الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاقيات العمل أحد أسرار التقدم

مهدي زاير جاسم

2009 / 5 / 25
الادارة و الاقتصاد


 يتسم المجتمع العراقي بالأخلاق العربية الحميدة، ومنها مراقبة الله في السر والعلن في جميع الأعمال والأفعال. وعلى الرغم من ذلك يتساهل بعض الناس في أداء العمل ويتأخرون بعض الساعات أثناء وقت الدوام الرسمي، أو يتغيبون بعض الأيام دون عذر مقبول، ومع ذلك يتقاضون أجراً مقابل ذلك الوقت دون الإحساس بأنهم يأخذون أو يتقاضون ما لا يستحقونه. فمن الملاحظ تساهل البعض بالأمور المتعلقة بأداء العمل، وكأن الإخلاص في أداء العمل أمر تطوعي. وهذا يؤدي إلى تدني إنتاجية الموظف بوجه عام، وفي القطاع العام على وجه الخصوص. ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يلقي هذا الأمر بظلاله على الموضوع فالشاب العراقي في القطاع الخاص يقارن متطلبات عمله بزميله في القطاع العام، مما يجعل الأول أقل سعادة عن وضعه الوظيفي. ومن المؤكد أن عدم الحرص على أداء العمل وعدم الاكتراث بقيمته وأخلاقيته من أهم عوائق التنمية والتطور في أي مجتمع.
وحيال هذا الأمر، لعله من المناسب تناول بعض الجوانب أو العناصر المهمة التي تدخل ضمن واجبات أداء العمل بالوجه المطلوب، والتي يعرفها الكثير، ولكن نأتي عليها من باب التذكير لأنفسنا وللآخرين. إن أداء العمل لا يقتصر على الحضور فقط، وإنما هناك بعض الأمور المهمة التي ينبغي مراعاتها، ومن أبرزها ما يأتي:
1_إتقان العمل: ليس هناك حاجة إلى تأكيد العلاقة الوطيدة بين تعاليم الدين الإسلامي وأداء العمل والقيام بالأعباء المنوطة بالمهنة، إذ يقول عليه الصلاة والسلام "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
2-) الأمانة.:- يقول الرسول (ص) "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له". إن من واجبات العمل أن يحافظ الموظف على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك الأجهزة والأدوات التي تمتلكها جهة العمل، كما أن من واجبات الموظف مراعاة المصلحة العامة أو مصلحة تلك المؤسسة التي يعمل بها الموظف عند عقد الصفقات أو ترسية العقود أو تأمين المشتريات.
3-الصدق والعدالة في المعاملة: يجب التعامل مع المراجعين بالصدق والشفافية، ومساعدتهم جميعاً دون تمييز.
(4) حفظ أسرار العمل وعدم إفشائها لأحد، ويشمل ذلك على سبيل المثال:
أ) الأمانة في نقل الأخبار للناس أو في وسائل الإعلام وعدم تلفيقها.
ب) عدم إفشاء مداولات اللجان أو المجالس الخاصة بجهة العمل.
(ج) عدم إفشاء أية معلومات من شأنها جلب مصلحة لأناس دون غيرهم بشكل خاص، أو إلحاق الضرر بالمؤسسة أو الأفراد بشكل عام.
(د) عدم اخلال بسرية ملفات المراجعين كالمرضى في المستشفيات والعيادات، أو المستفيدين من البنوك والصناديق وغيرها.
(5)الإخلاص:- لا بد أن يشعر الإنسان دوماً بأن العمل في مؤسسة عامة أو خاصة يقوم على عقد بين الموظف من جهة، والمؤسسة أو جهة التوظيف من جهة أخرى. وهذا العقد ينطوي على بعض الحقوق والواجبات التي ينبغي الوفاء بها من قبل الطرفين (أي المؤسسة والموظف).
6- القدرة على أداء العمل:- ينبغي أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه. وأن يتحلى بالشجاعة الكافية لتقديم استقالته من العمل إذا أحسَّ بأن طبيعة العمل ومتطلباته لا تتناسب مع قدراته وميوله ورغباته. فمن الملاحظ - مع الأسف الشديد -أن كثيراً من الناس يختار عملاً معيناً لارتفاع "الراتب" دون أن يسأل نفسه: هل هو الشخص المناسب لأداء ذلك العمل؟ وهل يمتلك المهارات والقدرات المطلوبة لأداء ذلك العمل؟ وأعتقد أن هذا الأمر هو من أسرار تفوق الغرب على غيرهم.
وأعتقد أنه أصبح من الضروري إدراج أخلاقيات العمل ضمن مناهج التعليم العام من جهة، وأن يقوم المعلمون والمعلمات بغرس مبادئ أخلاقيات العمل في نفوس الطلاب والطالبات من جهة أخرى. فموضوع إتقان العمل والإخلاص في أدائه يستحق الاهتمام ويتطلب تربية الأبناء على احترامه. ولكن ذلك لا يعفي الأسرة من دورها في غرس مبادئ احترام العمل والإخلاص في نفوس الأبناء.
ينبغي أن تقوم وزارات الدولة ومكاتب العمل بدور أكثر فعالية في هذا المجال للتوعية بأخلاقيات العمل من خلال طباعة بعض الكتيبات عن حقوق الموظف وواجباته وتوزيعها، وكذلك من خلال تنظيم بعض الدورات المناسبة للموظفين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن..أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو 2024


.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي




.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟


.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم




.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى