الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا في منطقة الخليج

عمران العبيدي

2009 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بهدوء كبير تدخل فرنسا منطقة الخليج من بوابة الامارات ومن خلال قاعدة السلام التي افتتحت اخيرا، فرنسا جاءت الى منطقة الخليج لتأمين المحيط الهادئ من القرصنة (ذلك هو ظاهر الامر) ولكن لايمكن اختزال الوجود الفرنسي بهذا الهدف رغم اهميته، بل ان فرنسا تهدف من خلال هذه القاعدة الى جعل الجانب العسكري هو البوابة الرئيسة والاطار الجديد لمجمل علاقاتها مع دول الخليج ومنها العلاقات الاقتصادية ، اذ تدرك فرنسا جيدا حاجة دول المنطقة الى مثل تلك العلاقات ،كونها دولا صغيرة الحجم ومن مصلحتها وحفاظا على كينونتها تثبيت مجموعة من العلاقات العسكرية.
فرنسا ادركت اهمية ولوج منطقة الخليج، اذ ان فرنسا تفتقد لوجود مهم في المنطقة، اذ اقتصرت علاقاتها ولفترة طويلة مع نظام صدام، تلك العلاقات التي اصابها الفتور بعد سقوط النظام ولبعض الوقت والتي كانت تتعرض ( حتى في زمن صدام حسين) الى الصدمات ولمرات عديدة واتسمت في كثير من الاحيان بعدم الثبات ، اذ نذكر ما اصابها من توتر على اثر مطالبة فرنسا لديونها المترتبة بذمة العراق بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية، من هنا ادركت فرنسا اهمية وجود حلفاء واصدقاء جدد في المنطقة ، ولكن ظروف المنطقة في حينه والوجود الامريكي المنفرد لم يكن يساعدا على القيام بمثل هذه الخطوة ، ولكن بعد دخول امريكا وانشغالها في حربها في العراق وحربها على الارهاب ساعد الفرنسيين في الانطلاق بخطواتهم الجديدة والبحث عن اكثر من علاقة في المنطقة، اذ ان تعدد العلاقات يعطي مساحة اوسع بالتحرك، ولايمكن التغاضي عن كون فرنسا تشكل محورا اوربيا مهما مقابل امريكا، وتنظر بالمقابل لأنفراد امريكا في المنطقة نظرة قلق.
الامريكان على مايبدو لاتوجد لديهم خطوط حمر على هذا الدخول، اذ أن ذلك يمكن ان يساعد الولايات المتحدة الامريكية بوجود شريك في المنطقة له نفس النظرة تجاه التمدد النووي الايراني، وهي في المقابل لاتمانع من شريك جديد لها في المنطقة حتى وأن ادى ذلك للتقليل من بعض نفوذها في بعض الدول بعد ان امتلكت صديقا جديدا في المنطقة متمثلا في العراق والذي سيشكل بديلا مهما لما قد تفقده.
الامارات العربية (ارض القاعدة الجديدة) تحاول هي ايضا التنويع في علاقاتها العسكرية، وهذا يدخل من بوابة التلميح للدول التي تملك علاقات متوترة معها بأن الامارات تملك اكثر من حليف عسكري.
دول المنطقة ولزمن طويل كانت تتمحور علاقاتها العسكرية على جانب شبه وحيد يتمثل بالجانب الامريكي ، والذي ادى الى خلق نظرة التبعية الخليجية للامريكان ، هذا قد يكون حافزا جديدا وحافزا مهما لدول المنطقة لتبديد بعض اجزاء هذه الصورة ولفك بعض جوانب هذا الارتباط ، تنشطها ( مقابل ذلك) الرغبة الفرنسية وعدم الممانعة الامريكية في ظل المتغيرات الجديدة وانشغال الاخيرة في اكثر من ملف وفي اكثر من مكان.
وبعد كل هذا يبدو ان الرغبة الفرنسية لن تقتصر على تلك القاعدة، بعد أن غابت عن المنطقة وبجانبها العسكري كل هذه الفترة، بل قد نشهد قواعد اخرى بعد ان تفتح قاعدة السلام شهية الاخرين لمثل هذه العلاقة اذا ما نجحت التجربة الاماراتية مع الصديق العسكري الجديد.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24