الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستتصادم اميركا مع اسرائيل ؟ وماهو المطلوب من العرب ؟

محمود الشمري

2009 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عاملين جديدين دخلا للمعادلة السياسية في الشرق الأوسط حاليا , الأول هو الضغط الأميركي على الحكومة الاسرائيلية لدخول محادثات جوهرية مع الفلسطينيين لأيجاد حل نهائي للمشكلة القائمة بينهما على اساس حل الدولتين والثاني هو سعي امريكا للحوار المباشر مع ايران .
ان الفرق بين طرح اوباما مشروعه لحل المشكلة الفلسطينية-الأسرائيلية وبين طرح من سبقه من الرؤساء الأمريكان هو أنهم قاموا بذلك في نهاية فترة رئاستهم وحاولوا استخدامه كدعاية انتخابية , أما اوباما فأنه طرح االمشروع منذ بداية فترته الرئاسية وخلال المائة يوم الأولى بالتحديد أي انه يعتبره هدفا ستراتيجيا لابد من تحقيقه وستكون سياسته على المحك بسبب ذلك طيلة فترة رئاسته الأولى كما ان النجاح في تحقيق السلام سيكون مصدر قوة له اذا ما رشح نفسه كما هو متوقع لفترة رئاسة ثانية .
اوباما يرى ان الوقت قد حان حتى تتخلى اسرائيل عن بعض مطاليبها لغرض انجاح المباحثات مع الفلسطينيين, وتصريحه بأن( حل القضية هو مصلحة امريكية) قد أحرج اسرائيل التي مازالت تراوغ بشأن ذلك الحل .
وكما يبدو فان حكومة نتنياهو قد تراجعت عن مفهوم الحل القائم على الدولتين ولم تظهر أي علامة على ايقاف بناء المستوطنات أو غيرها من القضايا المثيرة للجدل سوى تصريحات وزير الخارجية الأسرائيلي ليبرمان الأخيرة بضرورة ازالة بعض المستعمرات العشوائية ولو بالقوة ولكن بقيت هذه التصريحات مجرد كلام بلا تنفيذ .
كما لم يكن هناك في كلمة شمعون بيريز أمام لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الأمريكية مايشير ان حكومة نتانياهو على استعداد لتقديم أي تنازلات كبيرة للفلسطينيين ولو أن نتنياهو ذكر مسألة اقامة دولة فلسطينية لأول مرة في تصريح له مؤخرا ولكن اسلوب اتخاذ مواقف متساهلة واطلاق تصريحات مرنة ومن ثم التنصل منها هو اسلوب اسرائيلي معروف وغير جديد, ولكن لم يكن هناك في خطاب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام اللجنة نفسها ما يشير إلى أن الإدارة الأميركية مستعدة لسحب طلبها على وضع حد للمستوطنات والحل القائم على دولتين أي نجد انه هناك اصرار امريكي للوصول الى حل للنزاع .
ان هذا المسار الذي يوحي باحتمال التصادم بين الحليفين امريكا وأسرائيل يتطلب من العرب ان يستغلوه أفضل استغلال ويجب عليهم ان ينزلوا الى الملعب ولايبقوا في مواقع المتفرجين وعليهم أن يستفيدوا من التوجه الأمريكي الجديد هذا بمحاولة تفعيل المبادرة العربية التي طرحت عام 2002 او طرح مبادرة جديدة خاصة وان اوباما سيقوم بزيارة المنطقة مطلع الشهر المقبل , وعليهم أيضا ترك الأسطوانة المشروخة التي يرددونها دائما بأن أمريكا لا تتخلى عن اسرائيل مهما حدث والتي سببت للعرب حالة احباط وتواكل وتكاسل عن الأمساك بخيط المبادرة لتوجيه الأحداث أو الأستفادة من معطياتها .
وكذلك يجب على العرب استغلال ألأختلاف بينهما حول الموقف من ايران . فاسرائيل تحاول ربط مسألة حل القضية الفلسطينية مع مسألة انهاء التسلح الأيراني رغبة منها بايصال الحل الى طريق مسدود أو جني مكاسب جمة من وراء ذلك الربط , بينما اوباما يعتقد ان محاولات اسرائيل رمي ايران في وسط المعمعة لاعلاقة له و لن يساعد في ايجاد حل للمعضلة.
انها مجرد مسألة خلط أوراق يستفيد منها نتنياهو لتنفيذ خطط اسرائيل الستراتيجية بتقمص دور المظلوم والأستفادة القصوى من تصريحات أحمدي نجاد بضرورة مسح اسرائيل من خارطة العالم .
ان المباحثات الأمريكية المباشرة مع ايران قد تؤدي الى حل للمشاكل العالقة بينهما وبالتالي قد تؤدي الى القبول نوعاما ببرنامج ايران النووي والأعتراف بايران كقوة مؤثرة في المنطقة تساهم في صنع القرار الدولي فيها من خلال محاولات امريكا بجعل ايران (داخل الخيمة) وليس خارجها في المحادثات حول العراق وباقي المشاكل في المنطقة .لكن احتمال التوافق بين امريكا وايران ضعيف حاليا وذلك لكثرة المشاكل العالقة بينهما والأختلاف الجوهري في طريقة التفكير ووجهات النظر ولكن ذلك قد يكون ممكنا في حال انتخاب رئيس ايراني معتدل في الأنتخابات الأيرانية القريبة .

اذن المطلوب من العرب استغلال قضية التسليح الأيراني لصالح قضية فلسطين مثلما تحاول اسرائيل من جانبها اقناع امريكا بالضغط على ايران بالتخلي عن برنامجها النووي خوفا على أمنها واستقرارها . لذا على العرب قبول تقرب ايران اليهم وعليهم كسبها لهم واعتبارها سند لقضيتهم للضغط على اسرائيل , خاصة وان ايران لاتمانع من لعب هذا الدور بل مارسته فعلا من خلال دعمها لحزب الله وحماس في حربيهما مع اسرائيل . أما مانراه من توجس عربي من ايران النووية والأبتعاد عنها بحجج مختلفة فأنه يصب في مصلحة اسرائيل النووية التي ستنفرد بالعرب اللانوويين .
لقد بدأ نتنياهو بمغازلة العرب الممتعضين من تنامي دور ايران في المنطقة وقد عرف انهم ليسوا مسرورين بذلك لأنه يذكرهم بدور الشاه في وقت ما . السعودية ومصروالأردن وبعض دول الخليج تريد ابقاء ميزان القوى كما هو وذلك للبقاء على العلاقات الدافئة مع اسرائيل والغرب وان دعم ايران لحماس وحزب الله برأيهم قد ساهم في توتير الأجواء العربية وهذا ماسبب تحريك المياه الراكدة وأحدث ضوضاء في المنطقة ساعدت في تحريك الشارع العربي الساكت عن استبداد الحكام لأسباب عديدة. ولكن هذا الموقف يصب في غير مصلحة قضية العرب الأساسية بل هو خيانة لها حيث انه ان قدّم الحكام مصالحهم على مصلحة الأمة ففي ذلك تدمير لتطلعات تلك الأمة وضياع لمستقبلها.

وإذا كان الانتشار النووي في الشرق الأوسط هو الشاغل الرئيسي لامريكا اضافة لحل الصراع العربي الأسرائيلي ، فلنستغل ذلك ولنطالب اوباما والعالم بمناقشة وضع ترسانة اسرائيل النووية وهذا ما سيضعها في وضع لاتحسد عليه وسيكون ورقة ضغط اخرى عليها . ومن المؤكد أنه ان تم ذلك فأنه سيحرج ايران ايضا التي تشير دائما الى تجاهل امريكا والعالم لبرنامج اسرائيل النووي والتشدد معها وبالتالي سيتخلص العرب أوعلى الأقل سيقلّموا اظافر متعملقين نووين في المنطقة اضافة الى مكسب حل نزاع دام 60 عاما .
اظن ان الوقت قد حان لتحرك عربي مركز ومدروس وسريع قبل أن يستطيع اليهود تغيير سياسة اوباما المرنة لصالحهم أو أن يقوم أحد المتعصبين التوراتيين بأغتيال الرئيس الأمريكي المرن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال