الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطفال العراق كيف كانوا وكيف اصبحوا؟؟؟

توري جاسم المياحي

2009 / 5 / 27
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


بمناسبة اليوم العالمي للطفل لابد للمرء من التفكير بواقع الطفل العراقي ..كيف كان وكيف أصبح خلال سبعين سنة من عمري .. ففي الأربعينات من القرن الماضي كان عدد سكان العراق يتراوح ما بين 4-5 ملايين نسمة يشكل عدد الأطفال حوالي النصف .. مقسمين على ثلاث شرائح ..سكان المدن ..سكان الريف ..والبدو الرحل ... وحديثي هذا سيقتصر على أطفال المدن وبالذات أطفال بغداد لأنني من مواليد بغداد .. ولأكون أد ق عن الرصافة ومحلاتها (جمع محلة ) .. إما سكانها فكانوا خليط من المسلمين والمسيحين واليهود ...وكان أطفال المحلة بالضرورة من نفس الخليط .. وكانت أزقة المحلة الملتوية والمتشعبة و والتي لايتجاوز عرضها الثلاثة أمتار في أحسن الأحوال .. وكانوا يلعبون في هذه الأزقة لعبهم البسيطة والبريئة وفي كثير من الأحيان يشترك الأولاد في لعبهم كلعبة التوكي والقفز على الحبل أو الجلكة اوالدعبل أو الجعا ب أو الشنطرة وبلبل .. وكان هؤلاء الصبية وأهاليهم تسود بينهم الألفة والمحبة والتعاون والتآزر .. بحيث يحس الزائر للمحلة كأنه يزور عائلة واحدة ... إما المستوى ألمعاشي لهذه العوائل يتباين بين عوائل تنتمي للطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة ولا تخلوا المحلة من بعض العوائل الغنية وهم قلة قياسا بالآخرين .. وما يحضرني اليوم عن تلك الحقبة هو وجود رياض الأطفال التي تربي الأطفال على مبادئ النظافة والرياضة السويدية وحب المجتمع والوطن بأساليب بسيطة ومحببة بل مشجعة للطفل .. واذكر منها روضة باب الشيخ للراهبات .. وهذه الروضة كانت تقبل الأطفال من كل الأديان والمذاهب .. وبلا تمييز .. وكانت إلى جانبها توجد روضة الحسينية في الصدرية والتي تشرف عليها إحدى الجمعيات الأهلية .. والى جانب هذه الرياض كانت تود الكتاتيب التي تفتح في الجوامع لتعليم وتحفيظ القران الكريم .. وهكذا وجدنا إن تلك الاجيال تربت على ايادي خيرة المربين فاثبتوا بمرور السنين حبهم للوطن والمجتمع والإخلاص للمبادئ التي تربوا عليها ..
إن تغيير انظمة الحكم في العراق وتوالي الانقلابات و الحروب والانفجار السكاني وانهيار الأخلاق وضعف الحس الوطني و تنامي حب الذات عند السياسيين وإهمال العملية التربوية من كافة النواحي كانت نتيجتها على الطفل والمراهق العراقي .. ماذا ننتظر من خمسة ملايين طفل يتيم .. ومئات الألوف ممن غيب إبائهم في السجون ألعراقية والأمريكية ؟؟؟ ماذا نتوقع من أطفال يترعرعون بين الجوع والفقر والجهل ؟؟؟ ماذا نتوقع من دولة محاصصة طائفية ضعيفة أن تقدمه للطفل العراقي ؟؟؟ ماذا نتوقع من عصابات لاضمير عندها تبيع الطفل العراقي بثمن بخس في سوق النخاسة ..؟؟؟ ماذا نتوقع من أطفال ينشئوا وإبائهم مرميين في السجون بلا اسم وهوية وحتى بلا تهمة أو محاكمة ؟؟ ماذا ننتظر لأطفالنا وتجار المخدرات والحبوب يصولون ويجولون بحرية ؟؟؟ إما استخدامهم وضمهم إلى تنظيمات أشبال الشياطين للتفخيخ والقتل والتفجير والإرهاب فهذه هي أعظم الكوارث التي تعرض الطفل العراقي .. فمتى يصحوا ضمير العالم لإنصاف هذا الطفل البائس ؟؟؟؟؟؟ ومتى تنتبه العوائل لهذه الحقائق المرعبة والتوقف عن إنجاب الأطفال ورميهم في أتون المحرقة بلا ذنب ارتكبوه ؟؟؟؟متى ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاطفال
حسام خالد ( 2009 / 5 / 27 - 11:51 )
السلام عليكم
الاطفال يعانون من أضطهاد مستمر في المنزل و المدرسه والشارع
وكل وقت وزمان
فهل يبقى طفل طفلآ؟؟؟؟؟؟؟
اذا عانا الطفل من اي مشكله في الصغر
سيولد شاب منحرف في المستقبل
اذا يعاني عدد كبير من الاطفال من ضرب الشديد في المدارس
هل سيغير الطفل نظرته الى المستقبل وكيف؟؟؟؟
وفي المدارس من المطلوب يسمى وازاره التربيه
بوزاره الرشاوي
ليس تربيه يحتاج الاطفال الى تربيه في المدرسه والبيت

اخر الافلام

.. 1.5 بالمئة من سكان العالم نازحون قسريا | الأخبار


.. الدعم العسكري لأوكرانيا: ورطة أوروبية بلا مخرج؟ | بتوقيت برل




.. المؤثرة الجزائرية لينا تكشف حقيقة علاقتها المثيرة مع صفحات ا


.. يورو 2024.. التوقعات للمتأهلين من المجموعات النارية في ألمان




.. رفح تحت النار.. ما جديد مساعي التهدئة في غزة؟ | #رادار