الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف.. السياسي.. والعدل ؟!

ماجد محمد مصطفى

2009 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


جدلية المثقف والسياسي وايهما يتبع الاخر نحو خلق مجتمع متوازن بعقلانية يتباين فيه مفهوم المثقف ومفهوم السياسي باختلاف الايدولوجيات والجدل المتبادل بينهما لسيروة افضل بادوات حرية التعبير او القمع عبر نوع وطبيعة السلطة وامكانياتها في تعميم ثقافتها من خلال وعاظها مقابل ادوات المثقف البسيطة للخلق والابداع والمعارضة ايضا دفاعا عن مبادئه وتطلعاته التي تتقاطع او تتفق مع السلطة اذ ليست بالضرورة ان يسعى المثقف الى هدم السلطة وانما ممارسة واجباته والتزاماته مثل السياسي بالضبط تجاه الشعب والتاريخ والانسانية وان كان اكثر التزاما وتفانيا واطلاعا منه.
وقد تعدد مفهوم المثقف وتعاريفه مثلما تعدد مفهوم السياسي وتعاريفه منها مثلا حول المثقف وكما يقول تايلور( الثقافة هي ذلك المركب الكلي الذ ي يشتمل على المعرفة والمعتقد والفن والادب والاخلاق والقانون والعرف والقدرات والعادات الاخرى، التي يكتسبها الانسان بوصفه عضوا في المجتمع) وعن السياسة مثلا( انها فن تحقيق الممكنات) او ( الانسان كائن سياسي) ولكن تبقى الجدلية قائمة بتفاعل لصنع السيرورة الاتية بما يمتلكه الاول من ادوات التعبير والخلق نحو الافضل بقواه المعنوية وما لدى السياسي من مقومات السلطة( المال والثروة والقوة) واثرها في اتيان التغيير والجديد.
ولاشك ايضا انه بتعدد المفاهيم والتعاريف بين المثقف والسلطة والسجال لسحب الاخر لما يعتقد بانه الافضل.. تبقى السياسة في كل مكان وليست فقط لدى النخبة بحسب المستوى الثقافي وطبيعة المجتمع الذي من شانه اطلاق تسمية المثقف حتى على شخص لايعرف القراءة والكتابة وذلك بالحكم على تصرفاته واخلاقه واحكامه وحضوره المميز لديهم.. فالسياسة في كل مكان ولكن الثقافة ليست كذلك وتلك المعضلة الاساسية التي يجب الالتفات اليها بهدف وضع اسس الثقافة في المجتمع وبالمحصلة دور السلطة في تعميم الثقافة وعلاقتها بالمثقفين بمختلف مشاربهم وافكارهم عبر قوانين منصفة تضمن التقدم على مختلف الصعد وهي بالضرورة من واجبات السلطة لكي تحقق التقدم والعدل وتمنع الاختراق والنقد بانواعه.
وتكمن المشكلة الحقيقية في عدم وجود ساسة مثقفين والتثقيف بالنسبة للساسة ليس بعدد الكتب المقرؤءة او الشهادات الحقيقية والفخرية او المكانة الاجتماعية وانما المثقف السياسي يعني مدى امكانيته محاسبة نفسه اولا واحقاق العدل ورفع المظلومية عن شعبه بتفعيل القانون ومؤسساته بغية اللحاق بالركب العالمي بخطوات علمية متوازنة باسس ثقافة صلدة نابعة من المجتمع بعيدا عن الفساد بانواعه اذ المثقف ايضا بتنوع اتجاهاته وبما يمتلكه من قوى معنوية بالاهمية ان يكون عادلا في القضايا الحيوية والانسانية كقضية المرأة وحقوق الانسان والشعوب وفي الدين والمعتقد وغيرهما ولكن يبقى تأثير السياسي اعظم اذا كان مثقفا بعيدا عن المصالح الضيقة واطر الحزبية المعرقلة لاداء الواجبات بكفائة على حساب الحقائق والممكنات المتاحة في ضوء قوانين تسري على الجميع ودون استثناء.
وتبقى الحاجة الى سياسيين مثقفين يحكمون بالعدل والانصاف بعيدا عن الاهواء والمطامع والحروب والمتغيرات بثوابت ثقافية اصيلة وتصب لصالح الشعوب وحقها في الحياة والتقدم برفاهية..
في العراق الثري بموارده والذي يمور بالديمقراطية.. وبتداعيات ظروفه والغبن التاريخي منذ مقتل الامام حسين حفيد الرسول (العربي) والسياسات الخارجية التي استحكمت وتستحكم تارة على اساس الجغرافية واخرى على النفوذ.. مازلت الحاجة الملحة الى سياسيين مثقفين يدركون الحقائق والمخاطر والاخطاء والفساد المتفشي بانواعه والارهاب وليس بما تتيحه فرص الحكم عبر الانتخابات ودهاليزها وانما بالعودة الى اسس الحكم المضمون بثوابت ثقافة شعوب العراق المنوعة والثرية وبالعدل والقانون .. لان ما يعانيه العراق هو عدم وجود ساسة مثقفين.. يقول كيف؟ ما.. معقولة.. يعني..الطالباني والمالكي والدكتور الفلان الفلاني ما مثقفين!؟ اويلي راسي راح ينفجر اسمع اشديكول.. وهلم جرا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30