الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام والفرقة الفلسطينية ... إلي أين؟

احمد فايق دلول

2009 / 5 / 26
القضية الفلسطينية


مضى زمن طويل على الفرقة الفلسطينية - الفلسطينية التي تقودها كبرى الفصائل المقاومة منذ عقود، بل التي تقودها الفصائلية والحزبية الفلسطينية التي كرسها الاحتلال في أهاننا، حتى أصبح كل فلسطين يعتبر نفسه الدولة الفلسطينية- وإن كانت غير موجود – فتمادت الفصائل في قطيعتها وفرقتها وشرذمة الشارع الفلسطيني، حتى أيقن المواطن الفلسطيني أن 99.99% من الأعمال الفصائلية هي أعمال تجارية في غير صالح العرق الفلسطيني، فجميع الخلافات الدائرة على الساحة الفلسطينية تُكوّن عبئا ثقيلا على كاهل المواطن الفلسطيني الذي بدأ بتقديم التضحيات الجسام منذ مطلع القرن العشرين مرورا بالمجازر والنكبة والنكسة والتشريع والمفاوضات العبثية وأوسلو وخارطة الطريق وانابوليس، حتى سجلها بعض من المواطنين على أنها نكبات وليست نكبة، وأي نكبة هذه بعد الفرقة الفلسطينية.

فالوضع الفلسطيني (الداخلي والخارجي) الذي يتمحور حول القطيعة وحالة التشظي وتمترس كل فصيل حول مواقفه السياسة معناه ضياع الوطن وتشرذم قواه السياسية والاجتماعية والحركية، إذ يمثل نقطة ارتكاز للاحتلال الصهيوني كي ينفذ جرائمه بحقنا كمدنيين، ويعطيه الضوء الأخضر كي يتمادى في أعماله الامبريالية والتخريبية، والانقسام هو أحد نقاط الضعف التي تستغلها إسرائيل للتهرب من التزاماتها الدولية اتجاه عملية السلام والتعهدات الإسرائيلية أمام مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي.

الانقسام الفلسطيني خلق لدى الفلسطينيين سلطة وحكومتين متناحرتين فاقدتين الشرعية فيما يسمى بالتنازع على السلطة struggle for power، هذا بدوره كرس حالة اللامبالاة لدي السياسيين فيما يتعلق بحقوق المواطن الفلسطينيين، فالصراع على السلطة خلق سلطة إضافية في الضفة، وهذا بدوره أدى بالسلطة إلى نسيان اللاجئين في الخارج الفلسطيني، ونسيان مواطني الـ48، بل صمود 48، الذين تحاك المؤامرات ضدهم ويخطط الاحتلال اليوم لتشريدهم من أراضيهم وإعلان يهودية الدولة، إضافة إلى أعمال الهدم الممنهجة في القدس المحتل بمنازل المواطنين المقدسيين على مرأى ومسمع المتنازعين على السلطة وبلا مجيب.

وما موضوع الأسرى الفلسطينيين والعرب عنّا ببعيد، فأحد عشر ألف فلسطينيا يقبعون خلف القضبان الحديدة، قد نسيناهم أو تناسيناهم بإرادتنا ووفق نزاعاتنا الكثيرة، فكل حزب وكل فصيل أصبح يمتلك ثوابت تختلف عن الآخر، وكل يمتلك رؤية لدولة فلسطينية، والنتيجة كانت حصار مُر، زرعت بذوره الفصائلية والحزبية الضيقة، حصد نتاجه المواطن الفلسطيني المغلب على أمره، فالفصائل مضحية وبكثرة، ولكنها في الحقيقة عاجزة عن استثمار أو ادارة تضحياتها بما يضمن لها التقدم والتغيير نحو الأحسن.

اذن يقف السياسي الفلسطيني الآن عاجزاً أمام شعبه وأمام التغيرات الدولية على الساحة العالمية، المواطن الفلسطيني بينما يتساءل المواطن الفلسطيني، لماذا أكون أنا الضحية بعد تقديم التضحيات الجسام، وبذل الغالي والنفيس في سبيل القضية الفلسطينية والكرامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -