الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مستقبل حالك ينتظر العراق المكتوب يقرأ من عيون اطفاله !
جمال محمد تقي
2009 / 5 / 24ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
هل يستشعر اي خرتيت من الخاراتيت الجالسة فيما يسمى بمجلس الوزراء او في مجلس النواب او مجلس الرئاسة بحجم الكارثة البيئية والصحية ـ الوجودية ـ التي يتمرغل بها العراق بشرا وارضا وسماءا ومياها بسبب الاشعاعات النووية التي مازالت تطلقها الاليات المدمرة بالقذائف المشبعة باليورانيوم المنضب والمتروكة في كل بقاع العراق من الجنوب الى الشمال ؟
هل يستطيع هؤلاء المدعون سيادة ووطنية مطالبة قوات الاحتلال بجمع هذه المخلفات التي تقدر بالاف الاطنان من الحديد الملوث بالاشعاعات والتي لا ينقطع بثها لدهور قادمة ؟
هل يفهم هؤلاء ان تاثيرات هذه الاشعاعات يتزايد كلما تزايد تموقع العناصر المشعة وتغلغلها في التربة وما تحتها وعليها ؟
هل يفهم هؤلاء ان العراق سيخسر نفسه تماما باعاقة مستدامة اذا لم تجري معالجة علمية لتلك المخلفات ؟
هل يعلم هؤلاء ان لوكيميا الدم ـ سرطان الدم ـ يصيب الاطفال قبل ولادتهم نتيجة تعرض الامهات لشيء من هذه الاشعاعات ؟
هل يهتم هؤلاء بالنسب العالية والمتزايدة للتشوهات الخلقية للولادات الحديثة منذ عام 91 وحتى الان حيث استخدم اليورانيوم المنضب ـ حثالة لاقذر عناصر الفتك المستدامة ـ من قبل الامريكان في حربي الخليج الثانية ، وغزو العراق ؟
هل هؤلاء مؤهلون لمطالبة الامريكان بتحمل المسؤولية كاملة في تخليص العراق وشعبه من هذه المخلفات وتحمل تكلفة معالجة اضرارها ؟
اشك في هذا لان هؤلاء هم من صفق للغزاة وهم من تخادموا معه ومازالوا كي يصلوا للسلطة ويحافظوا عليها ، فكيف سيحملونه مسؤولية جرائم هم شركاء فيها ؟
اكثر من 50 مليار دولار تكلفة تقديرية اولية لجمع وقبر الاليات المدمرة ومعالجة بيئتها المحيطة ، ومتابعة النشاط الاشعاعي واجراء مسوحات علمية مستدامة لقبر مايمكن قبره من تربة واحجار واشجار ملوثة بطول البلاد وعرضها !
اكثر من 10 مليار دولار متطلبات الرعاية المستدامة للمتضررين مباشرة من تلك الاشعاعات ، مستشفيات متخصصة للتسرطن والتشوه ودراسات مختبرية عالية التقنية للانحرافات الجينية المستحدثة ، لكل الاحياء في البيئة المصابة بما فيها الانسان واجنته الجديدة !
راجعوا الاتفاقية الامنية التي ابرمتها حكومة المالكي مع حكومة بوش والتي وافق عليها البرلمان ، التي سميت باتفاقية انسحاب القوات ، هل تضمنت شيء من هذا القبيل ؟
خوف ، رعب ، تشرد ، جهل ، مرض ، جوع ، تسول ، يتم ، انحراف ، عدوانية ، تسكع ، مخدرات ،
والاخطر من كل هذا تشوه القيم الاخلاقية والتربوية المجتمعية وانعكاسها المتواتر على الاطفال ، الذين اصبحوا وفي كثير من الاحيان هم اولاياء امورهم وامور من يعتمد عليهم لتدبير لقمة العيش ، كبار لا يرحمون الصغار ، او لا يستطيعون فعل ذلك ـ ففاقد الشيء لا يعطيه ـ اخرين لا يستطيعون حمايتهم ، اخرين يضطرون لتعريض اطفالهم للمخاطر !
نعم مازال هناك اطفال يولدون ويترعرعون بوسط عائلي يتكفل بهم ويسهر على تربيتهم وعلى سلامتهم ولكن حتى هؤلاء ليسوا في مأمن ، فالمناخ السائد ليس حكرا على طبقة بحد ذاتها او منطقة او طائفة ، صحيح ان الفئات الطبقية الغنية قد تحصن نفسها بحدود معينة ولكنها تعجز عن توفير الاجواء الطبيعية للتنشئة السوية مهما حاولت تجنيب اطفالها ما يستوجب تجنبه ، فهي تستطيع مثلا توفير مدارس خاصة مستشفيات خاصة ، وسائل ترفيه ورعاية في محلات سكن امنة ، لكنها لا تستطيع حمايتهم تماما من المخاطر المحيطة ، وعليه نجد كثير من هؤلاء قد ترك العراق ، ناهيك عن حالة اغلب عناصر الطبقة السياسية الحاكمة والذين ابقوا عوائلهم خارج العراق ومنذ البداية ، نعم عوائل اطفال الطبقات الفقيرة هم الاكثر تضررا والاكثر هجرة والاكثر جوعا ويتما ومرضا وحاجة !
خمسة ملايين يتيم ، ومثل هذا العدد محروم من خدمات اساسية مستقرة والتي تحتاجها الطفولة السوية كالعناية الصحية والتعليمية والنفسية ، سبع سنوات والحرب ما زالت قائمة ، اكثر من مليون عسكري وشرطي ومخابراتي وميليشياتي الى جانب جنود الاحتلال ، كل هذا العدد المهول والاوضاع مازالت ترفض التروض للاجندة المعدة سلفا لمستقبل هذه البلاد ، الذي لا يمكن تداول مفرداته دون تقليب الحالة الكارثية للطفولة في العراق الجديد !
ليس من باب معارضة العملية السياسية القذرة الجارية في العراق يتم اعلانه كاكثر دول العالم فشلا ، وفسادا ، وخطورة ، وقمعا للحريات الشخصية ، وليس من باب التجني توقع المزيد من الكوارث الاجتماعية والصحية والسياسية والتعليمية والاقتصادية والانسانية ، لان جهات دولية متخصصة ومحايدة هي من ينبه بالتقارير الموثقة للمخاطر المحدقة القادمة !
اموال من الدول المانحة لتمويل مشاريع اجتماعية واسرية وصحية وتعليمية يذهب اغلبها لجيوب القطط السمان الحاكمة في العراق ، واكثر من ذلك انها تحول الى ارصدة عوائلهم المتنعمة اصلا بما تجنيه من دول اللجوء ، ميزانيات نفطية سنوية مهولة من 50 ـ 70 مليار دولار وعلى مدى الخمس سنوات الماضية ، لم تنجز شيئا يذكر بالنسبة للبنية التحتية في خدمات الكهرباء والماء والمجاري والصحة والتعليم والعمل والرعاية الاجتماعية للايتام والارامل والعوائل المتعففة ، الاموال لا تكفي لان نصفها يسرق والنصف الباقي يصرف على تمويل البطاقة التموينية ، ورواتب لجهاز اداري نصفه متقاعد والاخر متغول ، الى جانب رواتب لمليون عسكري حكومي ومن كل الاصناف ، اما الباقي منها فيستخدم لذر الرماد بالعيون بمقاولات انشائية ترقيعية ، كتحويل المطارات العسكرية القديمة الى مطارات مدنية باجراء بعض التحويرات على ابنيتها وواجهاتها ـ كمطار النجف واربيل والسليمانية والحبانية وذي قار ـ وتصليح بعض المحطات الكهربائية العاطلة ، وصبغ واجهات ابنية المدارس!
الكل يتذكر فضيحة دار الحنان للايتام في بغداد ، هي مستمرة وباشكال متنوعة ليس في العاصمة فقط وانما في الجنوب والشمال ، وهكذا الحال بالنسبة لسجون الاحداث ، لكن سياسة التعتيم اصبحت اشد وطئة ، ورغم ذلك فان تقارير منظمات الامم المتحدة تذكر بين الحين والاخر بجرائم الفساد المتصاعدة ، واخرها كان تقرير عن ممثل منظمة الصحة العالمية في بغداد والذي اشار الى ان معظم المدارس الابتدائية في العراق تفتقرللشروط الصحية الضرورية ـ المياه الصالحة للشرب ، الكهرباء ، دورات المياه النظيفة ، التهوية المناسبة !
ربما يبقى اطفال المنطقة الخضراء هم الاكثر امنا وتميزا ولكنهم ايضا محاصرون ، حالهم حال اطفال مدينة الثورة والشعلة ، واطفال المسؤولين اوفر حظا بالنسبة لظروف الحماية والتغذية والرعاية لكنهم ايضا يعانون من العزلة ، ما اريد قوله ان اوضاع الطفولة في العراق هي كاوضاع المرأة والطبقة العاملة ، فعلاوة على انها سمة من سمات التمايزات الطبقية الاصيلة والمفتعلة ـ الطفيلية الجديدة ، البرجوازية الكمبرادورية ـ فهي ايضا تتغذى وبشكل ديناصوري على حالة الخراب الاجتماعي الاقتصادي الشامل الذي اشاعه وما يزال الاحتلال ومن يحكم برعايته !
ان انقاذ الطفولة العراقية يرتبط بانقاذ العراق من حالة التيه والتخبط والانحطاط الذي يسير فيه بقوة دفع السلطة وقمعها الطائفي والعرقي المحروس بقوة الاحتلال الغاشم وفوضته الشاملة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي
.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا
.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال
.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح
.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة