الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاطفال المهمشون - الجزء الاخير

سحر مهدي الياسري

2009 / 6 / 1
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


الاطفال المهمشون - الجزء الاخير
6- الاطفال الخارجون عن القانون: ان حالة اللاستقرار والفوضى نتيجة غياب القانون وحدوث حالات النهب والسلب والحرق لدوائر الدولة.وقد مهد لان تصبح الساحة العراقية مسرحاً لعرض افلام العنف من قتل وتفجير لم يشهد لها التاريخ في الماضي مماسبب ذلك تعرض الاحداث الى التشرد والوقوع فريسة بايدي اصدقاء السوء المجرمين المحترفين.وقد سجلت المؤسسات المعنية ارتفاعاً في حالات الجنوح تحت تاثير المخدرات.
ثمة قضية اخرى تجدر الاشارة اليها وهي ارتفاع نسبة العنف الجنسي الذي يتلازم عادة مع النزاعات المسلحة والفوضى .اذ لايقتصر ارتفاع هذه النسب على الجرائم التي يرتكبها المقاتلون . اذ غالبا ماتقوض الفوضى والازمات التي تولدها الحرب حكم القانون ،تاركةالاطفال وبخاصة اولئك الذين انفصلوا عن اسرهم ومجتمعاتهم اكثر تعرضا لمخاطر العنف الجنسي او الاستغلال . وقد كان مخيمات المهجرين والاماكن والدوائر التي احتلتها بعد الاحتلال اماكن خطرة على الاطفال حيث ان مافيها من زحام زائد،ويأس وضعف في تطبيق حكم القانون يعرضهم للاساءة الجنسية ،اضافة الى ذلك ،فان الفقر والجوع وانعدام الامن التي تصاحب الفوضى وضعف وسائل الضبط الرسمية وغير الرسمية يمكن ان تكره الاطفال على الانخراط في الدعارة وهناك امثلة عديدة لاستشراء مثل هذه الحالات في بعض المدن العراقية خلال السنتين الاخيرتين.

7- الاطفال اللاجئون: في دراسة أجراها معهد بروكنز عن المرحلون داخليا في العراق internal Displacement in Iraq عام 2002 والذي اكدت فيه الدراسة على ان المرحلين داخليا في العراق هم ضحايا جداول اعمال سياسية تبنتها الدولة اضافة الى كونهم ضحايا انقسامات سياسية عميقة الجذور،فان اعدادهم قد تجاوزت(600.000 –800.000 ) الف فرد في شمال البلاد والى 300.000 فرد في الوسط والجنوب( ).
لقد كانت عمليات الترحيل تتم اما على نحو مفاجيء فترى اعداد غفيرة من الناس في حالة هروب وليس بحوزتهم سوى ملابس يحملونها على ظهورهم( ) .اوتتم بطرق بطيئة اخرى تتمثل في مشاريع انشائية واسعة النطاق تغير على نحو جذري البيئة والمثال الاساسي لها هو تجفيف الاهوار الجنوبية بهدف تحقيق اهداف عسكرية وسياسية بل وحتى اقتصادية.
لقد باتت مشكلة الترحيل احد التحديات المجتمعية في مسار النهوض المجتمعي،وان حل هذه المشكلة سيجعل اية حكومة عراقية تواجه خيارات صعبة اجتماعية وسياسية واقتصادية.
لقد تركت هذه المشكلات بصماتها على الانسان العراقي وخصوصا الاطفال،فالاحوال المعيشية للاسر المرحلة والمشردة في ارجاء المحافظات تتشابه بما فيها من بيئة خطرة للاطفال .وغالبية الاسر المشردة تعيش في مبان عامة مهجورة مع وجود اعداد اقل تعيش في الخيام او في بيوت الاسر المضيفة والمباني التي يعيشون فيها بصيغة غير قانونية لحق بها الدمار بدرجات مختلفة . والابواب والنوافذ فيها مكسرة او مفقودة كليا معرضة المشردين فيها الكثير من عناصر الاذى وليس هناك مياه جارية او كهرباء او مراحيض ويشرب الاطفال الكثير من عناصر الاذى وليس هناك مياه جارية او كهرباء او مراحيض ويشرب الاطفال المياه من مصادر مياة غير معالجة ويستعملون العراء كدورة مياه ممايجعل المخاطر الصحية التي تواجه الاطفال الذين يعيشون في ظل هذه الظروف كبيرة خاصة عندما لا تتوافر للأطفال المشردين امكانية الوصول الى الرعاية الصحية .
الى جانب هذا وذاك يشكل الأمن الغذائي أحد التحديات التي تواجه الاسر المشردة من حيث تأمين كميات كافية لحاجات الاسرة او بقاء حصص الاعاشة الاسرية من الغذاء في المواقع التي غادروها فضلا عن التهديد المستمر لاخلاء المباني الحكومية وهو ما يشكل مصدر قلق دائم للاسر ويضعها تحت تهديد دائم مما ينعكس مع الحياة اليومية للاطفال.


- تحديات البيئة اليومية
في مدن العراق بما فيها العاصمة بغداد يعيش الاطفال والراشدون معا وسط معمة القتال المميت بين اطراف متعددة ويعيشون في مناخ من الخوف والخطر وفي العديد من الممارسات يجري تفتيش البيوت من بيت الى بيت،وتحدث مداهمات للمنازل بحثا عن المشتبه فيهم،بينما المعتمدون من الاطفال والنساء ينظرون الى مايجري شاعرين بالاذلال والالم وهم يشاهدون ابواب بيوتهم،تركل بالاقدام وبيوتهم تقلب رأسا على عقب والذكور من اسرهم يقتادون تحت تهديد السلاح، وتشعر الاسر بانها لاحول لها ولاقوة وتتأزم مشاعر الغضب في صدور افرأدها لعدم معرفتها سبب اعتقال او اختطاف الاباء او الابناء احياناً والمكان الذي اقتيدوا اليه وكيفية الاتصال بهم هذه المخاوف والاحباطات يتشربها الاطفال ويتحدثون عن شعورهم بالخوف من اللصوص واطلاق النار اليومي بالقرب من مدارسهم وبيوتهم وعن حوادث وشائعات خطف الاطفال من اجل الفدية وقد اظهر ت العديد من الدراسات الميدانية ان انعدام الامن كان التهديد الرئيسي لحياة الاطفال( ).
اذا ما أخذنا بالاعتبار الفقر والصعوبات الاقتصادية والتحديات المجتمعية الاخرى(تعليم،صحة،شبكات امان اجتماعي،اسكان ... وغيرها)فضلاً عن الاثار الناجمة عن تلك الصعوبات(ايتام،مشردين،معوقين،ضحاياوغيرهم)فان الحقائق والوقائع التي تسيطر على المشهد تبدو قاتمة للاطفال والشباب.
فالاوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة وانعدام الامن يظلان عاملين رئيسين في تفاقم المصاعب والصعوبات، هذه الاحوال السائدة هي التي تضخم وتعمق هشاشة وضعف الاطفال العراقيين ومدى تعرضهم للمخاطر،وتفوض قدرة مانحي الرعاية لهم على توفير الرعاية والحماية الكافيتين . مادام الناس يحصلون على امنهم وطمانيتهم من اندماجهم بالمجتمع المحيط بهم فان الاستثمار لتحسين حياة الاطفال والشباب يعتمد بشكل اساسي على البيئة التمكينية التي يعيش فيها والتي تتمحور في ثلاثة اصناف :
الاول : السياسات والمؤسسات التي تخلق البيئة التمكينية للاطفال وتحقق لهم الاستثمار الناجح على المستوى القطاعي والكلي . وهي:
1-صحة الطفل وتغذيته.
2- المعيشة والتشغيل.
3- التعليم المستمر مدى الحياة.
4-السلوك الصحي.
5- التعليم الثانوي والمهني.
6- حماية الفئات الاكثر عرضة لتهميش .
7- تنمية الطفولة المبكرة.
8- توفير البيئة الصحية الامنة.
9- التركيز على التعليم الابتدائي.
وكما موضح في المرتسم الاتي:

- ستراتيجيات النمو الاقتصادي التي تدعم الفقراءوخصوصاً(السياسات التي تعزز وتدعم الخدمات المقدمة وخصوصاً مجالات التعليم والصحة بالاضافة الى تنمية البنى التحتية
- وضع اهتمام خاص للفئات الاكثر احتياجات سيما التي تعاني من حالة اختناق مثل تقديم الخدمات العامة والخاصة ودعم منظمات المجتمع المدني ،وبناء القدرات الانسانية اضافة الى حملات مؤسسية لتعزيز ودعم القطاعات المهتمة بالشباب(السياسات والاستثمارات).
الثاني:العوائل والمجتمعات المحلية التي تدعم وتحتاج الى رسم ستراتيجيات وتدخلات مع تركيز خاص على طلبات ذوي الاحتياجات الخاصة ،ومعالجة المشكلات الخاصة بهم وتذليلها. من خلال التركيز على السياسات والاستثمارات في قطاعات التنمية الانسانية(مثلا اسشمارات في تجهيزالمياه المحليةمع توسيع المدارس الابتدائية لتقليل طلب الاسرعلى استغلال تجهيز المياة ومنع الفتيات من الدراسة وتقديم المساعدة المالية للاسر الفقيرة لتعزيز واستدامة سلوك معين،وغالبا مايحدث في مجال الاستثمار راس المال البشري مثل ارسال الابناء للمدارس او جلبهم الى المراكز الصحية بشكل منتظم او دعوة الاباء لحضور برامج المهارات وبناء القدرات لذا نجد ان هذه البرامج التي تصمم لتحسين الطلب على الخدمات الاجتماعية الاساسية تتكامل مع التدخل التقليدي لتحسين الخدمات المقدمة ونوعيتها .وان تجارب العديد من البلدان اظهرت نجاحاً في النتائج والمعطيات للاسرة المحتاجة
- الثالث: المشاركة الفاعلة والمتساوية لكلا الجنسين وتفعيل ادوارهم حيثما وجدت وعلى مختلف المستويات التنموية-من الستراتيجية الى التصميم،من التنفيذ ،الى التقويم لتمكيننهم وادماجهم في معراج النماء والحداثةدعم الاطفال والشباب)

وختاماً يمكننا القول انه لايمكن تحقيق الاستدامة الاجتماعية الاّ من خلال الحد من التدهور الذي تواجهه الطفولة في العراق . فالتحديات والمعقوبات التي تهدد طفولتنا تشكل خطراً رئيسياً على الاستقرار وعقبة امام مزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كل مكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز