الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابتسامة الصفراء... للفساد

سلوى غازي سعد الدين

2009 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عندما ظهر وزير التجارة العراقي عبد الفلاح السوداني في المقابلة الاولى له بعد اتهامه بالفساد و التي اجرتها معه احدى القنوات الفضائية كان مبتسما بشوشا ضاحكا وكأن الامر تافه وغير جدير بالتحدث عنه، لعله كان يعتقد ان رئيس الوزراء سيقف خلفه و ينصره و أنه سيفلت من المحاسبة و لكن حصل العكس وانطبق عليه المثل العربي (تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن) و وقف السيد رئيس الوزراء نوري المالكي موقفا حياديا بالرغم من انتماء الوزير المتهم الى حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي.
و أثناء جلسة استجواب الوزير السوداني راح السادة و السيدات اعضاء البرلمان يبحلقون عيونهم و يحوقلون و هم ينظرون الى الوزير المتهم الذي أصرّ على برائته متجاهلين الفساد الاداري والمالي الذي يتسببون به هم انفسهم قبل غيرهم حيث يبلغ الراتب الشهري للبرلماني عشرات اضعاف راتب الموظف الحاصل على شهادة عليا ما عدا ما يأخذونه من منح وحوافز وخطورة ناهيك عن ما يتلقون من هدايا حزبية الى رشاوى وهذا لا ينطبق على جميع الاعضاء بل على أكثرية الكتل الكبيرة و ما عدى لجانهم "الجماهيرية".
وتجاهل السادة الوزراء وبعض السادة في البرلمان المواطن الذي عانى الامرّين من فساد ازلام حزب البعث وكأن المشكلة الرئيسية في العراق هي بيع الخمور او عدم بيعها ولو نظرنا الى المناقشات التي يجريها البرلمانيون لوجدنا أنها ألاعيب بعض الاحزاب التي تريد ان تسلم العراق قي قبضة حزب او حزبين ومهما دلس الفاسدون سينكشف امر السراق وفي الانتخابات القادمة لا مكان لهؤلاء الحرامية في السلطة.
و هنا اريد سرد قصة عن الفساد المالي في عهد الرئيس بل كلنتون وهو فينس فوستر وكان صديقا مقربا لشخص الرئيس كلينتون، اتهم باختلاس المال او ما يسمى بالفساد المالي واحيل فوستر الى القضاء وبعد اجراء التحقيقات ظهر ان السيد فينس برئ وما ان ظهرت براءته انتحر وترك رسالة شرح فيها االسبب وراء انتحاره وهو انه لم يتحمل هذه التهمة المخجلة والمخلة بالشرف امام الشعب الامريكي اما الوزراء والمسؤولون هنا عندما يتهم احدهم بالفساد يوزع الابتسامات الصفراء على الشعب العراقي او يعبس مثلما فعل وزير العمل والرعاية الاجتماعية حينما اكتشف من قبل ما سماه ذالك الوزير الفاسد ب(المحتلين الامريكان) وهؤلاء الفاسدون امثال ايهم السامرائي وبعض الوزراء والبرلمانيين الذين سبقوا الوزراء الحاليين المشتبهون بالفساد وهناك العديد من المشبوهين يجب استدعائهم للتحقيقوالاستجواب ومطالبة الدول التي لجأ اليها هؤلاء السراق باعادة النظر في اقامتهم واحالة كل من تسول نفسه سرقة المال العام او من استهان بحياة المواطن.وسيبقى الوزراء والبرلمانيون متهمون الى ان يتحسن الوضع الصحي والتعليمي والمعيشي وازالة الطبقية و إلى أن يتمكن المواطنون الفقراء من العيش الرغيد و أن لا يكون هناك فارق بين قصور السياسيين الفارهة و بيوت الطين و الصفيح و من لا يملك حتى الصفيح و يعيشون بجانب الأموات في المقابر و المزابل.
Email: [email protected]












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة