الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الطفولة في العراق ....ثانية!!!.............(شجون اخرى اثارهاالاصدقاء المعلقون على الموضوع )

ابراهيم البهرزي

2009 / 5 / 25
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟



ربما يكون الدافع المعلن لإعادة الكتابة عن مأساة الطفل العراقي هو عدم توفر الامكانات التقنية(استقبال إشارة الانترنيت) للرد على تعليقات الأصدقاء المعلقين , والتي اعتبرها على الدوام مفصلا لا ينخلع عن نسيج الموضوع المكتوب(سواء أضافت او أشارت لتقصير او انتقدت او حتى ....سخرت وشتمت !!!)...
وحيث أني دأبت على الالتزام بالرد على كل من يعلق على ما اكتب التزاما أخلاقيا مهنيا, بل واعتبر هذا الالتزام من أهم مكاسب الصحافة الالكترونية,ذلك إنها جسرت الفجوة بين القاريء والكاتب..وهدمت قلاع البيروقراطية الراكزة في الصحافة الورقية ...
ولكن ....قد تخذلني رداءة هذه التقنيات أحيانا فتبقى بعض تعليقات أصدقائي المعلقين دون ردود خاصة بعد الإعلان عن منع الردود على الأرشيف....
وأظن أن من يعرف بأنني أحيا في العراق –في اغلب الأيام- يقدر جيدا بساطة أن تفقد إشارة ( الانترنيت) لساعات طويلة ..وربما نهارات ....
(أليس أهون من أن –تفقد- راسك؟؟!!)
غير إن الدافع غير المعلن لإعادة الكتابة ..هو إحساسي بعدم شفاء غليلي ..بل وتقصيري عن إعطاء هذا الموضوع الدرامي حقه ...
على العموم فان موضوع (طفولات كباقات الورود....ملقاة على مزابل العراق )المنشور في عدد الحوار المتمدن ليوم 23-5-2009 قد (حظي )باربع تعليقات....(يكمل ) البعض منها (ثغرات )في الموضوع كنت قد (غفلت ) عنها ....والبعض الآخر يؤشر على (يأس ) مطبق من أيما أمل بحلول او –أدوية-للازمة (السرطانية ) التي تتآكل الطفولة العراقية .....

الحق إن كاتب هذه السطور هو إنسان حائر أيضا ...وحيرته تكمن في انه يفكر بشيء يظنه صالحا وحين ينوه صائحا به وتبح حنجرته !!...لايجد سميعا أحيانا !!......
وعلى هذا علق الصديق ج ح (رغم إنني أتمنى أن لا نهدر قوة أسماءنا الصريحة تحت أية ذريعة كانت ....ولكن عسى أن تكون حجة الصديق ج ح باختياره اسما من حرفين ذات أسباب مفهومة !!)....
الصديق ج ح من حقه أن يجزم بعدم وجود سميع ...إن ظن أن المقصود بندائي هو جهات رسمية محضة....اجل هو على حق !!....فالدولة تسقط في بيروقراطية الفساد وتتآكلها المحاصصات (الديمقراطية )!!!!......وهو إذ يعبر بإحباط عن لا جدوى التغيير طالما لم ينل الشعب (أي اثر للتقدم بمحاربة الفقر والجهل والمرض)....
فكلهم –يعني الحاكمين –السابقين منهم واللاحقين ..سواء-حسبما يظن-وأشاركه بظنوني أيضا !!....
لكنني أيها الصديق ج ح .....لا أستطيع أن أقف مكبل الضمير دون أن اجتهد ولو (خاطئا ) حول قضية توشك أن تهدم البناء الكلي لقاعدة بلد عريق مثل العراق ....
انني ايها الصديق أنادي بضعة اشخاص مثلك لأجل أن لا ييأسوا....وأنادي أيضا شخصيات حافظت على وطنيتها (داخل البلاد وفي المنفى ) أن تنزل من علياء صمتها وتسهم ولو بالقليل من اجل (تأسيس )قاعدة ..وان تكن في البدء (مجرد مشروع إنساني ثقافي ) ..او (حملة دولية )...لأجل إسعاف الطفولة العراقية التي تنحدر إلى مهاوي البؤس ....إنها دعوة لاجل خطوة أولى ...وعسى أن تقوم بعدنا ثورة (لها معنى ).....قل عسى !!
.....................................................................................................................................................
وعلق الصديق الكاتب والقاص المتميز (سعد محمد رحيم ) حول التأثيرات النفسية التي لحقت بالطفل العراقي , وما تركت في روحه من شروخ وتصدعات جراء الحروب وأعمال الإرهاب .....
وهامش التعليق للصديق (سعد محمد رحيم )كان يستوجب أن يكون متنا في موضوعي المنشور آنف الذكر...
ولا اعني (المؤثرات النفسية )التي أشار اليها فحسب ....بل وكذلك الآثار الفسيولوجية..وتمكن (الأمراض المزمنة !!!) والتي غالبا ما تطال كبار السن ..كأمراض الشيخوخة المعروفة ..والتي –كظاهرة من أندر الظواهر الصحية-بدأت تظهر بوادرها على أطفال العراق !!!!....
نعم فأعداد الأطفال دون سن البلوغ المصابين بأمراض السكري والتهابات الكبد وقصور الكلي والروماتزم الرتمي و...(ضغط الدم !!!!...ارتفاعا وانخفاضا )..ناهيك عن السرطانات بمختلف انواعها والتي اصبح البعض منها يصيب الطفل قبل ولادته !!!!.....بسبب الأطنان الهائلة من بقايا أسلحة اليورانيوم المنضب المتسرب إلى الهواء والماء والفواكه والخضر وكل تراب العراق ...ورغم ذلك فلا توجد مستشفى تخصصي واحدة لأمراض أورام الأطفال !!!...
(وعلى سبيل المثال انشات في جمهورية مصر العربيةوعن طريق تبرعات الموسرين مستشفى متقدم لعلاج أورام الأطفال ....رغم إن مستوى التلوث البيئي ونسبة الإصابات المبكرة بالسرطان قياسا إلى عدد السكان لا تقارن بين العراق ومصر ....لصالح مصر طبعا!!)....
لم نزل رغم كل الميزانيات المليارية لا نمتلك مراكز تخصصية كفوءة لمعالجة الأورام ..خصوصا في محافظات الجنوب (حيث استخدمت القوات الامريكية في حربيها على العراق تلك المناطق ميدانا لاستخدام هذا السلاح الشيطاني على نطاق واسع )....
وعلى ذكر (الضغوط النفسية ) التي أشار اليها الصديق (سعد )في تعليقه ..فقد ذكر تقرير لمنظمة الصحة الدولية صدر عقب ندوة عقدت في العراق لدراسة الواقع النفسي للعراقيين بان نسبة المحتاجين لتلقي العلاج النفسي المنتظم لا تتجاوز 53% من العراقيين فقط !!!....
فلو انصفنا أطفال العراق و (دللناهم ) واعتبرنا نرفزاتهم دلالا لتوصلنا إلى أن النصف فقط من هذه النسبة هو من حصة أطفال العراق ...
أي أن (ربع ) أطفال العراق على الأقل ...بحاجة إلى تلقي العلاجات النفسية المنتظمة !!
.........................................................................................................................................................
وعلق صديق تحت مسمى (قاريء )عن إشارتي إلى الثروات الراهنة والباطنة التي يمتلكها البلد , والتي يمكن أن تعيد(ترميم )ما يمكن ترميمه من آثار التهدمات التي أصابت الطفولة العراقية ....
يعلق الصديق (قاريء ) متحسرا ...على أن الثروة الحقيقية هي (الشعب ) ...ويستطرد ...(ولكن شعبنا لم يعد كالسابق )!!!....
لا اظنني مختلفا مع صديقي (قاريء )في انحطاط وانحدار الكثير من القيم والسلوكيات النبيلة التي كان يتحلى بها الشعب العراقي ...كنتيجة لآثار وافرازات الحروب والجوع المقترن بالحصار وشيوع قيم الوشاية والأنانية ومن ثم ظهور سموم الطائفية والعنصرية والتهوين من مخاطر النهب و(الحوسمة ) وتبريرها ..بل تشريعها في بعض الأحيان .....
غير إن القليل من (بعض) الذين اثروا أو أجبرتهم الظروف على البقاء في البلاد...والكثير من الذين هاجروا مستهجنين هذه التحولات الشيطانية...يمكن أن يشكلوا –مع الاعتذار للوصف- (مكنسة هائلة ) تكنس ما يمكنها كنسه من هذه القاذورات عن طريق الدفع باتجاه تفعيل القوانين الرادعة وتأسيس المنظمات الإعلامية الفاضحة ...بل والقتال بالسلاح إن استوجب الأمر ضد هؤلاء المعيقين لبناء بلد حضاري...
قد أكون حالما بالنسبة للصديق (قاريء) ولكن بعض المعجزات وليدة الأحلام ....وقد نفعل –على الأقل – شيئا بسيطا بمثابة بداية مجهرية .....أفضل من أن نغسل اليدين تماما من عطر الأمل..............
...........................................................................................................................................................
ويعلق رفيقي العزيز (السلطاني مقصود )على مقترح إنشاء (مجلس أعلى لرعاية الطفولة ) ....بأنه سيفتح بابا واسعا لسرقة المال العام ..وان ثمة (جلاوزة )بالمرصاد ...وهوما يظنه الطامة الكبرى .....
وربما قد فات على رفيقي (مقصود) بأنني تحاشيت الدعوة لتشكيل وزارة تعنى بشؤون الطفولة خشية مما ذهب هو إليه وهو ما اتفق معه كما أشرت بموضوعي انفا ...

وإنما دعوت لتشكيل مجلس أعلى للطفولة ليكون سلطة منفصلة عن السلطة التنفيذية أسوة بالمجلس الأعلى للقضاء ....وما على السلطات التنفيذية والتشريعية إلا إقرار موازنته وفقا لمشاريعه التي يقرها كبار المختصين الذين أشرت إلى ضرورة وجودهم كبنية أساسية للمجلس
ولا مانع من احتماء هذا المجلس تحت مظلة المنظمة الدولية لرعاية الطفولة-اليونيسيف- حماية له من تدخل بعض المفاصل الفاسدة في السلطات التنفيذية والتشريعية للدولة-ولا أظن في ذلك ثلما للسيادة الوطنية طالما أن المجلس منظمة غير ربحية ....فهناك الكثير من الأمور التي نمتلك بعض القصور في أداءها ونحتاج إلى المعونة الأممية فيها بسبب تشتت وانقراض الخبرات العراقية تحت وطأة الحروب والانشغال بسفاسف الاصطراعات الطائفية والحزبية والفئوية ...
................................................................
وبعد فاني إذ اشكر صفوة الأصدقاء المعلقين فإنني أود أن أشير إلى ا ن موضوع إنقاذ الطفولة العراقية يحتاج إلى التفصيل عبر محاور شتى ويحتاج إسهامات مختصين في الطب والتربية وعلم الاجتماع والقانون والفلسفة والآداب والاقتصاد....ويحتاج إلى جهود لا يمكن القيام بها من خلال أفراد,
فالشق كبير ...بل وكبير جدا ....وتكاد لا ترفوه إلا رقعة بحجم .....سماء!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طفولة
Aljewari nedaa ( 2009 / 5 / 24 - 21:29 )
تحية طيبة بكيت وأنا أتلقى دعوة المنبر الحر( الحوار المتمدن) العزيز حول المشاركة بالرأي وكيف نبني مستقبل أفضل لأبنائنا وأتسائل أي أبنائنا المقصودين الذين بالداخل أو الذين بالخارج؟ فأن كانوا بالخارج فهم لم يعودوا أبناءالبلد لكونهم سيتأقلمون مع تلك البلدان بعاداته وتقاليده ولغته وهيهات أن يتأقلم الأم والأب معاهم------أما الداخل فعلينا أن نهز بأيدينا مئات المرات ونقول هي هي هي ----- ولا تحل قضيتهم يا استاذ ابراهيم الا بأنشاء وكما تفضلت مجلس اعلى للطفولة و لكونها وكما ذكرت تحتاج لاسهامات المختصين في كافة الفروع العلمية للنهوض بهم وليس هم فقط ولكن والأساس البيت


2 - `ذكرى
السلطاني مقصود ( 2009 / 5 / 24 - 22:17 )
اذكر مرةً ذهبنا الى احد بساتين بهرز تعود ملكيتها الى احد اقارب الراحل ابونوار وبدأ الشرب لغاية ان الحواراحتدم حول كيفية صيد دجاج ماء على الظفه الاخرىمن نهر ديالى الرائع رغم ان نحن الثلاثه انا وانت والراحل لم نمتلك القوه على الوقوف من شدة السكر
فحوى موضوعكم.... عذراً الهمني الذكرى
قبلاتي لجبينك الاشم


3 - لِتعلو أصواتنا من أجل الرأفة بأطفالنا وحمايتهم وتقديم العون
نادرعلاوي ( 2009 / 5 / 24 - 22:47 )
الأستاذ ابراهيم البهرزي المحترم
قالَ الروائي الروسي الكبير فيودور دوستوييفسكي
Fiodor Dostojevskij 1821 - 1881
اذا شاهدتُ بأمِّ عيني طفلآ يُعذَّبْ ، فلسوفَ أستقيل من هذا العالم

لعلَّ ما تكبدتهُ الطفولة في العراق منذُ قُرابة عقدين من السنين ، وما تعرضَ لهُ أطفال العراق ( ولحد الآن ) من ارهاب وترهيب ، ورعب واحباط ، ومسخ وتهميش ،واهمال وعدم اكتراث تدعونا أنْ نعلو بأصواتنا من أجلِ رفع الحيف عن تلكَ الشريحة الهامّة والعزيزة .....أنا قرأتُ مقالكَ السابق بأمعان والذي يحمل عنوان طفولات كباقي الورود ....ملقاة على مزابل العراق) ووجدتُ فيه رسالة صادقة تحملُ كل معاني الصدق والحرص الأنساني ....لابدَّ من انقاذ أطفال العراق ؛ وتلكَ هي مسؤولية ومهمة مُلقاة على كاهل الحكومة والشعب في آنٍ واحد ...شكرآ على هذهِ الألتفاتة الرائعة ...مع فائق تقديري واعتزازي
نادر علاوي


4 - مبادرتنا
كريم الربيعي ( 2009 / 5 / 24 - 23:33 )
لقد طرحت جمعيتنا الجمعية الانسانية لحقوق الانسان في العراق مبادرة من اجل رعاية الاطفال في العراق وتضمنت اليات محدد من ما يقارب السبع نقاط ونشرت على الحوار المتمدن ، كما تضمن التقرير 14 لبعثة الامم المتحدة توصية الى الحكومة العارقية بضرورة تاسيس لجنة خاصة تعني بالاطفال العراقيين من اجل النهوض او تحسين الواقع الماساوي الذي يعيشوه،ومن يتتبع نشاطات المنظمات الدولية سوف يجد ان جل المشاريع التي تخدم في هذا المجال هي للمنظمات الدولية وبشكل اساسي الصليب الاحمر الدولي واليونسيف ويغيب عنها نشاط الحكومة العراقية حتى لو كان هذا النشاط عبارة عن تقارير احصائية !! نتمنى في الجمعية واتمنى شخصيا من الاخوة الناشطين والداعين حقا لتحسين واقع الطفل العراقي الاطلاع مجداا على افكارنا التي طرحناها في المبادرة والتي تضمنت ايضا انشاء صندوق مالي يمول من عائدات النفط بنسبة ما يسمى اجيال المستقبل وتخصيص بعص من قصور الرئاسة لتكون ملاجي ودور للايتام وانشاء مستشفيات متخصصة للاطفال .. الخ من اجل تنضيجها او الوصول الى افضل المقترحات او الاليات كي يجري طرحها على مستوى وطني من اجل حملة وطنية لاجبار القائمين على الهط والشفط العمل بموجبها! اما الاكتفاء بهز الايدي فهذا سهل شعب خرج من كابوس واختلطت عليه الديمقراطية بين


5 - ردود
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 5 / 25 - 15:53 )
العزيزة نداء:
سلامي,
انه لمن المؤلم حقا ان لايعود ابناءنا ابناء لنا ...كما انه من المفرح ايضا ...لقدكتبت (رسالة في مواساة الغرباء ) ارجو ان تجعل منا نحن الغرباء غرباءا سعداء..
الطفل في الغربة ارحم له من البقاء في وطن موبوء ..
مع محبتي

يا مقصود يامقصود :
على العموم سلاما
والان تستطيع ان تصيد الخنزير في الجانب الاخر من النهر حتى وان كنت نائما ...لانه ليس من ماء في النهر...فقط الخنزير هو الذي سياتي اليك
محبتي ...لقدذهبت الى ابد تلك الايام

الصديق العزيز نادر علاوي
تحيتي ومحبتي :
واظن كذلك ان الراحل حسين مردان قدقال يوما :
لن احترم العالم مادام هنالك طفل جائع..

نقول ونقول ايها العزيز نادر ...ولكن ..كنا ممنوعين من الكلام ,صرنا مهمنا تكلمنا فما من سميع !!
لا ادري ما الفرق...
تقبل محبتي

الاستاذ كريم الربيعي
تحية طيبة
اثمن جدا دور الجمعيةالانسانية لحقوق الانسان في العراق وها انت مثلي تفرك يديك حسرة
فالمنادون في واد
واولي الامر في واد آخر..
يبدو-والله اعلم- انها خربت تماما وما من فائدة ترجى بعد
تمنياتي لجمعيتكم بمواصلة السعي لاجل الطفولة المهانة في بلد....نا


6 - تحيه
علي جواد ( 2009 / 5 / 25 - 17:04 )
شكرا على هذا الموضوع القيم

اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها