشعب ايراني اعزل مواجهة جيش شاهنشاهي يضم اربعين الف خبير امريكي لو لم تكن قصة الثورة الخمينية مفبركة من الفها الي يائها
انظر كتابي الشيعة و التشيع...الرسالة السادسة لم

اخر الافلام

.. وفا: مقتل 7 فلسطينيين خلال قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة


.. غالانت: نقترب من اتخاذ قرار بشأن إعادة سكان الشمال وتغيير ال




.. محمد الدوخي عاش بين المناديب لإتقان ادوره في -مندوب الليل- |


.. استبدال بايدن بمرشح ديمقرطي اخر سيناريو مرجح




.. 3 قتلى في قصف إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان