الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر-فتح- السادس على غرار مؤتمر- المرأة- الخامس؟!

سعيد موسى

2009 / 5 / 26
القضية الفلسطينية


((مابين السطور))

حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" تلك الثورة المعاصرة،والتي انطلقت من قلب الجرح العربي، متمردة على مصير النكبة لتعلن بانطلاقتها الأولى 1965 ميلاد فجر تحرري جديد، كان حفل القران عيلبون الكرامة، فحملت في أحشائها جنين العهد والقسم،لتخط بأحرف من نار ونور استقلالية القرار الفلسطيني،وتأخذ على عاتقها ترجمة المشروع الوطني من حلم إلى واقع، من نضال وقتال على كل الجبهات العسكرية والأمنية والاستخبارية والاستشهادية، فحازت بجدارة الفعل والتضحية صدارة القرار والقيادة الوطنية،وتولى المسيرة خيرة الرجال في الوطن والشتات، قاتلت ولم تهادن وأسقطت كل المؤامرات والمخططات، قدمت خيرة قادتها في ميادين الوغى، ومنهم من طالته يد الغدر والاغتيالات، فكانت حركة ديمومة صلبة، صمدت في أشرس العواصف العربية قبل الصهيونية، فكان البعض لها صديق حميم وآخرين متربص لدود،قدمت عشرات آلاف الشهداء فأنجبت وصاياهم مئات آلاف القادة والجنود الأشداء الأوفياء.


تلك الحركة العظيمة، وقبل أن تصبح كريشة في مهب رياح الإقصاء العربي عن حدود التماس مع نسائم الوطن الحبيب فلسطين، لتقصى إلى شتات التسييس بعيدا عن العسكرة، وفق المخطط العربي الدولي لطي صفحة المواجهة الخارجية العسكرية من حدود الوطن العربية، وفتح صفحة العمل السياسي كأولوية وخيار عربي استراتيجي، والزج بقياداتها وعناصرها المقاتلة إلى ارض الوطن للشروع في معترك المفاوضات والتسويات، فاوض القائد وجنوده العائدين والمرابطين، وحاور وناور ثم هب لتلبية نداء الأقصى فانتفض وقاتل،فمنذ بدايات العودة خالف القائد/ ياسر عرفات قواعد لعبة التسييس، ووظف سلاح أوسلو وذخيرتها في مواجهة الأقصى الشرسة مع الاحتلال، ثم اخلف من جديد قواعد المعترك السياسي، وكان بطل الصمود والرفض للتنازل عن أي من ثوابتنا المقدسة، فاغتالوه بدم بارد، على أمل تصويب المسار، وإسقاط البندقية وإبقاء غصن الزيتون لتجتثه الآلة العسكرية الصهيونية دون البندقية المسيسة، فهيهات لهم هيهات.




غاب القائد،وحدث بغيابه داخل الحركة إرباك تلو إرباك، فقد تجرأ بغيابه المتسلقون والمتربصون وضعفاء الانتماء، على التمرد ضد كل اللوائح والثوابت الحركية، وانفلش من انفلش، وانفلت اللجام ولا كابح لطموحات الأقزام، فإما أكون أو ليهدم السقف على كل الرؤوس، عاثوا في البيت الحركي شوشرة وفسادا، غير آبهين بكونها عرين المشروع الوطني، حتى تجرأ عليها من خارجها الرخيص والجبان، تدرجت حركة الارتداد والانهيار من سيء إلى أسوء بفعل أيدلوجية الصراع المنفلت بين حرس جديد وقديم، وتجمدت حركة التداول الحركي لهرم القيادة، وغاب أو غُيب المؤتمر العام لعشرات الأعوام، فحدث صدام وتزاحم هيكلي داخل اطر الحركة، كان لابد له من مخرج لإعادة ضبط موازين الهيكلة القيادية الميدانية منها والثورية والمركزية، وكان لابد للخروج من عنق الزجاجة تفعيل آليات الديمقراطية الثورية الحركية، وما زاد الحركة سوء واضعف مكانتها الريادية، هو ذلك التعطيل المتعمد، والتأجيل العبثي لمؤتمرها السادس، والذي هو بمثابة قارب نجاة من طوفان الانهيار، وكأن هناك من تعهد بهذا التعطيل بمهمة شرذمة الحركة الطليعة،ونصب خيامها في غير مكانها خدمة لأجندات غير مواثيقها وميثاقها، حتى وصلوا بالحركة كعرابي هبوط إلى وضع يرثى له، وضع متردي لحركة فلسفة المقاومة، أرادوا كخدام معلومين ومجهولين إخماد جذوتها،فأوصلوها إلى غرفة العناية المركزة، ثم كابروا بشعاراتهم المفضوحة، وأخذوها مقسمة الجسد منهكة الهيكل إلى حلبة مصارعة، مع خصم هو الآخر ضمن مخطط التسييس وتغييب البندقية، على اعتبار أن سقوط حركة فتح يعني سقوط كل ركائز الفعل الوطني، وبداية الانهيار لكل ما سواها من أطياف الفعل الثوري.




فكان مطلب انعقاد المؤتمر السادس ومازال، كالروح الثورية للجسد الوطني، ولكن يبدوا أن هناك من أرادها روحا من نوع آخر لوطن من نوع آخر، ملايين من أبناء الحركة في الوطن والشتات يصرخون ليل نهار، حرروا المؤتمر من آسريه، حتى يحل ربيع القيادة الثورية كفصل خريف لكابينة القيادة المركزية المتكلسة والتي تتساقط أوراقها بفعل سنة تبدل الفصول، فلا يحق لكائن من كان أن يجمد مسيرة الحركة ويوقف عقارب ساعة حراكها الثوري عند فصل التجمد القارص فهذا جنون، بل نخشى أن يكون في ذلك مؤامرة تتجاوز نواقص ودونية التشبث القيادي من المهد إلى اللحد،إن التعطيل هذا سواء متعمد أو بغباء يفعل فعله من التدمير الممنهج وتراجع دور الحركة في إسناد مشروعها الوطني، ويضعف إمكانية ومسار التسوية وصولا إلى دولة فلسطينية فبتغييب الحركة وتعطيل انعقاد مؤتمرها، يجعل كل حراك سياسي للسلطة الفلسطينية مشكوك فيه، وغير قابل على الإطلاق للتنفيذ، إن تأجيل المؤتمر بعديد من المبررات أعظمها عذر أقبح من ذنب، إنما يعني إقصائها لهدف في نفس يعقوب، وأي تصور بان أي من الأهداف ستمر تحت سقف التشرذم الحركي، إنما هو تصور خاطئ سيصطدم بحائط صد اصلب من الفولاذ ولو بعد حين، فحركة فتح صاحبة المشروع وحامية الحمى الوطني، وأي تلكؤ في ضخ الدماء بعروقها، سيفشل كل المخططات السياسية التي تحاك تحت اعتقاد غيابها أو تغييبها، لان جماهيرها العريضة والتي تصرخ بغضب وثورة تتشكل قبل الانفجار، مطالبة بمؤتمرها المغيب، وبفضائيتها الناطقة بثقافتها وتاريخها، إنما هي سند لأي تسوية لا تتجاوز الثوابت، والاعتقاد بامتلاك المال والقرار وبالتالي إخضاع تلك الجماهير، هو الوهم بعينه، واقصر الطرق هي العدول عن المماطلة ولعبة الثلاث ورقات مبررات وغير مبررات، والتوقف عن حقن المخدر بالتسويف من يوم ليوم ومن أسبوع لأسبوع ومن شهر لشهر ومن عام لعام ومن مبرر يفيد عدم إمكانية الانعقاد لمبرر يرسم طريق واحد دون سواه وكأنهم يخاطبون سُذج.




وعندما علت الأصوات بمطالبة القيادة بسرعة عقد المؤتمر كطوق نجاة، طل علينا كل عرابي المماطلة والتأجيل، وطل علينا بتوزيع ادوار كل حملة شعارات التعجيل والتبشير، وفي المحصلة مكانك سر، قيل أن المؤتمر سيعقد في القاهرة، وقيل إن القيادة المصرية رفضت، وقيل أن القيادة المصرية لم ترفض ونقطة وسطر تلاعبي جديد، قيل إن المؤتمر سيعقد في عمان وقيل أن القيادة الأردنية رفضت، وقيل أن القيادة الأردنية لم ترفض ونقطة وسطر عبثي جديد، لينعقد المؤتمر في روسيا أو حتى في فنزويلا أو الصين، لو لم تتسع الأرض العربية والإسلامية لمثل هذا المؤتمر العتيد، المهم أن يعقد والاهم أن يتاح ميدان الانعقاد كي يصل إليه من رباط الوطن ومن رباط الشتات كل أعضاءه، بعيدا عن جدلية السماح الإسرائيلي وعدم السماح لرموز الحركة بمزاجية الاحتلال من الحضور إلى داخل الوطن المحتل فيما لو كان المخطط أن يعقد في فلسطين التي تعاني بجناحيها هول الغطرسة والعدوان المحتل وكارثة الانقسام، والتي حالت في المؤتمر الخامس للمرأة من حضور جميع أعضاءه من الخارج أو من غزة، وقد انعقد المؤتمر بغياب مئات العضوات، ودارت فعالياته وانتخبت أطره وهيكلياته بهذا الشكل المنقوص وربما المرفوض.




فنخشى أن يكون هكذا الأمل المخطط والمعقود، ونحلم بمولودة وإذ بالمولودة قردة، المؤتمر العام لحركة فتح ياسادة ياكرام، وهي حركة لها برنامجها السياسي والعسكري خارجيا وداخليا، من العبث أن نزجه في خانة إما في الوطن المحتل أو بلاه، لان المؤتمر لو انعقد في جناحنا الثاني من الوطن الحبيب، وعلى غرار المؤتمر الخامس للمرأة، وبالتالي غياب أعضاء المؤتمر سواء من يرفضون العودة قبل التحرير والاستقلال وتحت قبضة وغدر الاحتلال، أو حتى عدم السماح لبعضهم من الدخول إلى ارض الوطن المحتل، أو ممن تحول أوضاع الانقسام في غزة من وصولهم للمؤتمر، ومن ثم يقال الانعقاد بالموجود، ويتم تضييق الموسع من كم العضوية، والعودة لنقطة البداية والصفر تحت ذرائع الاحتلال والانقسام، ويعقد على غرار مؤتمر المرأة، فيصبح مؤامرة لا مؤتمر، فإما مؤتمر يحضره الجميع ونحافظ على خطوط العودة كحركة فتح بعدم إجبار رموز الخارج كقواعد ثورية للعودة بشروط الاحتلال، والمخرج من هذا ومازال الاحتلال جاثم على كل شبر من أرضنا سواء في غزة أو في الضفة الغربية بيده السماح وبيده الرفض، يكون بانعقاده خارج الوطن لأنه مؤتمر عام ثورة وليس مؤتمر عام سلطة، وان تعذر بالفعل العكسي عدم سماح الاحتلال لأعضاء الداخل من السفر للخارج، عندها يصبح التأجيل قهريا والمعطل هو الاحتلال لا ممن يعتقد أنهم الساعين لوئد المؤتمر وبقاء الأوضاع المتردية في خدمة مراكزهم ونفوذهم على هذا الحال، وعندما يسار إلى عقد المؤتمر خارج الوطن ويمنع الأعضاء من الضفة أو غزة لحضوره، فيسار إلى النضال السلمي والإصرار على حضوره، وعدم الخضوع إلى مايشاع بان الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة راغبتين بعدم انعقاد المؤتمر، فانتعاش الحراك الثوري والسياسي في أروقة الحركة، وإعادة هيكلة أطرها، أهم بمليون مرة من الانكفاء على السلطة وكأنها البديل لحماية المشروع الوطني دون حركة فتح، وهذه هي الخطيئة الأولى، حيث عدم التفريق وعدم الفصل بين حركة فتح والسلطة الوطنية، وزج كل رموز الحركة إلى لعبة المراكز وقيادة السلطة الأمنية والعسكرية والمدنية، وترك المؤسسة الحركية كأنقاض وملاذ بطالة تابعة بالمطلق للسلطة، لتصبح السلطة مرجعية الحركة وليس العكس بان تكون الحركة من ضمن أهم واكبر مكونات منظمة التحرير الفلسطينية التي هي المرجعية المركزية للسلطة الوطنية الفلسطينية، فنرجو ألا يُعمد إلى تقزيم المؤتمر السادس بعد غياب ثلاثون عام، تحت مسميات المسموح والممنوع بأدوات الاحتلال والانقسام، على غرار المؤتمر الخامس للمرأة الفلسطينية بعد غياب خمسة وعشون عام.



مؤتمر"فتح" السادس على غرار مؤتمر" المرأة" الخامس؟!



((مابين السطور))
بقلم ///// سعيد موسى




حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" تلك الثورة المعاصرة،والتي انطلقت من قلب الجرح العربي، متمردة على مصير النكبة لتعلن بانطلاقتها الأولى 1965 ميلاد فجر تحرري جديد، كان حفل القران عيلبون الكرامة، فحملت في أحشائها جنين العهد والقسم،لتخط بأحرف من نار ونور استقلالية القرار الفلسطيني،وتأخذ على عاتقها ترجمة المشروع الوطني من حلم إلى واقع، من نضال وقتال على كل الجبهات العسكرية والأمنية والاستخبارية والاستشهادية، فحازت بجدارة الفعل والتضحية صدارة القرار والقيادة الوطنية،وتولى المسيرة خيرة الرجال في الوطن والشتات، قاتلت ولم تهادن وأسقطت كل المؤامرات والمخططات، قدمت خيرة قادتها في ميادين الوغى، ومنهم من طالته يد الغدر والاغتيالات، فكانت حركة ديمومة صلبة، صمدت في أشرس العواصف العربية قبل الصهيونية، فكان البعض لها صديق حميم وآخرين متربص لدود،قدمت عشرات آلاف الشهداء فأنجبت وصاياهم مئات آلاف القادة والجنود الأشداء الأوفياء.


تلك الحركة العظيمة، وقبل أن تصبح كريشة في مهب رياح الإقصاء العربي عن حدود التماس مع نسائم الوطن الحبيب فلسطين، لتقصى إلى شتات التسييس بعيدا عن العسكرة، وفق المخطط العربي الدولي لطي صفحة المواجهة الخارجية العسكرية من حدود الوطن العربية، وفتح صفحة العمل السياسي كأولوية وخيار عربي استراتيجي، والزج بقياداتها وعناصرها المقاتلة إلى ارض الوطن للشروع في معترك المفاوضات والتسويات، فاوض القائد وجنوده العائدين والمرابطين، وحاور وناور ثم هب لتلبية نداء الأقصى فانتفض وقاتل،فمنذ بدايات العودة خالف القائد/ ياسر عرفات قواعد لعبة التسييس، ووظف سلاح أوسلو وذخيرتها في مواجهة الأقصى الشرسة مع الاحتلال، ثم اخلف من جديد قواعد المعترك السياسي، وكان بطل الصمود والرفض للتنازل عن أي من ثوابتنا المقدسة، فاغتالوه بدم بارد، على أمل تصويب المسار، وإسقاط البندقية وإبقاء غصن الزيتون لتجتثه الآلة العسكرية الصهيونية دون البندقية المسيسة، فهيهات لهم هيهات.




غاب القائد،وحدث بغيابه داخل الحركة إرباك تلو إرباك، فقد تجرأ بغيابه المتسلقون والمتربصون وضعفاء الانتماء، على التمرد ضد كل اللوائح والثوابت الحركية، وانفلش من انفلش، وانفلت اللجام ولا كابح لطموحات الأقزام، فإما أكون أو ليهدم السقف على كل الرؤوس، عاثوا في البيت الحركي شوشرة وفسادا، غير آبهين بكونها عرين المشروع الوطني، حتى تجرأ عليها من خارجها الرخيص والجبان، تدرجت حركة الارتداد والانهيار من سيء إلى أسوء بفعل أيدلوجية الصراع المنفلت بين حرس جديد وقديم، وتجمدت حركة التداول الحركي لهرم القيادة، وغاب أو غُيب المؤتمر العام لعشرات الأعوام، فحدث صدام وتزاحم هيكلي داخل اطر الحركة، كان لابد له من مخرج لإعادة ضبط موازين الهيكلة القيادية الميدانية منها والثورية والمركزية، وكان لابد للخروج من عنق الزجاجة تفعيل آليات الديمقراطية الثورية الحركية، وما زاد الحركة سوء واضعف مكانتها الريادية، هو ذلك التعطيل المتعمد، والتأجيل العبثي لمؤتمرها السادس، والذي هو بمثابة قارب نجاة من طوفان الانهيار، وكأن هناك من تعهد بهذا التعطيل بمهمة شرذمة الحركة الطليعة،ونصب خيامها في غير مكانها خدمة لأجندات غير مواثيقها وميثاقها، حتى وصلوا بالحركة كعرابي هبوط إلى وضع يرثى له، وضع متردي لحركة فلسفة المقاومة، أرادوا كخدام معلومين ومجهولين إخماد جذوتها،فأوصلوها إلى غرفة العناية المركزة، ثم كابروا بشعاراتهم المفضوحة، وأخذوها مقسمة الجسد منهكة الهيكل إلى حلبة مصارعة، مع خصم هو الآخر ضمن مخطط التسييس وتغييب البندقية، على اعتبار أن سقوط حركة فتح يعني سقوط كل ركائز الفعل الوطني، وبداية الانهيار لكل ما سواها من أطياف الفعل الثوري.




فكان مطلب انعقاد المؤتمر السادس ومازال، كالروح الثورية للجسد الوطني، ولكن يبدوا أن هناك من أرادها روحا من نوع آخر لوطن من نوع آخر، ملايين من أبناء الحركة في الوطن والشتات يصرخون ليل نهار، حرروا المؤتمر من آسريه، حتى يحل ربيع القيادة الثورية كفصل خريف لكابينة القيادة المركزية المتكلسة والتي تتساقط أوراقها بفعل سنة تبدل الفصول، فلا يحق لكائن من كان أن يجمد مسيرة الحركة ويوقف عقارب ساعة حراكها الثوري عند فصل التجمد القارص فهذا جنون، بل نخشى أن يكون في ذلك مؤامرة تتجاوز نواقص ودونية التشبث القيادي من المهد إلى اللحد،إن التعطيل هذا سواء متعمد أو بغباء يفعل فعله من التدمير الممنهج وتراجع دور الحركة في إسناد مشروعها الوطني، ويضعف إمكانية ومسار التسوية وصولا إلى دولة فلسطينية فبتغييب الحركة وتعطيل انعقاد مؤتمرها، يجعل كل حراك سياسي للسلطة الفلسطينية مشكوك فيه، وغير قابل على الإطلاق للتنفيذ، إن تأجيل المؤتمر بعديد من المبررات أعظمها عذر أقبح من ذنب، إنما يعني إقصائها لهدف في نفس يعقوب، وأي تصور بان أي من الأهداف ستمر تحت سقف التشرذم الحركي، إنما هو تصور خاطئ سيصطدم بحائط صد اصلب من الفولاذ ولو بعد حين، فحركة فتح صاحبة المشروع وحامية الحمى الوطني، وأي تلكؤ في ضخ الدماء بعروقها، سيفشل كل المخططات السياسية التي تحاك تحت اعتقاد غيابها أو تغييبها، لان جماهيرها العريضة والتي تصرخ بغضب وثورة تتشكل قبل الانفجار، مطالبة بمؤتمرها المغيب، وبفضائيتها الناطقة بثقافتها وتاريخها، إنما هي سند لأي تسوية لا تتجاوز الثوابت، والاعتقاد بامتلاك المال والقرار وبالتالي إخضاع تلك الجماهير، هو الوهم بعينه، واقصر الطرق هي العدول عن المماطلة ولعبة الثلاث ورقات مبررات وغير مبررات، والتوقف عن حقن المخدر بالتسويف من يوم ليوم ومن أسبوع لأسبوع ومن شهر لشهر ومن عام لعام ومن مبرر يفيد عدم إمكانية الانعقاد لمبرر يرسم طريق واحد دون سواه وكأنهم يخاطبون سُذج.




وعندما علت الأصوات بمطالبة القيادة بسرعة عقد المؤتمر كطوق نجاة، طل علينا كل عرابي المماطلة والتأجيل، وطل علينا بتوزيع ادوار كل حملة شعارات التعجيل والتبشير، وفي المحصلة مكانك سر، قيل أن المؤتمر سيعقد في القاهرة، وقيل إن القيادة المصرية رفضت، وقيل أن القيادة المصرية لم ترفض ونقطة وسطر تلاعبي جديد، قيل إن المؤتمر سيعقد في عمان وقيل أن القيادة الأردنية رفضت، وقيل أن القيادة الأردنية لم ترفض ونقطة وسطر عبثي جديد، لينعقد المؤتمر في روسيا أو حتى في فنزويلا أو الصين، لو لم تتسع الأرض العربية والإسلامية لمثل هذا المؤتمر العتيد، المهم أن يعقد والاهم أن يتاح ميدان الانعقاد كي يصل إليه من رباط الوطن ومن رباط الشتات كل أعضاءه، بعيدا عن جدلية السماح الإسرائيلي وعدم السماح لرموز الحركة بمزاجية الاحتلال من الحضور إلى داخل الوطن المحتل فيما لو كان المخطط أن يعقد في فلسطين التي تعاني بجناحيها هول الغطرسة والعدوان المحتل وكارثة الانقسام، والتي حالت في المؤتمر الخامس للمرأة من حضور جميع أعضاءه من الخارج أو من غزة، وقد انعقد المؤتمر بغياب مئات العضوات، ودارت فعالياته وانتخبت أطره وهيكلياته بهذا الشكل المنقوص وربما المرفوض.




فنخشى أن يكون هكذا الأمل المخطط والمعقود، ونحلم بمولودة وإذ بالمولودة قردة، المؤتمر العام لحركة فتح ياسادة ياكرام، وهي حركة لها برنامجها السياسي والعسكري خارجيا وداخليا، من العبث أن نزجه في خانة إما في الوطن المحتل أو بلاه، لان المؤتمر لو انعقد في جناحنا الثاني من الوطن الحبيب، وعلى غرار المؤتمر الخامس للمرأة، وبالتالي غياب أعضاء المؤتمر سواء من يرفضون العودة قبل التحرير والاستقلال وتحت قبضة وغدر الاحتلال، أو حتى عدم السماح لبعضهم من الدخول إلى ارض الوطن المحتل، أو ممن تحول أوضاع الانقسام في غزة من وصولهم للمؤتمر، ومن ثم يقال الانعقاد بالموجود، ويتم تضييق الموسع من كم العضوية، والعودة لنقطة البداية والصفر تحت ذرائع الاحتلال والانقسام، ويعقد على غرار مؤتمر المرأة، فيصبح مؤامرة لا مؤتمر، فإما مؤتمر يحضره الجميع ونحافظ على خطوط العودة كحركة فتح بعدم إجبار رموز الخارج كقواعد ثورية للعودة بشروط الاحتلال، والمخرج من هذا ومازال الاحتلال جاثم على كل شبر من أرضنا سواء في غزة أو في الضفة الغربية بيده السماح وبيده الرفض، يكون بانعقاده خارج الوطن لأنه مؤتمر عام ثورة وليس مؤتمر عام سلطة، وان تعذر بالفعل العكسي عدم سماح الاحتلال لأعضاء الداخل من السفر للخارج، عندها يصبح التأجيل قهريا والمعطل هو الاحتلال لا ممن يعتقد أنهم الساعين لوئد المؤتمر وبقاء الأوضاع المتردية في خدمة مراكزهم ونفوذهم على هذا الحال، وعندما يسار إلى عقد المؤتمر خارج الوطن ويمنع الأعضاء من الضفة أو غزة لحضوره، فيسار إلى النضال السلمي والإصرار على حضوره، وعدم الخضوع إلى مايشاع بان الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة راغبتين بعدم انعقاد المؤتمر، فانتعاش الحراك الثوري والسياسي في أروقة الحركة، وإعادة هيكلة أطرها، أهم بمليون مرة من الانكفاء على السلطة وكأنها البديل لحماية المشروع الوطني دون حركة فتح، وهذه هي الخطيئة الأولى، حيث عدم التفريق وعدم الفصل بين حركة فتح والسلطة الوطنية، وزج كل رموز الحركة إلى لعبة المراكز وقيادة السلطة الأمنية والعسكرية والمدنية، وترك المؤسسة الحركية كأنقاض وملاذ بطالة تابعة بالمطلق للسلطة، لتصبح السلطة مرجعية الحركة وليس العكس بان تكون الحركة من ضمن أهم واكبر مكونات منظمة التحرير الفلسطينية التي هي المرجعية المركزية للسلطة الوطنية الفلسطينية، فنرجو ألا يُعمد إلى تقزيم المؤتمر السادس بعد غياب ثلاثون عام، تحت مسميات المسموح والممنوع بأدوات الاحتلال والانقسام، على غرار المؤتمر الخامس للمرأة الفلسطينية بعد غياب خمسة وعشون عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم