الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الرئيس أوباما: أعدكم بالسلام

العفيف الأخضر

2009 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


أخاطبكم من القاهرة. القاهرة الزمن القديم المتجدد. القاهرة الأهرامات، قاهرة الحضارات المتعاقبة، قاهرة محمد عبده، قاهرة شبلي شميل، قاهرة قاسم أمين، قاهرة لطفي السيد وطه حسين وسلامة موسى ونجيب محفوظ وكل رموز الحداثة الفكرية والسياسية التي أشعّت على جميع بلدان الإقليم وفتحت نوافذه لريح الحداثة.

ورثت عن أسلافي إرثا ثقيلاً: أزمتين عالميتين، اقتصادية وإيكولوجية، عالماً عاصفاً وشرق أوسط متفجراً، وهي جميعا أزمات مزمنة لم تعد إدارتها ممكنة. حلها هو الوحيد المطروح على جدول أعمال التاريخ، وحلها ليس سهلاً. ولكن لابد مما ليس منه بد. سلاحي في هذه المعركة الصعبة والمثيرة للنشوة هي الشجاعة السياسية والإرادة السياسية والأقوال التي تشهد على صدقها الأفعال. وهو ما افتقده كثيراً الكثير من أسلافي، وهو ما افتقده أيضاً الشرق الأوسط في أغلب العصور، خصوصاً اليوم حيث جبن النخب السياسية والفكرية هو القاعدة.

ما سأعدكم به اليوم ليس شيكاً من دون رصيد، بل التزام رئيس الولايات المتحدة الأميركية، إذن التزام الدولة الفدرالية نفسها. مصداقية بلدي في الحضيض ولم أحضر إلى هنا لأزيد طينها بلة، بل لتغيير صورتها. لتكون منذ الآن البلد الذي يقود العالم إلى العدل والسلام في إطار سياسة واقعية وعادلة حتى لا تكون موازين القوة بين الأقوياء والضعفاء هي وحدها صاحبة القول الفصل كما كان الحال دائما حتى الآن. لأن الإنسان لم يخرج من حالة الطبيعة : حرب الجميع على الجميع، إلا جزئياً!

السلام الشامل والعادل، الفلسطيني- الإسرائيلي، والسوري- الإسرائيلي، واللبناني- الإسرائيلي، هو الذي حضرت إلى مصر لأبشركم وأعدكم به تكريماً لهذا البلد الأمين، رائد السلام العربي الإسرائيلي والذي انتقل بنجاح يثير العجب والاعجاب من الحرب إلى السلام. فقفوا معي دقيقة صمت لذكرى الرئيس محمد أنور السادات الذي قدم حياته قرباناً للسلام الذي ينشده اليوم الجميع. وإنه لعزاء لنا أن نرى الجماعة الإسلامية التي اغتالته تعتذر اليوم لأسرته ولمصر عن جريمتها طالبة الغفران، بل وناصحة لـ القاعدة بالتخلي عن الإرهاب والتفاوض معي، أنا الذي لا أغلق باباً أمام مَن يسعى إلى السلام دون أن أحاسبه على ماضيه الذي فات ومات.

أعدكم بأننا سنحتفل في مطلع 2010، ربما في أعياد الميلاد، هنا في القاهرة الساحرة بحضور ملوك ورؤساء حكومات دول الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والهند والـ57 دولة إسلامية ودول الاتحاد الإفريقي... بتوقيع السلام العربي الاسرائيلي تحت خيمة كبرى أمام الأهرام لنُشهد عليه 5 آلاف عام من تاريخ الشرق الأوسط الذي لم يعرف السلام إلا لفترات قصيرة تزامنت دائما مع فترات ازدهاره الاقتصادي. وهو ما يعني لنا اليوم أن سلاماً بلا تنمية، وتنمية بلا عدالة في توزيع مردودها، لن يكون إلا هدنة بين حربين كل واحدة منهما أشد فتكاً من سابقتها... وإذا ما استخدمت فيها أسلحة الدمار الشامل، وهو سيناريو محتمل، فستكون الحرب التالية بالحجارة والمقلاع كما تنبأ أينشتاين.

فما هي الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل إلى السلام المنشود؟ إلى قيام الدولة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية؟ وإلى عودة الجولان إلى سورية؟ وعودة الأمل في مستقبل أفضل إلى جميع شعوب الإقليم التي طال يأسها وعذابها؟

هي خطوة أولى لكن يجب أن يكون لها دوي يوقظ ذوي العزائم الصادقة في الشرق الأوسط والعالم:

1) مرابطة قوات دولية تفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين لوضع حد للحرب اليومية الإسرائيلية الفلسطينية.

2) التجميد الكامل للاستيطان وإزالة المستوطنات الوحشية.

3) وضع حد لهدم المساكن الفلسطينية في القدس.

4) السماح للسلطة الفلسطينية بإدخال مواد البناء لإعادة إعمار غزة.

5) إلغاء مشروع الممر بين القدس وكتلة مستوطنات معالية أدوميم الذي يقطع الضفة الغربية إلى نصفين جاعلاً هكذا قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا ضرباً من المحال.

6) تخفيف معانات الفلسطينيين بفك الحصار والسماح لهم بحرية التنقل.

7) قبول حكومة إسرائيل لحل الدولتين.

مقابل هذه الخطوة التي تبدو متواضعة لكنها حبلى بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والعربي الإسرائيلي، ماهي التنازلات الفعلية والرمزية التي على الدول العربية والإسلامية أن تقدمها ليهود إسرائيل المسكونين بخوف قديم تجسد اليوم في الخوف من تدمير الهيكل الثالث- دولة إسرائيل.

منذ تدمير الهيكل الأول سنة 586 قبل الميلاد والهيكل الثاني سنة 70 ميلادية وتفرق اليهود في أصقاع العالم القديم وانزوائهم في الـ غيتو ، إلى المحرقة النازية، والخوف من التدمير والإبادة يسكنهم. التطبيع هو البلسم الشافي لهذا الخوف وهو الجسر المؤدي إلى السلام العربي الإسرائيلي، الذي يستحق ألف قداس وقداس أي ألف تطبيع وتطبيع. لا شيء ينهض دليلاً على النضج السياسي والذهني لفرد أو جماعة كالقدرة، النادرة للأسف، على وضع النفس في موضع الآخر لفهمه وتفهم مطالبه المشروعة، فضلاً عن أنه رافعة ضرورية للوصول إلى السلام الذي يحتاج، كرقصة التانغو ، إلى شريكين. تسريع وتائر التطبيع منذ الآن بين الدول العربية والإسلامية بما فيها إيران ما بعد أحمدي نجاد: مثل إعطاء التأشيرات السياحية لمواطني دولة إسرائيل والسماح بمرور طائرات العال في الأجواء العربية والإسلامية وهبوطها في مطاراتهم... تدابير شبه رمزية يمر بها أي مواطن في العالم دون التفات، لكنها تساوي لليهودي الخائف الشيء الكثير: إنه أصبح أخيراً مقبولاً من محيطه العربي والإسلامي وآمنا فيه. هذا الأمر ضروري لإنضاج الوعي اليهودي الجمعي للسلام العربي الإسرائيلي وملحقاته: تعاون جميع نخب وشعوب الشرق الأوسط اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وعلمياً وتكنولوجياً.

الخطوة المطلوبة من إسرائيل والخطوة المقابلة المطلوبة من الدول العربية والإسلامية ليستا مطلوبتين لذاتهما بل كمفتّحات لفتح الشهية لوجبة السلام الدسمة التي اكشف لكم هنا خطوطها الكبرى:

1) اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية على كامل فلسطين 1967 مع تعديلات طفيفة هنا وهناك وتبادل أراض بمساحات متساوية.

2) أن تكون دولة منزوعة السلاح. أرجو ألا أكون قد خدشت أسماعكم. أعرف العقلية البدوية التي تعتبر السلاح زينة الرجال لكن أتوقع أن النخب الفلسطينية والعربية نضجت بما فيه الكفاية لتجاوز هذه الذهنية البدائية ما قبل المنطقية. السلاح لم يساعد قط بلداً على التنمية، بل كان غالباً هو أحد عوائقها. انظروا إلى التجربة اليابانية خلال أكثر من 60 عاما وتعلموا منها. لم تصبح أبداً اليابان دولة متحضرة مؤسساتياً وقيمياً ومتقدمة اقتصادياً إلا بعد أن ودّعت العسكريطاريا وتحولها إلى دولة منزوعة السلاح، تماماً كما ألمانيا. وليس مصادفة أنهما تفوقتا اقتصادياً وعلمياً وتكنولوجيا على بقية الدول المتقدمة في العالم، لأنهما تخلصتا من اقتصاد الحرب والتبذير الواعد بكل المآسي والأزمات.

أعرف الآلام المادية والنفسية الفظيعة التي كابدها اللاجئون الفلسطينيون ومازالوا يكابدونها، وأتعاطف معهم بكل عروق قلبي. لكن من أفدح الأخطاء في السياسة عدم التحكم في الألم لإعطاء التفكير الواقعي فرصة عسى أن يضع حداً لهذا الألم. من المحزن أن الأصوات التي خاطبت اللاجئين بلغة الحقيقة، مثل بورقيبه، نادرة: العودة الحاشدة إلى إسرائيل استحالة. لا توجد- وعلى الأرجح لن توجد- حكومة إسرائيلية تقبل بحق عودة ملايين اللاجئين إليها؛ ذلك يعني بكل بساطة زوال إسرائيل. لم يبق إلا الحل الوحيد الممكن: حق عودة اللاجئين إلى فلسطين المستقلة والتعويض والتوطين لمن يختاره، باتفاق مع الدول المضيفة، وعودة شبه رمزية إلى إسرائيل وافق عليها باراك وأولمرت بين 100 و200 ألف لاجىء... إعلان السلطة الوطنية، مدعومة من غالبية الدول العربية والإسلامية، عن قبول هذا الحل الواقعي لمأساة اللاجئين سيزيل عائقاً هائلاً أمام قاطرة السلام. لأنه سيسحب الذريعة الأخيرة التي تتوكأ عليها الحكومات الإسرائيلية لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية قابلة للحياة قد تدخل- بل ينبغي لها أن تدخل- في فدرالية أردنية- فلسطينية ستمتد عدواها الصحية تدريجياً إلى معظم بلدان الإقليم، بعد أن يكون السلام قد فطم هذه البلدان عن الحروب، بما فيها إسرائيل وتركيا وإيران وباكستان وأفغانستان و، لماذا لا، الهند؟ الشرق الأوسط إما أن يكون فيدرالياً أو لا يكون .

الفيدرالية هي الحل العقلاني لثلاث كوارث كابدتها البشرية ولا تزال: الحرب، التخلف واضطهاد الأقليات. العالم كله محكوم عليه بالفدرالية ليصبح ذات يوم الولايات المتحدة الأرضية. المخرج الحقيقي من الأزمتين العالميتين الطاحنتين، الاقتصادية والأيكولوجية، هو تحويل مجلس الأمن، بعد إصلاحه وتوسيع صلاحياته، إلى حكومة فيدرالية عالمية. قد تقولون هذه أحلام. ولكن الخيار اليوم هو إما تحويل هذه الأحلام إلى حقائق وإما الموت في الحروب القومية التي هي اليوم أشبه بالحروب القبلية في القرون الغابرة وهذا ما كابده الشرق الأوسط منذ خمسة آلاف عام الى مذبحة غزة والتي ستتلوها مذبحة أوسع نطاقا العام القادم أو الذي يليه، إذا لم تنطلق قاطرة السلام في أكتوبر القادم لتصل إلى محطتها النهائية في يناير 2010 والا سبقتها الدبابات والطائرات المقاتلة إليها.

الشرق الأوسط اليوم على كف عفريت يعد سكانه وسكان العالم بجميع المخاطر. واجب ذوي النوايا الحسنة فيه وفي العالم هو العمل على تحويله تدريجياً إلى واحة سلام تتعاون فيها جميع نخبها على رد التحديات البيئوية التي تتوعد الجميع بجميع المخاطر وحل ما قد يحدث بينها من سوء تفاهم بالحوار بدل الحروب العقيمة التي ما أشبه المنصور فيها بالمكسور.

أخواتي اخواني

لا شك أنكم لا تصدقون آذانكم. فخطابي جديد عليكم. لم تسمعوه قط من أي رئيس أميركي قبلي. باراك حسين اوباما- وهو اسمي الكامل الذي أديت به القسم- يخاطبكم باسم أميركا أخرى غير تلك التي عرفتموها وكرهتموها لألف سبب وسبب أحدها سياسة الكيل بمكيالين. أعلن أمامكم قبر هذه السياسة اللاسياسية واللاأخلاقية إلى الأبد.

نعم لأميركا مصالح حيوية في الشرق الأوسط الذي يحتوي على ثلثي احتياطي النفط في العالم، وعلى طرق نقل النفط إلى العالم. لقد تصرّف أسلافي على أن أميركا لها مصالح فقط. لكن إدارتي تعي أن لها أيضا قيماً. والملاءمة بين المصالح المفهومة فهماً صحيحاً والقيم الإنسانية ليست معادلة صعبة. بل إن القيم ، وهي هنا السلام الشامل والعادل، هي الضمانة الحقيقية لمصالحنا. ومنذ الآن لن تتعارض مصالحنا مع قيمنا. أميركا أوباما ليست شركة تجارية همها الربح بأي ثمن. بل دولة مؤسسات وقيم ترى العدل أساساً للسلام الإقليمي والدولي. ألم يقل ابن خلدون العدل أساس العمران أي ركيزة الحضارة. العدل السياسي والعدل الاجتماعي أيضاً: العدل بين إسرائيل وفلسطين، وبين إسرائيل وسورية، وبين وإسرائيل ولبنان، والعدل بين بلدان الشمال الغنية وبلدان الجنوب الفقيرة والعدل بين شمال كل أمة وجنوبها.

الآن، ولبضعة ثوان، مَن يخاطبكم لم يعد رئيس الولايات المتحدة الأميركية الذي لن يسمح لنفسه بالتدخل في شؤونكم الداخلية، بل هو حسين أوباما ذي الجذور الإسلامية ليقول لكم تعليمكم عتيق، عتيق، عتيق، شر عليكم وعلى البشرية.

المدرسة المعاصرة تكوّن التقنيين والمهندسين والباحثين والعلماء والأطباء والأدباء والشعراء والفلاسفة. أما المدرسة العربية والإسلامية، في غالبية البلدان الإسلامية- باستثناء تونس- فتكوّن كمية هائلة من أنصاف المتعلمين وأشباه الأميين والعاطلين. أما مدرستكم الدينية فهي الأسوأ في العالم: مشتلة للتعصب وبوق لنشر ثقافة الكراهية للحداثة وللحضارة، وللعقل، وللمرأة ولغير المسلم، والدعوة الهاذية للجهاد إلى قيام الساعة حتى يقتل المسلم آخر يهودي، وهي ما أدرجتها حماس في المادة 7 من ميثاقها... الذي يبدو أنها تفكر الآن في التنصل منه، كما صرح أحد قادتها. وبالمناسبة، فقد استخلصت الدرس من فشل محاولات بعض أسلافي لإحياء عملية السلام: لن أدع للتحالف الموضوعي بين أعداء السلام فرصة لنسف مشروعي للسلام بالإصرار على تطبيق شروط خارطة الطريق التعجيزية. لا شك أن حماس ستنضم- حتى لا تتفكك- للسلام بعد توقيعه. فلا أحد يستطيع مقاومة إغراء السلام. لكن حبذا لو تنضم إليه منذ الآن خدمة لمصالح شعبها. لكن لا يجب مطلقا إعطاؤها فرصة نسفه، كما في الماضي.

مـن أسلافي مـن وعدكم بحل الدولتين وبالسلام، لكنه لم يفِ بوعده فزادكم كراهية لأميركا. أما أنا فقد جعلت من حل الدولتين ومن السلام العربي الإسرائيلي الشامل والعادل، قبل نهاية 2009، هدفا مركزيا لولايتي. على أمل التأسيس لشرق أوسط متضامن لأول مرة في التاريخ. من حق البشرية أن تحلم ومن حقنا أن نحلم- ونعمل على تحقيق أحلامنا الجميلة- معها. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العفيف الأخضر الآخر
أبو هاجر : الجزائر ( 2009 / 5 / 30 - 12:41 )
لازلت أحتفظ بالكتاب الخاص الصادر عن مجلة دراسات عربية الطبعة الأولى 01/06/1971 الموسوم ، من كومونة باريس إلى مجاز عمان.وكان العفيف الأخضر من ضمن الفريق الذي اعد الكتاب من بينهم مصطفي الخياطي ،حكيمة برادة ،ناجي علوش ،صالح المثلوثي..كما لازلت أحتفظ ببعض السجالات على صفحات الحرية مع اليسار الفلسطيني .ولازلت أذكر دعوى العفيف الأخظر لنظرية المجالسية وأشياء أخرى. هذا هوالعفيف الأخضر الذي عرفناه ونحن تلاميذ في الثانوية ، وعرفناه ونحن طلبة في الجامعة .كما كنا نعرف انه كان مستشارا للرئيس أحمد بن بلة برفقة الترتسكي ميشال بابلو وهم الذين أقنعوا الرئس أحمد بن بلة بأول تجربة في العالم وهي تجربة التسير الذاتي .هدا هو العفيف الذي عرفناه قبل أن يتحول إلى واعظ وداعم النظام البوليسي في تونس.


2 - احلام مدوية
زين ( 2009 / 5 / 30 - 14:31 )
حلمك جميل ياباراك حسين اوباما .. كلنا أمل في ان يتحقق في موعده و لكن .. آه من لكن .. ان حلمك افتقد لأحد المشاهد وهو ان الدول العربية قاطبة قدمت مشروعا للسلام اكثر جرأة مما تحلم به فيه الاعتراف المتبادل و السلام العادل مقابل الانسحاب الكامل من اراضي 67 و قيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس .. و لبعث الطمأنينة في قلوب اليهود أقدمت دول عربية على اقامة علاقات و زار عدد من القادة الاسرائليين عواصم عربية من المحيط الى الخليج غير ان الدولة العبرية ظلت عاجزة عن التقدم و لو خطوة واحدة في المقابل .. قالها يوما المرحوم السادات مفاتيح الحل في جيبكم ايها الحالم اوباما اي ان القضية او المسألة ليست عربية بحت و لا اسرائيلية بحت .. الدول العربية تنزع للسلام و الشعوب العربية بات وعيها الجمعي متقبل السلام فماذا في المقابل ؟ بناء مستوطنات ، تراجع عن مفهوم الدولتين ، تكريس الأنا و الذاتية بسور العزل ، حصار غزة ، تهميش السلطة الفلسطينية ، تجزئة مشروع الحل الى مشاريع و خرائط .. بمعنى ان اسرائيل تعي بأن ليس هناك مايجبرها على اقامة السلام العادل فهي تعي ان القطب العالمي الاوحد لايقيم وزنا لثقل عربي هش غير موحد و غير ديموقراطي و يعيش خارج عصره و شعوب بلدانه ذاتها تعاني و تتمنى العدل من حكامها فلا تجده ..


3 - السيد أبو هاجر
مختار ( 2009 / 5 / 30 - 18:17 )
اسمح لي أن أبدي رأيا على النقيض مما ذهبت إليه في حق السيد العفيف الأخضر.
لاحظ أخي أن الرئيس بن بلة الذي كان يتشدق بالاشتراكية والحمامات التي أممها ليزج فيها البرجوازيين ويذيب شحومهم فيها (كما كان يقول) لاحظ كيف تحول اليوم نصير للقوى الاجتماعية الأكثر تخلفا في العالم العربي (عراق صدام، ثم حركات الإسلام السياسي المعادية لكل الحريات) بينما العفيف الأخضر، وأنا لا أعرف بدقة علاقته بالنظام الحاكم في تونس، ولكن إذا صح ما نسبته إليه، فأنا مرتاح لذلك. تونس من البلدان العربية القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي تخوض معركة تنمية حقيقية بفضل برجوازيتها الوطنية النشطة وبفضل نجاحها في التحكم في النمو السكاني الخطير وبفضل لجمها للإسلاميين الرجعيين وبفضل المكانة الكبيرة التي بلغتها المرأة فيها. صحيح هناك استبداد، ولكنه مرحلة ضرورية في غياب البديل الديمقراطي الحقيقي. لاحظ أن كل التجارب الديمقراطية في البدان العربية أدت إلى توجه الناس نحو الانسياق وراء طروحات الإسلاميين أعداء الديمقراطية.
اليسار التونسي مثل غيره من تيارات اليسار العربي يخطئ خطأ جسيما عندما يتحالف مع الإسلاميين. فهو كمن يهرب من سلال القلوب إلى قباض الأرواح كما نقول نحن في الجزائر.
في تونس نخبة لبرالية ورأسمالية وطنية حققت استقر


4 - السيد زين
مختار ( 2009 / 5 / 30 - 18:29 )
أنا أعتقد أن الدول العربية ورغم المبادرات التي قامت بها هي التي ما تزال بعيدة عن السلام، سواء مع إسرائيل أم السلام الداخلي الذي لا بد أن يفضي إلى عقد اجتماعي حداثي حول السلطة والتداول عليها وكيفية فض الخلافات بالطرق الحضارية.
لم تفعل هذه الدول شيئا لرفع مستوى شعوبها نحو مزيد من العقلانية والديمقراطية والإنسانية.
الدول العربية ليست جادة في قبول إسرائيل. هذا إذا كنا نفهم السلام معها بما يعنيه من الاعتراف المتبادل وتطبيع العلاقات وضرورة أن يتجذر هذا الموقف في أوساط الجماهير. لكن العكس هو الحاصل: البرامج الثقافية والدينية والمناهج الدراسية كلها لا تزال تعمل على بث العداء ضد إسرائيل. التحركات الاجتماعية ونتاج الانتخابات حيث جرت أظهرت ذلك من خلال صعود القوى الإسلامية والقومية المعادية لها.
إسرائيل تعرف أن الدول العربية غير جادة في سلام حقيقي معها ولهذا فهي تعمل على فقء كل الدماميل العربية وإنضاج كل التناقضات حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
تحياتي


5 - الاستبداد هوالاستبداد
أبو هاجر : الجزائر ( 2009 / 5 / 30 - 18:53 )
الأستاذ مختار المحترم ، هناك جملة أستوقفتني ،بل اخافتني كثيرا .لما قلت، صحيح هناك استبداد ولكنه مرحلةضرورية في غياب البديل الديمقراطي الحقيقي. هل قدرنا أن نختار اما الكوليرا أو الطاعون وإذا استمر النظام التونسي في ممارسته القمعية سيجد نفسه مجبر على التحالف مع خصومه وهناك مؤشرات كثيرة حدثني عنها أصدقاء تؤكد ذلك. لك تياتي الصادقة .

اخر الافلام

.. ما هي الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ 7


.. جبهة خاركيف.. روسيا تتقدم وكييف تقر بصعوبة المعارك | #غرفة_ا




.. هل باتت الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط -مُرهَقة-؟


.. طلاب هارفارد ينجحون بوضع رؤساء جامعتهم على طاولة التفاوض




.. في ذكراها الـ76.. مشاهد النكبة تتكرر في قطاع غزة