الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإضراب عن الطعام والوقفات الاحتجاجية

صلاح الأنصارى

2009 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لم تعرف مصر طوال تاريخ الحركة العمالية المصرية والذى يزيد على مائة عام، موجات متلاحقة من الإضرابات العمالية، كالتى حدثت فى السنوات القليلة الماضية، والتى تضاعفت وزادت وتيرتها يوماً عن يوم فى طول البلاد وعرضها نظراً لسوء الأحوال المعيشية والاقتصادية للعمال.
احتج العمال بأشكال عديدة مدافعين عن لقمة عيشهم، والوقوف ضد بيع مصانعهم وتصفيتها، والأمل فى تنظيم نقابى مستقل، أضرب العمال وتجرأوا على الاستبداد القانونى الذى يقيد الحق التاريخى والإنسانى للعمال فى ممارسة الإضراب، وأتى الإضراب طائعاً لإرادتهم، محققاً لمطالبهم، منمياً للقدرات التنظيمية للمضربين فى قيادته.

عاملات مصر
ولا تخلو الإضرابات التى حدثت من مشاهد مشرقة، وكان المشهد الأكثر إشراقاً هو دور المرأة العاملة فى القطاع العام والخاص وفى المصالح الحكومية، دورها البارز فى قيادة الإضرابات كما حدث فى شركة "المنصور- إسبانيا"، ودورها للمشاركة بإيجابية عالية فى غزل المحلة، والضرائب العقارية والمطاحن وغيرها.

الإضراب عن الطعام
يشكل الإضراب عن الطعام ملمح واضح فى الإضرابات العمالية يستحق الوقوف حياله وتحليله، ففى شركات كثيرة وقعت فيها إضرابات، كان هناك تصعيد للموقف بالإضراب عن الطعام، فعلى سبيل المثال لا الحصر "شركة جنوب الوادى للبترول بأسوان، أسمنت حلوان، المنصورة /إسبانيا، القناة للترسانة النيلية، ومدرسات بالأقصر.. وغيرها".
والإضراب عن الطعام أو ما يسمى "إضراب الأمعاء الخاوية" كما عاهدته شكل من أشكال النضال يلجأ له السجناء المعتقلين والأسرى رغماً عنهم من أجل الحياة الكريمة، وانتزاع حقوقهم الأساسية، وهو إضراب يمارس بإرادة صلبة والاستعداد لمواجهة الموت الشريف على الحياة فى خنوع، لكن السؤال الذى يتبادر فى هذا الشأن هل الإضراب عن الطعام كوسيلة لتحقيق المطالب العمالية أمر ضرورى؟ أم أن هذا يعكس حالة من الإحباط وفقد الأمل فى استمرار النضال العمالى إذا لم يحقق للعمال مكاسب فى أول جولة.
الوقفات الاحتجاجية
تأخذ الاحتجاجات بشكل عام أشكالاً مختلفة وتتنوع أساليبها كالإضرابات والاعتصامات والتظاهر، أو الوقوف احتجاجاً، وقد شهدنا عدد كبير من الوقفات الاحتجاجية فى السنوات السابقة للحركات الاجتماعية والمهنية المتباينة فى الأهداف والأسلوب كحركة كفاية، والقضاه، والأطباء، وأستاذة الجامعات.. وغيرها.
ثم أصيب العمال بعدوى الوقفات الاحتجاجية فى نزاعهم مع أصحاب العمل، والمعروف أن جوهر الوقفات الاحتجاجية هو تنبيه الرأى العام والسلطات المعنية وغالباً ما يتم اختيار المكان بحيث يحقق الصلة الرمزية أو الفعلية بالموضوع المثار، صحيح أن الحركة العمالية بشكل عام لم تمارس هذه الوقفات الاحتجاجية، إلا أن هناك أجزاء منها فعلت ذلك، فبعض عمال المصانع والمصالح الحكومية تركوا أماكنهم الطبيعية وتظاهروا أمام ما يسمى مبنى الاتحاد العام للنقابات، أو اعتصموا داخل المبنى، فالاعتصامات داخل المبنى قوبلت بالإهمال وهو أقل ما يوصف به المشهد، والواقفون احتجاجاً على الرصيف لم يجدوا من يحاورهم، قد يكون للعمال العذر باختيار المكان للإعلان عن غضبهم أو سخطهم على التنظيم النقابى، لكن خطورة هذه الوقفات أنها قصيرة الزمن، ولا تخلق أى موقف تفاوضى، وقد نعمل على خفض الروح المعنوية للعمال، لشعورهم بأنهم لم يحققوا تقدماً ملموساً فى تحقيق مطالبهم، ومن ثم إضعاف قوتهم، وقد يرى البعض أن هذه الوقفات تصل للرأى العام من خلال الفضائيات التى تبثها، ونرى أن حتى ذلك يمثل تجميلاً للواقع بأن هناك ديمقراطية وممارسات احتجاجية على الهواء، لكنها ديمقراطية حبيسة الأرصفة وغريبة عن ثقافة الطبقة العاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار