الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكالمة من لندن : الدكتور محمد قاسم

نبيل قرياقوس

2009 / 6 / 1
سيرة ذاتية


قبل يومين , استلمت رسالة باللغة الانكليزية على بريدي الالكتروني وتصورت لاول وهلة انها رسالة احتيال من مليونير يطلب مني مساعدة لاسترجاع امواله من البنك ! او رسالة نصب تخبرني بالفوز بمليون دولار بـ ( اللوتو) على ان لا اخبر أحدا !

( انا محمد قاسم زميلك في كلية الهندسة ) هو عنوان تلك الرسالة , وذاك ما منعني من حذفها من صندوق الوارد قبل قراءتها . فتحت الرسالة باشتياق واذا بها كتبت بالانكليزية ايضا وفيها يتساءل محمد قاسم : هل انت ( نبيل ) الذي كان زميلي في هندسة البصرة قبل ربع قرن ؟ أجبت على الفورأجابة مختصرة : لك ابو جاسم الورد شلونك ؟ نعم انا نبيل , انا ببغداد مسلوك ابو ابونا , انت وين ؟ اسمع من زمان انت بلندن ! تلفوني هو ....

اليوم , اتصل بي ابو جاسم هاتفيا , وتبادلنا التحايا واستذكرنا كلمات الود الشابة التي كنا نتبادلها ونحن على مقاعد العلم , عرفت ان محمدا اكمل دراسة الماجستير والدكتورا في جامعات لندن وعمل واستقر منذ ذلك الحين هناك نافذا بجلده من تقشفات وحروب وحصار الحرشة والخبال . محمد قرأ مقالاتي المنشورة في ( الزمان ) , و توقع ( حسب ما قال ) ان لا يكون صاحب تلك المقالات الرائعة الا زميله ( نبيل قرياقوس ) .

بالمناسبة اقول : محمد قاسم عراقي , بصري , كان قبل نصف قرن شابا اسمرا نحيفا , متوسط الطول , عكش الشعر , خفيف الظل دائم الابتسامة .

كان محمد وزملاء وزميلات آخرون في كلية الهندسة بجامعة البصرة للاعوام 1975- 1979 يحضرون لقاعة المحاضرات منذ الساعة السابعة صباحا كي يحجزوا المقاعد الامامية لهم , وكانت بينهم اتفاقات دولية تحتم على اي منهم حجز مقعد للآخر في حال تأخره لسبب ما , والحجز كان بوضع دفتر او كتاب على المقعد ! محمد كان معروفا بكثرة القراءة لولعه بالهندسة , عكسي تماما , فقد كنت اختار آخر مقعد في القاعة الدراسية , وبينما كان محمد وزمرته يقضون ساعات الفراغ بين المحاضرات في اجترار المادة الهندسية , كنت اجول الجامعة لانظم الى اي قاعة فيها محاضرة ثقافية او فكرية , على كل حال نجح محمد بدرجة ( متوسط ) ونجحت بدرجة ( مقبول ) ولو كنت اقرأ بقدر ساعات قراءته فما كنت ارضى باقل من ( جيد ) !

أعود للمكالمة الهاتفية مع الدكتور محمد قاسم والتي استمرت لاكثر من نصف ساعة , فقد انقطعت لاكثر من مرة وفيها اخبرني محمد ان الراحل اباه منعه من السفر خارج العراق ما لم يتزوج عراقية ترافقه في غربته , ووذاك ما عمله محمد , وله منها الان ثلاثة اولاد, الكبير منهم ( حازم ) يدرس علوم الطب في لندن ( ما شاء الله ) .

سانصتكم في مقالات قادمة , على نص الحوار المهم , الصريح , المتعدد الابعاد , غير المصطنع , والذي دار بيني وبين ابو حازم اثناء المكالمة , منوها لحضراتكم ان الموضوع غدا أوسع من مجرد مكالمة , فقد اتفقنا على بقاء الخط الساخن بيننا كي تبث مكالماتنا بثا مباشرا للعالم ولعراقي الوطن والمهجر من خلال الحوار المتمدن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ