الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسرائيلي الطيب يعاني من الشرير الأيراني

محمود الشمري

2009 / 5 / 26
كتابات ساخرة


اسرائيل تلك اللعوب التي سرقت الأضواء في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1948 وأصبحت الأقوى منذ عام1967 .استطاعت أن توظف الأعلام العالمي الى جانبها وصورت نفسها للعالم كضحية للعرب المتخلفين المتخمين بأموال النفط . ولابد من وجود عدو شرير قوي او يبدو بمظهر القوي يقابلها ويعطي مشروعها التسليحي العالي الكفاءة والنووي الأتجاه عذرا وسببا يقنع به شعب الله المختار أولا ويبقيه موحدا وواعيا ويقنع به العالم ثانيا وخاصة الغرب بالوقوف الى جانبها والتغاضي عن سعيها المستمر لتطوير ذلك المشروع وبشرعية ذلك السعي .
ابتدأت اسرائيل وبشكل منهجي مدروس بعد حرب عام 48 بالبحث عن رموز من بين أعدائها الكثر وخاصة العرب تضخمهم بأعلامها وبمساعدة الأعلام العالمي وتعطيهم أكبر من حجومهم وتزوقهم وتجعلهم يبتلعون الطعم ثم تحطمهم . فترى ذلك العدو الرمز ينتفخ و يبدأ بالتشدق والقاء الخطابات الرنانة والتهديدات النارية وترديد اسطورة شطب اسرائيل من الخارطة, تلك الأسطورة التي لها تأثير كبير لكسب التعاطف مع قضية اسرائيل وتأليب الرأي العام الدولي ضد اعداء ها, ولها ايضا تأثير سحري على الداخل الأسرائيلي بجعله متماسكا أمام عدو يريد رميه في البحر ومسح اسمه من خارطة العالم .

وهكذا صورت اسرائيل بتعاونها المثمر مع الأعلام العالمي جمال عبد الناصر على انه هو الشرير عدو اسرائيل انذاك وأخذ الأعلام العالمي يتداول خطاباته الملتهبة وتهديداته برمي اليهود في البحر وتجاوب الشعب العربي مع قائده المعتدي الذي سيعيد أمجاد الغزو والأعتداء . ومن ثم جاء دور عرفات والقذافي ومرورا بصدام ونصرالله وأخيرا وليس اخرا عدو من غير العرب ولكنه قريب عليهم وهو أحمدي نجاد.

اذن فإنه ان لم يكن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد موجودا فإن الاسرائيليين سوف يخترعونه.. وأي حجة تتذرع بها اسرائيل الان بأنها مهددة بوجودها أفضل من زعيم دولة اسلامية يقول أن دولة إسرائيل يجب أن تشطب من خارطة الشرق الأوسط ؟ وأضافة لذلك فان له تطلعات نووية تهدد الأمن الدولي .

وكما في فترات سابقة كانت مصر هي هدف الأعلام الأسرائيلي والدولي ومن ثم منظمة فتح والعراق وحزب الله فقد وصل الدور لايران التي تستحوذ على تفكير اسرائيل الان .أي إسرائيلي تتحدث اليه وأي خطاب من سياسي اسرائيلي تستمع اليه تجد ايران هناك , انه شيء كالهوس الأعلامي والسياسي وحتى الشعبي العارم. كما ان نظرة فاحصة في السياسة الأمنية التي وضعتها الحكومة الجديدة لبنيامين نتنياهو تجد ان ايران دائما هناك – خطر يلوح في الأفق الأسرائيلي يهدد البلاد بالتعرض لهجوم نووي ويقود أيضا عدوّين خطرين هما حماس وحزب الله اللذين يتطلعان بشوق كبير لغزو الدولة اليهودية وقد سبق لهما التصادم معها وتحقيق نتائج لا بأس بها .
والسبب في ذلك الهاجس سواء كان حقيقيا أم لا فهو واضح بما فيه الكفاية لأن أحمدي نجاد هو من ابتلع الطعم هذه المرّة وقد يكون ابتلعه باختياره.

قد لا تكون إيران مصدر تهديد لإسرائيل بالغزو المسلح بشكل مباشر ، ولكن تطوير التكنولوجيا النووية يشكل تحديا خاصا لأمن إسرائيل حسب رأيها بوصفها القوة النووية الوحيدة في المنطقة ومشروع ايران سيساهم بتغيير موازين القوى التي تميل لصالح اسرائيل. أضف الى ان إيران تدعم حماس وحزب الله مما يعني أنها السبب الرئيسي لعدم استقرار المنطقة. ولو ان اتهام حماس وحزب الله بكونهما مجرد وكلاء لطهران هو سوء فهم لطبيعة هاتين المنظمتين وهو ذريعة تتخذها اسرائيل وأمريكا لعدم التعامل معهما . من المستبعد حاليا أن تكون هذه المخاوف حقيقية لأنه ليس من مصلحة ايران مهاجمة اسرائيل وتهديد وجودها حيث ان ايران تسعى لتطوير مشروعها النووي بغرض النهوض بواقعها وليس من مصلحتها الدخول بحرب مع عدو نووي ومسلح تسليحا جيدا ومدعوم من الغرب كأسرائيل . ولكن من مصلحة ايران ايضا ان تستعرض عضلاتها وتوحي للعالم بأن لها قدرات عسكرية عالية جدا تجعل من يفكر بالأعتداء عليها أن يعيد تفكيره وتحاول من خلال ذلك تحقيق أهدافها الستراتيجية الأخرى.

و هذا يناسب اسرائيل جدا وهو أظهار ايران بوصفها خطرا كبيرا على وجودها وخاصة بعد سقوط نظام صدام حسين ، وانها تحتاج لعدو خطير بما يكفي وليس خطيرا جزئيا كحزب الله وحماس لغرض تبرير استمرار الاحتفاظ بألاسلحة النووية ومطالبتها بأن الأمن يجب أن يعلو على أي اعتبار آخر في سياستها تجاه جيرانها وهذا الهاجس يعطيها الحق ايضا بالأستمرارببناء المستوطنات لأستخدامها كعوائق طبيعية وبشرية ضد أي زحف تجاهها. اذن فأن اسرائيل بحاجة الى احمدي نجاد المتشدد لغرض تأخير عملية السلام مع الفلسطينيين والحصول على مكاسب وضمانات دولية واقليمية والتي بدأت بحصد بعضها ومنها التقارب مع بعض الدول العربية المتوجسة من قوة ايران المتنامية والتطابق مع البعض الأخر في وجهات النظر والشعور بان الخطر الأيراني هو فوق الخطر الأسرائيلي وكذلك هاهو نتنياهو ورئيسه بيريز ابتدءا باستخدام هذه الورقة للضغط على امريكا.

ففي زيارته إلى واشنطن مؤخرا ،فأن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز استخدم ورقة تسليح ايران بشكل اساسي للضغط على امريكا وللتهرب من التزامات اسرائيل تجاه اقامة دوله فلسطينية مستقلة .وقد قال بيريز في تمهيده لزيارة نتنياهو ، نعم سنتحدث الى الفلسطينيين ولكن سيكون عليكم المساعدة في تحييد ايران مقابل ذلك. انها"صفقة كبيرة" وهي جزء من السياسة التي تتبعها اسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جهد جميل
ذو الفقار ال طربوش الخفاجي ( 2009 / 5 / 26 - 06:13 )
من الغرابة ان لاينال السيد محمود بغزارة نتاجاته موقعا فرعيا بالحوار المتمدن؟

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة