الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بدلا من ديمقراطية الخطوط الحمراء نريد حفنة حرية
فرات مهدي الحلي
2009 / 5 / 30كتابات ساخرة
سمعتُ مرة عن عراقي كان يقيم في فرنسا و يدرس في كليتها العسكرية هناك , كان صاحبنا العراقي متعودا على الشعارات الثورية أبان تلك العهود البائسة في حياة الشعب العراقي و كان جزءا من قناعته الشخصية أن الديمقراطية التي تتحدث عنها أوربا و النظام العالمي الجديد هي مجرد شعارات تستعمل ضد الأنظمة الإسلامية و الشرقية الغنية بالخيرات .... و الخ من الأفكار لا تعدو نظرية المؤامرة ...
يقول صاحبنا : كنت امشي في احد شوارع مدينة باريس العظيمة فاذا بي المحُ على مقربة مني شخصا يرتدي دمية حمار و يحمل قطعه مكتوب عليها "هذا رئيس الوزراء " , و على مقربة من هذا الشخص توجد سيارة شرطة !! .
يواصل صاحبنا الثوري العراقي وصف المشهد فيقول : أسرعتُ و ذهبت الى الملازم الذي كان موجودا في دورية الشرطة و عرفتُ له نفسي , ثم طلبت منه أن يجيب على سؤال كان ينهش في صدري , فقال له الشرطي بالانكليزية : نحن في خدمتكم تفضل , و كرر العبارة بالفرنسية ! ... فما كان من صاحبنا إلا أن يقول له و بعبارة تعتريها الصبغة التي اعتدنا عليها أبان تلك الحقبة حيث الهتاف و الاستنتاجات التي تتمنطق على غير منطق , ليقول للشرطي : حضرة الملازم ... أن هذا المشهد الذي انتم فيه يفضح زيف السياسة التي تتبعها فرنسا و دول أوربا و أمريكا فان يا حضرة الملازم تحاول إلقاء القبض على هذا الذي يتطاول على رئيس الوزراء ! و أنكم و أنكم .... الخ
ما كان من الشرطي الفرنسي إلا أن يقول : حضرت الضيف الكريم .... لقد تجاوزت أنت بهذه العبارات على النظام الفرنسي برمته و تجاوزت على حقوقك كضيف في بلادنا , لكني باسم النظام الفرنسي لا املك السلطة أن القي القبض عليك بما قلت كتهمة , و قد عفوت عنك لجهلك بما نقوم به هنا اتجاه هذا المواطن , فنحن هنا في حماية هذا الموطن من الأشخاص المؤيدين لرئيس الوزراء و الذين قد يغلب على سلوكهم العنف و يتناسون حرية التعبير .
هكذا هي الديمقراطية التي نحلم أن نراها في العراق حين تصبح أجهزة الأمن في خدمة المواطن حقا وليس شعارا يكتب على جداران المخافر و السيطرات , ديمقراطية تجرم الرجوع الى المشايخ و علماء الدين و المطربين ما دمنا في ظل نظام جمهوري و دستور لا ينص على استشارة المشايخ و السادة في الشؤون البلاد العليا و مقرراتها , ديمقراطيتنا تحترم الأخر في حجمه الصحيح , فخريجو المدارس الدينية و أصحاب العمائم و لا يصلحون إلا لإدارة الجوامع و الحسينيات و الأوقاف الشرعية , و على من يدخل ميدان السياسة يتحمل شتائم الناس و غضبهم و مشاعرهم بكل رحابة صدر , و يتناسى انه ابن السلالة العلانية القحطانية العدنانية الزبيدية الهاشمية العلوية الأيوبية العمرية الخ ... و أن يحاول أن يتفهم حال الشعب و يضع الحلول التصحيحية للمشكلات التي تُطرح و تُثار بدلا من أن يدعي الديمقراطية و يحاسبهم وفقا لقانون الطوارئ و مكافحة الإرهاب و الاتجار بالمخدرات و الافكار ! أن الحلول الممكنة للمشكلة العراقية تتلخص بإعطاء كل ذي حق حقه , و الإيمان بالمصالحة الوطنية بفلسفة تختلف عن مبدأ رشى العشائر العربية الأصيلة في الشمال و الجنوب و الوسط , و تحويل النظام الجمهوري للبلاد الى نظام عشائري قبلي لا يختلف كثيرا عن نظام صدام بعد غزو العراق للكويت .
كل هذا و بدلا من الخطوط الحمراء حول فلان الدامستاني و فلان الهاشمي و كاكا علان الجاف ! نريد حفنة حرية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الحريات ليست عطايا , بل هي استحقاقات
خويندكار
(
2009 / 5 / 30 - 17:42
)
أخي ألعزيز فرات .. رائع أنت في ما ذهبت اليه , ولكن بودي القول لو سمحت : أن الحريات كانت على الدوام حقوقا مكتسبة للناس وعلى مدى العصور وألأزمان وألأمكنة , كانت تهضم من قبل السلطات ألمتسلطة على رقاب الناس , والناس ينتزعونها أنتزاعا بالكفاح والجهد والمثابرة والتضحيات , أعتقد _ ولست جازما _ بأن الشعب العراقي قد انتزع حقوقه بدرجة كبيرة , وهو يمر الآن بمرحلة أنتقالية لاتخلو من عثرات لكن الشيء الأكيد هو أن لاعودة للأستبداد بالشكل ألذي كان , وما زلنا بحاجة الى المزيد من النضال على مستوى تنوير النشىء بأفكار الديمقراطية وحقوق ألأنسان لنتعامل وفقها لكونها السبيل ألأوحد لرقينا . تحياتي القلبية
.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي
.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح
.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة
.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ
.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ