الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا السلطة

مي القيسي

2009 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من صغري وأنا أخاف المرتفعات أهابها ويصيبني الذعر منها ولازمني هذا الخوف إلى أن كبرت ولازلت اشعر بالرعب من الوقوف على حافة هاوية ومجرد النظر إلى الأسفل يجعلني اشعر بالدوار.
واخبرني احدهم إن هذا هو مرض نفسي يسمى ( الفوبيا ) .
واكتشفت في عراق اليوم إنني لست الوحيدة التي أعاني هذا المرض .. فالكثيرين ممن تسلقوا على أكتاف الغير ووصلوا إلى مناصب عليا يهابون النظر إلى أسفل ويعانون فوبيا من نوع آخر هي الخوف من السقوط من مرتفعات المناصب .. وكيف لا يخافون وهم يتحكمون بمصائر الشعب ويسرقون قوته.
ولعل ما حصل في وزارة التجارة خير دليل , فمنذ مدة ليست بالقصيرة والكل يتكلم بالعلن والخفاء عن الفساد في هذه الوزارة الذي لم يقف عند اسم الوزير الذي قدم استقالته وإنما الفساد شمل كافة فروعها باشتراك العديد من المسئولين وبمساندة الكثير من الموظفين .. فمثل هذه الشبكة لا يتم نسج خيوطها من قبل شخص أو اثنين فهي تحتاج إلى الكثير من الأيدي التي تحيك حبالها لكي يستفيد الجميع مع الاختلاف طبعا بالكم كل حسب مكانته ونفوذه
والموظفين البسطاء في هذه الوزارة يدفعون الآن ثمن خطأ ارتكبه الوزير المستقيل وأعوانه .. وهو عدم تسلمهم لرواتبهم لهذا الشهر , والمئات من العوائل من منتسبي هذه الوزارة ينتظرون الفرج الذي لم تظهر بشائره لحد الآن وأجلت الرواتب إلى اجل غير مسمى وبدون إعطاء أي مبررات , الجميع سعداء بما وصلت إليه هيئة النزاهة من كشف للمستور ويتمنون أن يتم كشف كل المتلاعبين لكن على أن لا نرتق القماش من جهة ونفتقه من جهة أخرى .
وهذه ليست الوزارة الوحيدة في العراق التي تعاني من الفساد الإداري .. فهناك الكثير من الوزارات التي تعاني فسادا بشكل اكبر لكن للان لم يتم الكشف عنها أو لم يتم اكتشاف مايحصل فيها , والله وحده يعلم ماذا تخبئ الأيام القادمة وكم وزارة سيحرم موظفيها من رواتبهم بعد أن تسقط أقنعة القائمين عليها.
و ماحصل في وزارة التجارة يعطي الشعب بريق أمل بعراق جديد , ويعطي المسئولين في الوزارات درسا وليعلموا إن ترك المناصب لمن يستحقها ويراعي الله فيها أفضل من الإصابة بفوبيا المناصب التي غالبا ما تكون نهايتها استجواب وفضيحة أمام الرأي العام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بريق امل
ماجد محمد مصطفى ( 2009 / 6 / 2 - 12:35 )
احسنت وخطوة صحيحة لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب وخاصة في قضية الفساد الخطيرة والمنهكة لاقتصاديات البلد اذ ان الفساد اولا سياسي ثم اداري ومالي ولو احسن التصرف باموال العراق لتحول حالهم الى رفاهية خلال اعوام قليلة
تمنياتي القلبية

اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين