الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقص على أجساد الموتى ليلة اختتام مهرجان-موازين-لدورته الثامنة!!

صالح اهضير

2009 / 6 / 1
الادب والفن


في ليلة من ليالي السبت من شهر ماي/2009،بدأت وفود من جماهيرالعاصمة المغربية المتعطشة لمجموعة"زد دردك عاود دردك" في ترانيمها الشعبية،تتقاطر على ملعب حي"النهضة"الذي شوهد فيه"الطائح أكثر من الناهض" في الحفل الذي أحيثه "محازين" في اختتام دورتها الثامنة..عفوا!!..أقصد"موازين" التي اختلت موازينها وثقلت بالمآسي في تلك الليلة المقيتة..
كانت جميع الأبواب السبعة للملعب موصدة،وظلت كذلك حتى بعد أن أنهت المجموعة حفلها،عدا واحدا بقي مفتوحا،لكن كانت أمامه فتحة بعمق مترين مخصصة لمجاري المياه التي تركت لمصيرها فاغرة فاها،كما لو أنها نصبت كمصيدة لاستقبال ثلة من الضحايا،ممن كان حظهم عاثرا فتعثرت فيها أقدامهم إلى حيث لا يرجعون.أما الذين أمد الله في عمرهم،فقد خرجوا من الورطة وأجسادهم تحمل بقايا علامات الوطء والرفس؛وحتى بعد أن استفاقوا من هول الصدمة على أرضية الملعب أوفي المستشفيات أو في عقر ديارهم،وجدوا جيوبهم خاوية على عروشها بعد أن تسللت إليها خلسة أياد خفية وهم لايشعرون..
في الوقت ذاته كان رؤساء الوحدات المتنقلة للاجهزة السمعية البصرية المغربية،كمدام "الدوزيم"وبنات جلدتها:السيدة "البريهية"والأخت "المغربية "وغيرهؤلاء قد أخذوا لهم مكانا مريحا،تحرسهم عناية أصحاب الهراوات،بعيدا عن زحام وضيق الحيز المكاني.
كان الناس يقفون على أرضية الملعب وكذلك في المدرجات،وبعضهم ممن لم يجد له موطئ قدم في ساحة الملعب وفي أدراجه صعد إلى السطوح المجاورة المستجارة بالقوة أو في غفلة عن أعين قاطنيها لبعض الوقت،بحيث قدر عدد المتفرجين بعشرات الآلاف من"بني مروك"من عشاق "زد دردك..عاود دردك.."الذين كانت الهراوات تنهال على أجسادهم كيفما اتفق نتيجة ما يصدر عنهم من سلوكات بفعل الازدحام وما يترتب عنه من آفات،كرمي الصفوف الامامية بزجاجات "الدومي" و" الروج" والبيرة" والصياح والتهريج والتحرش بالجنس اللطيف،وقد لا يصدرعن غيرهم شيئ يذكر فينالون حظهم من كرم الضيافة،مثلما جرى لثلة ممن حضر من دول عربية للتغطية الإعلامية..والمعروف للعادي والبادي أن الضاربين،من أصحاب البدلات "الكاكية" لا يفرقون بين "الواو" وعصا الطبال..لا يعرفون إلا منطق العصا ويبررون استعمالهم لها عادة بمثل قولهم"قال ليا القايد..هاذي أوامر ذيال القايد.. أنا مانعرف غير القايد.."،كما لوأنهم يقولون للمضروبين:"نحن نفعل ما نؤمر"..وربما التمست لهم نوعا من العذرإذا علمت أن ساعات العمل لديهم تتضاعف-الدوبلاج-وبلا مقابل،في مثل هذه المناسبات التي أصبحت كالفطائر،وبالتالي ليس لهم الحق في إبداء أدنى احتجاج على ذلك أو الاعتراض على ما يؤمرون به؛ولا يمكن أن ننسى هنا افتقاد هؤلاء لتكوين معرفي وتكوين مهني..
كانت كاميرا ت الجهاز الإعلامي تصول وتجول على مقربة من منصة الفرجة وهي تنقل عبر الأثير ما يصدر عن المخرجين مما يجب أن تراه العين وما لا يجب أن تراه من خلال الشاشات الصغيرة،وهو ناموس واحدعند هذا وذاك،لا تبديل له ولا اجتهاد فيه مهما يكن الأمر..
عند نهاية الحصة الغنائية لمجموعة"زد دردك..عاود دردك"،قال "نجم"السهرة الكبرى مخاطبا الجمهور:"تحية للجمهور الكريم..أنتم بحق أفضل جمهور..هاذا هو الجمهور ولا فلا..!!"،وليته أضاف بعد ذلك:"أطالب الجمهور بالخروج بنظام وانتظام..كما ألتمس من السلطات المحلية السهر على هذه العملية التنظيمية..وشكرا جزيلا!!.."
وإذا كان الوصول إلى القفلة النهائية في مثل هذه "الوجبات" الغنائية الشعبية المحركة للغرائزيختتم بعبارة:"هاذي ساعة مباركة فاش تلاقينا.."،فإن ساعة اللقاء بالجمهوربملعب حي النهضة في سهرة "محازين"كانت ساعة نحس وشؤم.
ومن الطبيعي والحالة هذه أن تتحول"الفيزا والباسبور"إلى تأشيرة وجوازمرورسوداوين للعبور في اتجاه المثوى الأخيرمادامت"كاينة ظروف"مهيئة لذلك..
وفي تمام الساعة 12 وربع ليلا اسدل الستار على الحفل الشعبي،بعدها جرى ما جرى ووقع ما وقع،ولملمت مدام"الدوزيم"شتاتها وجمعت خيوطها غير أنها واصلت رقصتها الدرامية في الجانب الآخر،داخل الاستوديو،دون أن تعمد إلى قطع بثها الذي كان مسجلا،هي وأختها "المغربية"،مع أن الظرفية كانت تستلزم أن تقطعا البث للحديث عما وقع..لكن حليمة عادت لعادتها القديمة على غرار ما جرى في محرقة ليساسفة بالدار البيضاء،حينما تابعت كل الأجهزة الإعلامية السمعية منها والبصرية سهرتها الأسبوعية ليوم السبت غير آبهة بهول الكارثة.وعندما وجه حينها مجلس"النوام"،عفوا..أقصد:مجلس النواب انتقاداته إلى الصامت الرسمي عن بيان الحقيقة،السيد"بوقرفاضة"،رد على الفوربعزمه على مقاضاتهم جميعا لاتهامهم إياه بـ"الراقص على أجساد الموتى"..
غير أن مدام "الدوزيم" لم تنس إثرذلك إصدار بيان بخصوص وقائع فاجعة ملعب حي النهضة معلقة فيه دوافع ما جرى على مشجب الجمهور العريض..قالت بالحرف الواحد:((بعد عشرة أيام من الفرجة في ليالي"موازين"/الرباط،في نسخته الثامنة،تميزت بتنظيم محكم سخرت له إمكانات استثنائية لضمان نجاح هذا الموعد الكبير.ليلة الختام التي تابعتموها على قناتكم الثانية بدأت في أجواء عادية،لكن في آخر أنفاسها تدافع كبير أعقبه انهيار سياج بملعب النهضة الذي احتضن حفل الفنان الشعبي"الستاتي"،مما أدى إلى وفاة أحد عشر شخصا وجرح العشرات كانوا ضمن جمهور عريض قدر بـ70.000شخص)).
وهنا لا بدأن تتبادر إلى ذهنك تساؤلات عديدة:كيف يكون التنظيم محكما فتنهار الأسيجة ويموت الناس؟!..وكيف كان تدخل الأمن ذاته لمنع التدافع؟..لماذا لا يتم إجراء دراسة قبلية لإمكانيات الملعب؟:طاقته الاستيعابية،وجود أبواب ومنافذ للإغاثة،إنارة كافية،خلوه من الحفر والنتوءات،أسيجة تابثة بإحكام..
إن الجدولة الزمنية للبرامج الإذاعيةوالقنوات الفضائية،مهما كانت ومهما تكن،ليست في اعتقادي وحيا منزلا ينبغي الوفاء بمواعيدها واحترام مواقيتها والالتزام بها التزاما لا محيد عنه،وعلى الخصوص عندما يتزامن بثها مع طارئ من الطوارئ أو نازلة من النوازل تصيب البلاد والعباد أو حتى حدث يثلج صدور الناس..وبمعنى آخر،لا ينبغي الوقوف موقف التحجر والجمود واللامبالاة بعيدا عن المرونة والحكمة في تدبير الأمور وبعد النظر في التعامل مع الظروف والمستجدات الطارئة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو