الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوا !وهل توجد طفوله في العراق

ناديه كاظم شبيل

2009 / 5 / 26
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


منذ بداية الثمانينات وابتداءا من الحرب العراقية الايرانية والى يومنا هذا ، لم يعش الطفل العراقي طفولته ، عاش اليتم اولا ثم الحرمان ثانيا ،وحرمان الطفل العراقي حرمان شامل ، فاما نراه يتيم الام او الاب او كلاهما ، ومن كان منهم محظوظا شملته رعاية الجد او الجده او احد اهل الخير وما اكثرهم رغم شحة الخير في زمن لصوص السياسه (اذ لم يبق الاشرار للاحرار شيئا الا رحمة تملأ شغاف القلوب ولو تمكنوا من نزعها لفعلوها وهم منتشون رغم كونهم لا ينتفعون بها باي حال من الاحوال )

رأيت الطفل العراقي مشردا في دول الجوار (اما بائعا للخبز ، او ماسحا للاحذيه ، او بائعا للماء البارد او العلكه ) يطارد الناس بالحاح متوسلا يبعث فيهم نخوة تغطّ في سبات : سادتي ثوّبوا لموتاكم اشتروا مني سلة الخبزهذه ، اطفأوا لهيب نار جهنم عن وجوه موتاكم، سبيل ياعطشان سبّلوا للعطاشى لاجل عطش الحسين ، يهرب منه الماره ، ينتهرونه ، تتمايل سلة الخبر فوق الرأس الصغير ، يعتدل بمهارة رغم التعب البادي على محّياه ، يواصل البحث عن قلب رحيم ، فهناك صغار تنتظره بلهفة وتدعوا الله ان يحميه من مخاطر المرور واولاد (الحرام) .

يستغل الطفل العراقي في بلدان الجوار، فلكي يدخل القرى السياحيه عليه ان يدفع ضريبه عاليه ،يشتغل ساعات طويله مقابل اجر يكاد ان لا يفي بمتطلبات العائله الكبيره ، يشتكي للسواح العراقيين معاناته ، تتحرك في قلوبهم النخوه العراقيه ، يدفعون له ماتجود به ايديهم ، ولكن ما ان يديروا له ظهورهم حتى يصادر اللئيم كل ماجادت به يد الكريم.

الامراض الخطيره وحالات العوق المعقده التي يعاني منها الطفل العراقي نتيجة الاف الاطنان من القنابل والاسلحه التي اهدتها دول التمدن والديمقراطيه لعراقنا الحبيب ولمرات عديده بحجة ارساء قواعد العداله والحرية والمساواة ( اي عدالة هذه واية حرية تلك التي احلّت ابادة البشر صغارا وكبارا ،بحق السماء ! ) والعجيب في الامر ان من كانت لهم اليد الطولى في ظلم العراق واهله تبوأوا مناصبا عليا في الدولة الجديده التي جازف الاحرار بتشييدها بانفسهم وارواحهم (فيالسخرية الزمان ).

تنزف الانسانية دما لوضع الطفل العراقي الذي حمل هموما تعجز عن حملها الجبال الرواسي بفضل رجال السياسه (الحكماء ) ولكن لابد من ان تنهض المنظمات الانسانيه ، واصحاب الشأن وخاصة عضوات البرلمان العراقي المهتمات بشؤون المرأة والطفل وكل الاقلام الخيّره ، في اقرار قانون شامل يحمي الطفولة في العراق ويقودها الى بر الامان كأن يكون التعليم الزامي الى نهاية المرحله الثانويه ، وان يمنع تشغيل الاطفال ويعاقب كل من يقوم بتشغيل الطفل (الاهل او صاحب العمل ) عقابا رادعا ، وان تخصص نقدية لكل طفل عراقي منذ لحظة ولادته الى سن بلوغه وهو ال21 عاما، كالنقدية السخيه التي تقدمها السويد لجميع الاطفال المقيمين على اراضيها ، ومضاعفة هذه النقديه للطفل اليتيم او المجهول الاب او ابن المطلقه الذي لا يتمكن والده من دفع اعالته لاسباب اقتصاديه او مرضيه .
وان يعاقب عقابا رادعا كل من يستغل ضعف واحتياح الطفل فيحاول استغلاله جنسيا .

ان تلزم الدوله والمنظمات الاجتماعيه بتمويل دور الايتام وذوي الاحتياجات الخاصه ، وان تكتشف المواهب الدفينه لدى هؤلاء الاطفالوعلى المسؤويلن مسؤولية تشجيعها ، فالطفل ومهما كانت درجة عوقه يبدع في مجالات عديده ان تلقى الرعاية الطبيه والصحيه والانسانيه الحقيقيه .

وان يحمل سجن الاحداث مواصفات انسانيه بمستوى راق من حيث المبنى والغذاء وتوفر المربين الاكفاءوالاطباءالنفسيين، للاخذ بيد الطفل وحمايته من الدخول في عالم الجريمة والعنف (فالعنف لا يولّد الا عنفا ).
ان تنشأ المدارس المهنيه ، التي تتيح للطفل العراقي (بعد المرحلة المتوسه )ان يدخل معترك الحياة بوعي مهني صحي خال من مخاطر العوق او الموت .
هذه بعض النقاط المهمه التي يقع على عاتق الدوله مهمة تنفيذها فورا ، فيكفي ماعاناه الطفل العراقي ، ولا يمكن بناء مجتمع سليم معافى والطفولة فيه مهدده ، فالاطفال هم جيل المستقبل الذي ارجو ان يكون جيلا صاعدا لاهابطا ، وهذا لايتم الا ان اتحدت كل الايادي الخيّره في بنائه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رائع
tania ( 2009 / 5 / 25 - 20:47 )
مقال اكثر من رائع ياريت الحكومة والمسؤلين في العراق يفكرون بهذه الطريقه مع العلم ان معظمهم عاشو بلخارج ويعرفون مدى اهتمام الدول المتحضره بنفسية الفرد وبلاخص الطفل لانه المستقبل هذا اذا فعلا همهم ان يكون للعراق مستقبلا مشرق


2 - رأي
سيمون خوري ( 2009 / 5 / 26 - 04:28 )
الموضوع المطروح جيد ، الشعب العراقي بكافة مكوناته العرقية تعرض عبر التاريخ القديم والحديث الى ظلم تاريخي ،ليس أقلها مذبحة الحجاج وصولا الى مذابح صدام. سواء في الاهواز ام في الشمال . المهم ان الموضوع المطروح ممكن تطويره الى حملة عالمية لحماية الطفل العراقي ، خاصة وأن هناك معلومات لا أملك تأكيدا على صحتها وتناقلتها بعض وسائل الاعلام الاوربية حول الاستغلال الجنسي للاطفال وحتى بيع أعضائهم البشرية وهذه الحملة من الممكن أن تكون بمشاركة موقع الحوار المتمدن في حال عدم إعتراض الاخوة القائمين على الموقع بالاشراف على هذه الحملة وعبر مختلف وسائل الاعلام المتاحة لنا وبالتعاون مع منظمات ديمقراطية عالمية. تحية خالصة لجهودك.


3 - أخشى ما اخشاه من هذه المقاله
سلام الشمري ( 2009 / 5 / 26 - 18:08 )
اخشى ان ياخذ احد تيارات الدولة العراقية هذا المقال على محمل الجد

فيسعون الى اصدار تعليمات قانونية بمنع عمل الاطفال تتحول خلال ايام الى هراوات لجمع الاتاوات من الاطفال العاملين او من اهاليهم مقابل اشاحة النظر عن المخالفة
او ان تصدر قوانين لضمان الطفولة يسجل تحت ظلها غير المحتاجين لاستلامها مقابل المعلوم, ويحرم منها المحتاجين فعلاً, أِلا أذا اثبتوا انهم يعيشون في السويد
اخشى ان ينشأ احدهم محاكم تفتيش للبحث عن ذوي المواهب الدفينة لضمان دفنها في مؤسسات تعليمية تعطيلية تسمى مدارس المتميزين حيث التدريس لا يختلف نوعياً عن تدريس الملالي القدماء
اخشى من الامر بزيادة مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة من طراز دار الحنان
اخاف ان يبنوا سجون احداث يجمع فيها التربويون واطباء النفس ويترك الاحداث الجانحون طليقين في الشوارع
الويل يوم نبني مدارس مهنية لتعليم صناعة الزناجيل والقامات جنوباً والدرباشات والدفوف غرباً
هذه هي النقاط المهمة التي يجب فيها على كل التقدميين عرقلة قيام الدولة بتنفيذهافوراً
يكفي ماعاناه الكبار
الدور الآن للاطفال
يرجى عدم التزاحم


اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح