الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع القومي يبرهن مرة اخرى على فشل العملية السياسية الرجعية الراهنة!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2009 / 5 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(على هامش الصراع للسيطرة على مدينة الموصل)

لم تكن الستة اعوام من شن الحرب على العراق واحتلاله من قبل امريكا ومجيء القوميين العرب والكرد والطائفيين "السنة" و"الشيعة" منهم للسلطة سوى مسلسل يومي مرعب من القتل، الدمار وحمامات الدم التي سحقت امان ومدنية المجتمع ودفعت به عقودا للوراء.

تبدأ من جديد اليوم حلقة من حلقات هذا المسلسل الدموي في مدينة الموصل، حلقة تنذر بتدهور وكارثة اجتماعية اعمق مما شاهده المواطن في العراق لحد الان. ينذر بخطر تفجر وانفلات الصراع القومي مرة اخرى وتحوله الى اولوية من اولويات الحكومة المركزية من جهة و بين الحركة القومية الكردية متمثلة بسلطة الحزبين القوميين الحاكمين في كردستان العراق من جهة اخرى. انه صراع بين حكومة قومية- طائفية تمثل اقصى التوجهات الرجعية واليمينية، و حكومة محلية في كردستان تمثل هي الاخرى اقصى التوجهات اليمينية ايضا. اما القاسم المشترك الذي يجمع هذان الطرفان هو ان طموحات و مطالب الجماهير لا تتمتع اية قيمة و ليس لديها اية مكانة لديهما لا في كردستان و لا في في العراق، بل تقف مصالحهما على النقيض من مصالح الاغلبية الساحقة للجماهير. أنهما طرفان متحالفان في الحكم و السلطة وتوزيع الثروات والفساد بينهما، الا انهما لا يكفا عن تأجيج الصراعات القومية تحت رايات "العروبة" و"الكردايتي" و"مصالح العراقيين"، "مصالح الكرد" و"مصالح العرب" وغيرها من عبارات الكذب والزيف كي يتشبثوا بالسلطة. ان حركاتهما و برامجهما السياسية تتطلبان تلك السياسات والممارسات الرجعية بأشهار الهوية القومية، ليتسنى لهما حشد الجماهير في كردستان و في العراق و في مدينة الموصل التي ترفع قائمة" الحدباء" اليوم راية الحركة القومية العربية فيها، و تسعى الى اسباغ المدن و القصبات والتلال و حتى براميل النفط بطابع " قومي" وتدفع بجماهير تلك المناطق نحو الاقتتال تحت ذريعة الدفاع عن المصلحة "القومية" الكاذبة. ان الجماهير لهي اول ضحايا هذا الاقتتال. لقد جربت الجماهير في العراق و كردستان محتوى هذه الحركات وسلطاتها و التي هي على تناقض تام مع ابسط مطالب وطموحات الجماهير، متناقضة مع مصالح الطبقة العاملة و الكادحين، متناقضة مع حقوق المرأة و مكانتها في المجتمع، مع تطلعات الشباب والشابات في العراق، كما برهنتها تجارب الست سنوات المنصرمة في العراق، و أثبتتها ثمانية عشر عاما من حكم القوميين الكرد في كردستان العراق، حيث تفتقد الجماهير في كردستان لابسط الخدمات من ماء وكهرباء وغيرها، ناهيك عن انعدام الحريات السياسية و المدنية والفردية فيها. اما في العراق حيث تم بالاضافة الى كل ذلك فرض اشد التقاليد البالية والرجعية على المجتمع بحراب الميليشيات الحكومية وغير الحكومية، و سلبت الحقوق والحريات من العمال والكادحين والنساء والشباب. ان طرفي الصراع القومي في العراق يتمتعان بالخصائص و المحتوى الطبقي ذاته. ان صراعهما و محاولاتهما لتفجير الصراع صوب الاقتتال الدموي هو صراع بين ميليشيات الحركة القومية الكردية و الحركة القومية العربية و حليفها الاسلام السياسي، في سبيل الاستحواذ على النفوذ والثروة لا اكثر. النفوذ والثروة التي لا ينال منها المواطن الناطق بالكردية و بالعربية شيئا سوى القمع والحرمان المتعاظمين. لقد كنا شهودا على حلقات هذا الصراع في كركوك والصراع بين مادتي 23 و 140، و شاهدنا تحركات ما يسمى بالجيش العراقي المؤلف من ميليشيات مختلفة ضد جماهير كردستان. وشاهدنا القتل على اساس الهوية القومية في كركوك و الموصل و مناطق اخرى، وشاهدنا الصراع في خانقين بين ميليشيات الحركة القومية الكردية و ميليشيات الحكومة المركزية في منطقة خانقين. وهذه المرة نشاهد من جديد الخوف الذي رسمته "الديمقراطية الامريكية الجديدة" في العراق، نشاهده في مدينة الموصل و ضواحيها في بعشيقة و سنجار ومخمور. انه احد افرزات العملية السياسية الفاشلة، و نتيجة من نتائج انتخاب مجلس محافظة الموصل. حيث نرى المحاولات المسعورة لتشديد و تعميق الصراع القومى ودفعه اكثر واكثر نحو متاهة لاتحمد عقباها. ان سياسة وافكار وحركات و احزاب الحركات القومية تدفع الانسان و بشدة نحو نسيان هويته الانسانية، وتسعى الى تحويله الى إنسان مسلوب الرؤية والتعقل يعامل الاخرين كاعداء له، بالاستناد فقط و فقط على اللغات المختلفة التي يتداولوها و لباسهم و زيهم الشعبي المختلف او على بعض مساحات الاراضي هنا و هناك.
نحن في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ندعو جماهير مدينة الموصل الى الوقوف صفا واحدا، وعلى اختلاف لغاتهم التي ينطقون بها بقطع السبيل امام تصعيد الصراع القومي و دفعه باتجاه الاحتراب تحت مسميات "الحقوق القومية" التي يتشدق بها القوميون الكرد و "عربية المدينة" التي تتشدق بها قائمة الحدباء في الموصل او الحكومة المركزية. ونناشد الجماهير والعمال و الكادحين في العراق عموما و في الموصل خصوصاً ان يكونوا سدا منيعا امام هذه القوى، و يحولوا الصراع الرجعي المفروض عليهم الى حالة من التكاتف و التضامن فيما بنيهم على اساس الهوية الانسانية التي هي بعيدة كل البعد عن الهويات القومية والطائفية المصطنعة من قبل هذه القوى.
كما نعلن ان حل الصراع القومي و تفنيد ادعاءات هذه الحركات الرجعية يكمن في تسيير نضال منظم مستمر و دؤوب للطبقة العاملة و الجماهيرة الغفيرة الكادحة في العراق في سبيل ألغاء العملية السياسية الراهنة. يكمن بازاحة كل القوى الرجعية التي تقف ضد تطلع المجتمع نحو تحقيق اهداف انسانية و توفير الحريات السياسية والمدنية و الفردية، وبناء حكومة علمانية وغير قومية. و المضي نحو تاسيس " حكومة اشتراكية" تقضي مرة واحدة و الى الابد على هذه الاشكال من الصراعات الرجعية التي لا نفع فيها الا للرجعيين خالقي هذه الاوضاع المريرة للجماهير. نحن في الحزب الشيوعي العمالي نقف في طليعة و قلب هذا النضال.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
25.5.2009









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيكون شكل التحالفات في الدورة الثانية للانتخابات التشريع


.. رئيس الوزراء الفرنسي يدعو إلى عدم التصويت نهائيا لحزب -التجم




.. أمطار غزيرة تتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية مرعبة بإيطاليا.


.. الحرائق تلتهم غابات أثينا وسط رياح قوية ودرجات حرارة عالية




.. معسكر ماكرون يحل ثالثاً في الانتخابات التشريعية الفرنسية |#م