الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن الطحين ,

إبراهيم وهبة

2009 / 5 / 24
الادب والفن



يا ملائكة الصبا من عيون الجحيم
تتلمس التعليقات من قلب محموم
يا حادي العيس
ما لي أراك حزين القلوب
قف و فكر و عد لأختيارتك
فصهيل الخيالة لا تنتظر الوعود
عد لكبرياءك
فكلمات الشعور
مغيبة من القصور


وحوش السوء يرهقيني
فيكف
نسير
فضفاضين
نرافق الغيوم
ننثر الريح
نتلاقى علانيا
فنعشق البيارق الليلي

يا حادي العيسي
كنت وحيدا تبكي اطلالتك
و الكلمات مغيبة
كنت وحيدا تراقص الوغى
فعد موحدا في صفوف النهار
لا تبتئس يا رفيقي
كتب علينا النسيان
من أوراق الريح
فتذكرني بأننا مشطوبون
من قواميس المنفى
ونحضر من قاموس الغياب
ركوة العرب
سنسير معا
و تعم الفوضى
في ذكرى النكبة المكررة
و هناك يا رفيقي سيتغنى في النكبة المجددة
ام نحن سنحمل همومنا في زقاق شوارعنا بؤس المخيمات
كيس مستورد على شاحنة لرب المانية أو اسبانية مزودة بمعونات "أميركن أيديس"
فلا ترتعد أميركن أيدس شبيه لذاك الفيروس الملعون
و لكنه أكثر فتكا
يعلمنا على الشحذة بأسم الوطن
فعاش الوطن في كيس طحين
فلما لا و أوباما الأسود قد وعدنا في وطن الطحين
سنسير معا و نبحث عن طحينه
فننظر خلف دمعاته عن عيون شهدائه المنسيين
كل شارع , كل محطة, كل قرية لها ذكرى دموية
هنا علىهذه البوابة استشهد نضال و هو يدافع عن كرامات زملائه
و هنا سقط محمد و هو يناجي أخته للهرب
و هنا ترقد الشهيدة بأسم شرف العائلة
قتل أخر بمعنى أخر
فهي ليست شهيدة حسب مفهوم العصر
فهي منبوذة بغية
هي مومسة العصر و الجديد الملعون
و هنا يرقد جدي الأول يبحث عن مفاتيح بيوته الضائعة على تهافت التلال من هناك بعيدا خلف الأقصى من رمال متحركة هو ليس مقدسي هو ليس له قيمة معنوية هو من المنفى في المنفى توفي و هو يصلي ركعتين و عيونه تصبو على بيت المقدس تماهيا مع انجيله حسين مروة فتنسى مكة لأنها قد ظن بأنها عاصمة واشنطن

لعبة القطط تناجي الغربة
و الفئران نحن في عصر التكنلوجيا
فلا تبتئس يا رفيقي
فمفهوم حرية التعبير
أصبح في هذا الزمن كم الأفواه
فليس من حقنا أن نشرعن الاعتراض
علينا اللعنة يوم ولدنا
نتذكر الكلمات رفيقنا الأخر
فتتنهى عن الأنظار لنبحث عن عيون شقاءنا
زمن الأغبر لسان حال الأمة
و ساداتي و لا استثني احدا
ريعة الزيف من الضفاف كلها
ولدنا مأزمون
ولدنا من و في عصر الانحطاط
فلا تبتئس يا صديقي فزمننا زمن الملعنون منذ أن ولدوا
فلا تسأل عن تحطيم القيود
لأن في قيدي أقسى
و لا تسأل عن وطن أخر
لأن هناك منفنا
علينا اللعنة
فنحن في زمن التعريص أغاني
فتذكرني يا رفيقي
بان معنى رسائل العاشقين ملغية من قواميس المدرسة
فليس من حقنا أن نتغنى مع أصوات العندليب
فهذا الزمن زمن هيفاء
و زمن نانسي
و ركب الخيل و سيارات الفارهة
و وزارت المرتشين الكلاب
فلا تغضب و لا تكتئب يا صدقي
فنحن من زمن أخر
مدارسنا كانت تهدهد الثورة
في ابان السجون أبوابها مفتوحة
و لم نهادن في دفاترنا
كنا نرفع الريات و نغني لعيون وطننا
فيا رفيقي هذا الزمن زمن الغياب معنى
فلا تبتئس يا رفيقي فقهقه المقاهي
لا تحزن على رفات رفاقنا !

فسمائنا ليست متلبدة تشعل الصفاء
تطرق أبواب الفوضى و الحواس امرأة
فلا ترتعد فخشية الموت ينتظرني من بابي الأخر
فسيدي مرهون بحبال شيطانية
ينتظر عودتي
فتمهل و لا تصرخ
فليس من حقنا الكلام
صرخة الظلام تشعل البيوت
فنبحث معا عن اسرار الدموع في المساء
و عيون النسيان منابع
فتسأل كم شهيدا سقط منذ بدء التكوين
صمت تام
و هل قابيل هو الشهيد الأول في دفاتر الجنون
و عظمة الكلاب الضالة سلطة القدر
فلا ترتعد و لا تخشى العبر
فالنص الأبيض مدفون تحت رمالنا المتحركة
فلا ترتعد يا رفيقي
قد ولدنا معا في لحظة الميلاد
فيشرق فجرنا
و لن نخشى الاياب و لن نخشى الانصراف
فبيوت الدعارة شعورا
فأهلا في الشعر
فأهلا في الكتبة في صفوف المقاومة حزبا
فيا رفيقي لا تبتئس
فبيوت المليون أصبحت أغنية تلحن على أبواب واشنطن
فيما أدونيس نادرا يقرأ له كتابا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل.. محطات فى حياة -أمير شعراء الرفض-


.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي




.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني


.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم




.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع