الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاطفال المهمشون - الجزء الاول

سحر مهدي الياسري

2009 / 5 / 30
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


الاطفال المهمشون -الجزء الاول

(في نزاعات اليوم،الاطفال هم الضحايا الاكثر مأساوية ومعاناة في الفئات الاخرى ،تشير تقديرات الامم المتحدة ان اكثر من 22 مليون طفل شردوا داخل او خارج اوطانهم.هولاء الاطفال هم /الايتام/ اطفال الشوارع/ الاطفال العاملون /المعوقين الاطفال المتأثرين بمرض نقص المناعة ...وغيرهم)
يشير المفهوم عموما الى الايتام والمجموعات الاخرى من الاطفال الذين يتعرضون الى مخاطر اكثر من اقرانهم ومن الناحية العملية يمكن وصفهم بانهم الاطفال الذين يعانون من تصدع حياتهم وعدم انتظامها بسياقاتها الطبيعية .
ومن جانب التعريف الخاص بحماية الطفولة فان ،الايتام والاطفال المهمشون هم من يمثلون حصيلة سلبية مثل فقدانهم التعليم،تعرضهم للامراض،سوء تغذية بمستويات عالية تفوق اقرانهم.
1-من هم الاطفال المهمشون
ان مفهوم الاطفال المهمشون يشير عموما الى الايتام والفئات الاخرى من الاطفال الاكثر عرضة للصدمات التي تؤدي الى نتائج سلبية في حياتهم اليومية مقارنة باقرانهم .على الصعيد العملي يمكننا القول ان هولاء الاطفال هم الاكثر عرضة للسقوط والتصدع خلال تطبيق برامج الحياة اليومية المنتظمة ولحماية هولاء من السقوط من الاثار السلبية،فان الجهود ينبغي ان تتظافر لاعطاء اهتمام خاص واستهداف دقيق لهذه الفئات،اما من جهود خاصة لازالة العقبات والمشكلات التي تقف حجر عثرة امام مشاركتهم الفاعلة والمتساوية في المشاريع والبرامج المصممة لخدمة جميع الاطفال،او البرامج الخاصة المعدة لتلبية احتياجات تلك الشرائح.
هناك سبعة جماعات من الاطفال المهمشون :-
1-الايتام والمشردين بشكل عام . يعد الطفل يتيماً في العراق عندما يفقد احد ابويه او كليهما وبسبب الحروب والعنف لاكثر من عقدين،اختفى العديد من العراقيين او أصيبوا او قتلوا،مما زاد عدد الأيتام .وفي الغالب يرسل الاطفال للعيش في دور الايتام عندما تعجز الاسر الفقيرة التي تعيلها امراة او الاسر الممتدة عن توفير الرعاية لاسباب اقتصادية او لاسباب اخرى . وتكمن المشكلة الرئيسية في التشرد على وجود ضغوطات اسرية(مشكلات وفقر)طاردة وان الشارع ينطوي على اغراءات جاذبة حيث تنتشر المخدرات والمسكرات وفضاء من الحرية بعيداً عن عصا الاب وشكوى الام. فثمة مفارقة بين جدران الاسرة،وانفتاح الشارع الذي يزحم بشتى عناصر التهديد لحياة المشرد ولشخصيته فضلا عن مستقبله .
وقد تفافمت هذه المشكلة مع ظروف المجتمع المأزوم الذي مربه العراق بسبب ظروف الفقر والحرمان الى جانب المشكلات المجتمعية الاخرى وعلى الرغم من ان مشكلة التشرد ليست جديدة في العراق الاان ظروف الازمات والفقر والحرمان والهجرة القسرية قد دفعت باعداد من الاطفال باللجوء الى الشارع كملاذ امن وتركزوا في اماكن معروفة ولعل اخطر المشكلات التي تواجه المشردين اليوم هي ظاهرة الادمان على المخدرات(الثنر والسيكوتين،الحبوب)،وهي رخيصة الثمن حيث تنتشر بشكل واسع بين المستفيدين كما اظهرت الدراسات مخاطر جدية تكمن في اشاعة العلاقات الجنسية المثلية بين النزلاء،وبشكل تكاد ان تكون جزءا لايتجزءا من حياتهم الى جانب ذلك تبرز مظاهر السلوك العدواني والذي يتميز احيانا بشراسة خطرة ضد بعضهم البعض او ضد العاملين وقد يستخدم المستفيدين في بعض الاحيان اساليب السجون الشائعة من الاعتداء على انفسهم او على الاخرين .
كما تشيع ايضا بينهم مظاهر السرقة والاحتيال واصطناع قصص لااساس لها من الصحة .
ولعل مكمن الخطورة في ان معظم نزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية الحاليين ممن اكتسبوا ثقافة الشارع التي تمثل العيش على هامش المجتمع والتحرر من ضوابطه وممارسة كل الاشكال الممكنة لخداعه .
ان خطورة التشرد تكمن في جانب اخر منها- في حقيقة ان المشرد يمكن ان يكون اداة يستغلها المجرمون سواء لترويج المخدرات او عصابات التسول والنشل والسرقة.وقد اظهرت بعض الدراسات قيام فتيات صغيرات بممارسة الرقيق الابيض او ممارسة البغاء او يتعرضون لعمليات تشويه او سرقة الاعضاء البشرية.

2-الاطفال المرتبطون،بالجماعات المسلحة او المتاثرين بالصراعات المسلحة. في ظروف الحروب والازمات وبعدها العديد من الاطفال ينفصلون عن عوائلهم ويتركون في اغلب الاحيان لدى اقاربهم عند هجرة ذويهم او ينفصلون عنهم قسرياً اثناء الفوضى والتهجير القسري كما يعانون ايضا من الصدمات وكذلك الحال والديهم .
ان الظروف المأساوية التي يتعرض لها هولاء الاطفال ان لم تؤخذ بنظر الاعتبار فان الكلفة الاجتماعية ستكون باهضة في المستقبل وربما تسهم في اثارة العنف والتمرد على القانون،فالاطفال الذين ينشأون ويترعرعون خارج اسرهم ومجتمعهم المحلي اقل قدرة على التكامل والاندماج في مواجهة العقبات والضغوط الاجتماعية في ممارساتها السلوكية واقل قدرة على رؤيتهم لمصالحهم في اطار المحافظة على النظام الاقتصادي والسياسي . وهنا ربما يندفعون لتشكيل مجاميع ينخرطون من خلالها في ميليشيات مسلحة او عصابات في المناطق الحضرية او قطاع طرق في المناطق الريفية . الى جانب ذلك تسجل مناطق النزاع المسلح معدلات عالية لوفيات الاطفال فالنزاعات عموماً تؤدي الى تحطيم وانهيار شبكات الامان الاجتماعي الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة أذ غالباً ماتعطل فرص العمل وتتلاشى،حيث تستشري البطالة ويسود الاحباط بين الشباب.
بسبب هذا التردي والانهيار للخدمات وشبكات الامان الاجتماعي وفرص العمل،فان الحاجة و للتدخل يشكل مطلباً مهماً لقيام المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية لتأمين الحد الادنى من الاحتياجات لتلافي الكوارث الكبرى. لقد دفعت التهديدات التي مثلها العنف في العراق مجموعات كاملة لترك منازلها مشكلة مجموعات سكانية كبيرة من اللاجئين والمهجرين معرضين لمخاطر سوء التغذية والامراض.
وقد امتدت هذه الهجرة او النزوح الى ماهو ابعد منها بكثير حيث تركت اثارا نفسية واجتماعية وصحية لاحدود لها ولعل ماتجدر الاشارة اليه في هذا المجال المخاطر الوخيمة للمتفجرات التي ظلت على امتداد مساحات واسعة من بقايا الحروب مدفونة في الاشرطة الحدودية وكذلك في اراضي التي دارت فيها المعارك .ويقدر عدد الالغام الموجودة في العراق بحدود(25)مليون لغم( ).هذه الاعداد الكبيرة من الالغام تهدد حياة الاطفال جاعلة معظم بيئتهم غير آمنة بما فيها حرمان الاسر من وسائل معيشتها،ومخاطر القتل والعوق وتعميق الفقر،مما يرسخ التفاوتات الاجتماعية التي تبتلي كل مظهر من مظاهر الطفولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز