الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوامة الفساد

كاظم الحسن

2009 / 6 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المخيب للامال ان يأخذ الفساد المالي والاداري في العراق صورا ملتوية ومتعددة بحيث يصبح من الصعوبة بمكان مراقبته ومكافحته وحصر اثاره المدمرة للدولة والمجتمع وحالة العدوى تكاد تعصف بالكثيرين وتخلط الاخضر با ليابس وذلك لانعدام المعاييروالمقاييس لفترات طويلة وتتحمل الانقلابات العسكرية مسؤولية كبيرة لانهااستحدثت نظرية جديدة لادارة الدولة والمجتمع تعتمد على مااطلق عليه(اصحاب الثقة) وهذا يعني ان تتنازل الدولة عن الشروط والاستحقاقات الطبيعيةالتي يتدرج فيها المواطن في السلم الوظيفي والاجتماعي وهي اليات تحمل بذورالفناء في احشاء الدولة وسوف تترك اثارها لاحقا على المجتمع .
وحتى النظرة السائدة لتقييم رجال الدولة لاتأبه الى المهنية والكفاءة والنزاهة والقدرةعلى الانجاز ، مما تجعل السياسي في حل من وعوده وعهوده وهي حالة تتطابق تماما مع الانظمة المستبدة التي لا تخضع للانتخا بات وبالتالي يصبح الشعب هو الذي يعاهد الدكتاتورعلى ا لطاعة وليس العكس وهذا الحال سوف يراكم الكوارث الاقتصادية والازمات والخلاص هنا المزيد من البؤس عن طريق الهروب الى امام وفتح ابوب حروب لاتغلق وذالك بالاعتقاد بنظرية المؤامرة نتيجة الطريقة غيرالمشروعة التي انقضوا فيها على السلطة .
ولذالك لاغرابة عندما يقول الطاغية انه سوف يسلم العراق تراب وبهذا تكون مقولة علماء الاجتماع ( كل مرحلة تغيير هي حصاد لما قبلها ) صحيحة .
اذن البداية من التراب ، حصاد ثلاث عقود مرة، ولم يكن ذاك النظام ينظر الى المال العام على انه مال الشعب بل انه غنيمة تخصه وحده وقد يفسر ذالك سر التساهل والتسامح الذي كان يبديه الطاغية ازاء اللصوص والمفسدين والسراق لانهم كار واحد فكان يكافئ اعضاء حزبه من السراق بتعينهم مستشارين له في الوقت ذاته كان قاسيا وعنيفا مع السياسيين لانهم يهددون نظامه غير الشرعي فكان يستخدم معهم القسوة المفرطة الى حد التصفية الجسدية هذا الحال اعطى رسالة للناس ان يفعل اي شخص ما يشاء بشرط ان لايمس النظام بسوء فضلا عن ذالك ان الدكتاتور نفسه كان متهم بسرقة ثروات واموال الكويت اي انه كان قدوة سيئة وجعل من الفساد بكافة اشكاله قيمة ايجابية وان الفرد الذي يقوم بالسرقة لايتعرض للنبذ وكانت مقولتهم الشهيرة ( اسرق ولاتترك اثر) او بالعبارةالدارجة(لاتخلي واحد يشوفك) اي هناك مأسسة للفساد وتشجيع له.
في الانظمة الاستبدادية تنعدم الشفافية والوضوح والنزاهة والامانة وهذه المظاهرالمدمرة يعمل الد كتا تور علىتعميمها على مستوى المجتمع لكي يفلت من المحاسبة والمساءلة والنقد على اعتبار انها قيم مجتمعية وليست من صنع النظام .
هذا لايعني ان الوضع الجديد لا يتحمل المسؤلية ولا سيما هروب بعض
المسؤولين الفاسدين دون ان تقام عليهم دعاوى في الانتربول او ظاهرة الموظفين الوهميين الا ان هذه الاحوال يمكن اصلاحها اوتغييرها مع مرور الزمن لان الناخب سوف يعطي صوته للحاكم الذي يفي بعهوده ويحافظ على المال العام ويحسن من ظروف حياته ومعيشته ويحقق له الامن والاستقرار والرفاهية والوفرة وهذا لن يتحقق الا في ظل الانظمة الديمقراطية التي تشرك الشعب في قرارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة