الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الله الإرهابي يدعوكم لفنجان قهوة

عطا مناع

2009 / 5 / 30
كتابات ساخرة


اعتذر منكم، لأنني أزعجكم وأثقل عليكم وأقض مضاجعكم خاصة أصحاب الأحلام الوردية الذين لا وقت لهم لصغائر الأمور ومشاكل الفقراء المهمشين في المخيمات الفلسطينية، مرة أخرى أيها الناس أحاول أن أسلط الضوء على ألكارثة التي ألمت بمخيم الدهيشة، أنها كارثة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، ومشكلة العجز الفاضح للمختصين الغير قادرين على تشخيص المشكلة التي تكاد تسحق ما تبقى من كرامة إنسانية لدينا نحن المسحوقين الذين تعاملوا معنا في يوم من الأيام حطبا لثورتهم ألتي إدارات ظهرها لنا.
خرجت عن الخط، لكنني أشعر بالقهر لشعوري بالظلم المركب ، أليس الشعور بالظلم هو بداية الثورة علية، لكن الظلم الذي يعانيه أطفال وسكان مخيم الدهيشة الملوث بمياه الصرف الصحي لا شبيه له أيها السادة،أنة الظلم المركب ألذي لا علاج له إلا بوقفة حقيقية باستنفار كل الطاقات لمعالجة مشكلة ستحصد ما ستحصد من الأرواح وفي رمشه عين، أنا لا أحرض كما وصفني أصحاب الأبراج العاجية والأحلام الوردية والحسابات الشخصية، وأنا لا أنشر الإشاعات كما يحلو للبعض أن يقول، أنا هنا أحذر من الكارثة، أنا أدعوكم أدعوكم لتناول فنجان قهوة في مخيم الدهيشة وسنحاول أن تكون محتوياته نقية.
هي دعوة خاصة لكل منكم من عبد الله الإرهابي المعثر المغلوب على أمرة الملاحق من شياطين الأرض والسماء، ادعوك سيدي ألرئيس محمود عباس، ادعوك سيدي رئيس الوزراء سلام فياض، ادعوا الكتل النيابية بدون استثناء لتناول فنجان قهوة وليتنشقوا أجواء التلوث، ادعوا حركة فتح ,حركة حماس، ادعوا الجبهة الشعبية وكل الجبهات، ادعوا الصحفيين والأكاديميين والمهتمين بحقوق الإنسان،أدعوا أنصار اللاعنف وأنصار العنف أيضا ادعوا الشهداء والأسرى والجرحى والأموات الأحياء والأحياء الأموات لجولة في عالمنا الغريب، ادعوا ياسر عرفات الذي طلب من سكان المخيم أن ينجبوا عشرة أطفال هدية للمقاومة وفلسطين.
أنا عبد الله الإرهابي لقيط المرحلة، النبتة الشيطانية التي يتمنى البعض لو أنها لم تكن، أنا بضاعة القرن الواحد والعشرين المعروض في أسواق المنحرفين الذين باعوا كل ما وقعت أيديهم علية، وأنا المنسي حتى من الله حيث لا تنفع صلاة الاستسقاء لسد رمق العطاش في المخيم المنكوب.
تعالوا يا أصحاب الفكر وجهابذة السياسة لنضعكم في صورة الكارثة التي ألمت بنا، ولكن قبل ذلك أريد أن أقول لكم أنهم أعلنوا حالة الطوارئ في منطقتنا ووطننا بعد ظهور حالات من أنفلونزا الخنازير وراء المحيطات، عقدوا الاجتماعات واستدعوا أصحاب الاختصاص رغم خلوا وطننا من هذا المرض الذي قد لا نتعرض له، طلبنا منهم أن يعلنوا المخيم منطقة منكوبة، لكنهم لم يتجرؤوا، صحيح أنهم والمقصود وكالة والغوث وسلطة المياه الفلسطينية ممثلة بسلطة المياه والمجاري يتواجدوا عندنا كل يوم يأخذوا العينات ويفحصوا ما يرى بالعين المجردة وهذا جهد نشكرهم علية إلا أنهم عاجزون عن التشخيص وعاجزون عن الفعل، إنهم يتخبطون في خضم الكارثة دون أي فعل علاجي.
دخلنا الأسبوع الرابع والتلوث يقف على أبوابنا متحفزا للفتك بنا رغم الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الجهات المتابعة، نحن ألان بين سنديان التلوث ومطرقة العطش، أن خزانات المياه التي تمد المخيم بما توفر لن تقينا عطش الصيف، والمشكلة قطعا تتفاقم، والحديث يجري عن شبكة جديدة وهي حتى ألان بعيدة المنال، والموت قد يخطف احدنا أو بعضنا في كل لحظة، لا أضخم ألأمور لكنني أناقش الواقع كما هو بعيدا عن المساحيق التجميلية والنقاش البيزنطي، يا سادتي ندعوكم لتناول فنجان قهوة في مخيمنا المنكوب، ندعوكم لتتحملوا المسئولية تجاهنا لأننا بشر مثلكم.
سأذهب للنوم أنا عبد الله الذي ما كان يوما إرهابيا، وأترككم لعالمكم، وتذكروا أنني دعوتكم لفنجان قهوة، أحذركم أننا لا نريدكم أن تحتسوا في مخيمنا القهوة السادة وتترحموا على أرواح أطفالنا كما جريمة برك سليمان التي أخذت من اثنين من أطفالنا الأبرياء لعيون الاستثمار الأسود، أيامها قالت لي الوزيرة مريم أبو دقة بحضور محافظ بيت لحم القوا بابن مسئول في برك سليمان، كلماتها دغدغت مشاعر الحاضرين وخاصة أن هذه الكلمات صادرة عن وزيرة في السلطة الوطنية الفلسطينية، لحظتها تذكرت بعض الكلمات التي ضاعت في فوضى المرحلة والتي تقول.
سجل أنا عربي، ورقم بطاقتي خمسون ألف، وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف،سجل يرأس الصفحة أنا لا أكرة الناس ولا أسطوعلى احد، ولكني إذا جعت آكل لحم مغتصبي، حذار من جوعي ومن غضبي....... لا زالت دعوتنا لكم قائمة وهي شخصية ومباشرة .
كاتب صحفي يسكن في مخيم الدهيشة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين الإحساس باالمسئولية؟
المعلم الثاني ( 2009 / 5 / 29 - 21:39 )
أعلم جيدا قسوة ما سأكتب...... لكن أجدني اليوم مضطرا لطرح المسائل كما أراها فإن غيري لم يتطرق إليها لعلها لبعض شفقة منه على حال من لا عقل لهم ..لكن المواجهة ضرورة واجبة لتفادي جرائم انسانية ترتكب يوميا بدون أي إحساس

ابدأ أولا بالتأكيد على أن كل سياسي فلسطيني مسئول وأن من أول واجباته الحفاظ على أمن وكرامة وصحة شعبه...,

و أقر ثانيا أن اسرائيل دولة قامت على الظلم والجور والبطش والعدوان والجريمة والخسة والدناءة والانحطاط...إلخ...إلخ......

ثم أحدد المسئول الثالث وهم من ادعوا أنهم أشقاء : وقد جعجع القومجيون والاسلامويون كثيرا لكن دون أن يفكروا في مشروع لنقل اللاجئين إلى الدول الشقيقة فاحشة الغنى وذات الأراضي الشاسعة حيث كان سيعمل بكرامة ويفيد من يأويه....
كل مليارات القومجيين والاسلامويين التي انفقت على الحروب والسلاح والدمار لم يفكر أحدهم في انفاقها من أجل حياة فلول اللاجئين..



ولكن..



هل ينتظر كاتبنا من السياسيين والقادة الأصدقاء والأعداء أن يكونوا أكثر منه حنانا على أولاده ؟؟!!

ألا يخجل القائل (أطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف) من جريمته في جلبهم للدنيا وإغراقهم في الأوحال والذل ؟

ألم يستطع الصبر على الزواج أو حتى است

اخر الافلام

.. -شد طلوع-... لوحة راقصة تعيدنا إلى الزمن الجميل والذكريات مع


.. بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر تنظم مهرجانا دوليا للموسيقى ت




.. الكاتب في التاريخ نايف الجعويني يوضح أسباب اختلاف الروايات ا


.. محامية ومحبة للثقافة والدين.. زوجة ستارمر تخرج للضوء بعد انت




.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة