الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردن على خط النار

أحمد فاخر

2009 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تتزايد حدة التوتر بين الأردن وإسرائيل، منذ وصول القوى الأكثر يمينية إلى الحكم، تحالف نتانياهو – ليبيرمان، بسبب السيل الجارف من التصريحات المتتالية ومفادها أن الأردن هو مكان الحل النهائي للقضية الفلسطينية، والوطن البديل للفلسطينيين. وقد صوت ثلاثة وخمسون عضوا في الكنيسيت على اقتراح أرييه إلداد بمتابعة بحث الموضوع في لجنة الخارجية والأمن.

إننا في حركة اليسار الاجتماعي الأردني، نتابع سيل التصريحات الإسرائيلية، ولا نشاطر أبدا الناطق الرسمي د. نبيل الشريف بأنها تصريحات لا تستحق الرد أو البحث، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصير الوطن ومستقبله.

إن مثل هذه التصريحات تستحق أكثر من إبداء استياء خجول، كما حصل مع وعد بلفور في الماضي، أو إجراء متواضع باستدعاء السفير وإبلاغه احتجاجا صيغ بطريقة دبلوماسية. لقد فوتت الدبلوماسية الأردنية فرصة ذهبية بإمكانية طرد السفير والحصول على تعاطف عالمي، وقتل طموحات اليمين الإسرائيلي في مهدها، بعد ارتكابه حماقة خرق اتفاقية السلام المزعوم مع الأردن. ونحن نرى أن هناك مخططا إسرائيليا جديا لجعل الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، ينهي إلى الأبد الصراع العربي الإسرائيلي، يصادر حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته الوطنية وعاصمتها القدس الشريف، ويحقق الطموح الإسرائيلي بجعل فلسطين كلها وطنا قوميا لليهود تحت حجج وأوهام توراتية بائدة.

إن إسرائيل لا تظهر الاحترام لأية قرارات دولية أو اتفاقيات ومعاهدات ثنائية وتعتبرها غير ملزمة وتريد تجاوزها في اللحظة المناسبة، وإظهارها بأنها لا تساوي الورق الذي كتبت عليه.

إن مثل هذه التصريحات العدوانية بمثابة إعلان حرب على الأردن لا يجوز أخذها باستهتار أو عدم المبالاة، بل على العكس تماما، تستوجب اتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة تظهر لإسرائيل أننا مستعدون للرد والدفاع عن وطننا بكل الوسائل والسبل وكل ما هو ضروري لقبر هذه المخططات الإجرامية المجنونة.

يتعين أن نضع الخطط المناسبة على المستويات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتعامل مع هذه التهديدات الرعناء. على الحكومة أن تعمل على التحرك الدولي السريع مع الدول الكبرى وفي مجلس الأمن والدول الصديقة، لأخذ تعهد دولي واضح وجلي يعترف بحق الفلسطينيين في فلسطين، بأن الأردن ليس وطنا بديلا، وتجديد الالتزام الدولي بأمن الأردن وسلامة أراضيه، وحق الأردن في مقاومة العدوان الإسرائيلي السافر عليه. والظرف الدولي مناسب لأخذ التعهدات الدولية المناسبة، ولكن هذا يحتاج لتحرك سياسي واسع ضمن رؤى شمولية واضحة لمخططات إسرائيل العدوانية وسبل مواجهتها.

أما على المستوى العربي، فلا بد أيضا من تحرك مناسب لتوعية الحكومات العربية بمخاطر الحديث عن كون الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، وان هذا يستوجب الوقوف إلى جانب الأردن ودعمه من اجل تطوير قدراته الدفاعية والاقتصادية، ولإعادة تسليح الجيش المرابط على خط الدفاع الأول عن الشعوب العربية في مواجهة المخططات الإسرائيلية، وان على الدول العربية أن تدرك أن التهاون في هذا الأمر سيضعهم قريبا على خط النار أمام إسرائيل وعدوانيتها.

أما الشيئ الأهم والحقيقي في مواجهة المخططات العدوانية الإسرائيلية فهو على الجبهة الداخلية. وهذا يستوجب القيام بخطط سريعة لتعزيز الجبهة الداخلية وتقويتها لإفهام إسرائيل أن محاولة تنفيذ هذا المشروع العدواني سيقاوم من الشعب الأردني بالحديد والنار، وسيقاوم الشعب الأردني بكل ما يملك من عزيمة وإصرار، وأنه سيكون على إسرائيل أن تعرف أن هذه المخططات ستكون كلفتها دامية، وحتى مجرد التفكير فيها.

نحن في حركة اليسار الاجتماعي الأردني نرى أن على الدولة أن تتحرك على الصعيد الداخلي بسرعة وحسم. ولا بد من اتخاذ خطوات هامة في سبيل بناء جبهة داخلية متينة يعبؤ فيها كل الشعب الأردني استعدادا للدفاع عن وطنه وذلك باتخاذ الخطوات التالية:-

1 تشكيل مجلس أعلى للدفاع الوطني، مهمته تعبئة الشعب خلف الجيش الأردني، ووضع الخطط المناسبة للتعبئة والحشد والقتال ضد أي عدوان على الأراضي الأردنية، ودراسة تجارب الشعوب الأخرى في المقاومة، واستنباط تجربة أردنية خاصة.

2 العودة إلى الخدمة العسكرية لكل الأردنيين، وتشكيل احتياطي رديف للجيش يكون قادرا على القيام بالواجبات الموكولة اليه.

3 تعزيز دور الدولة الاجتماعي في الاقتصاد والسياسة، والتخلي عن سياسات الخصخصة المدمرة، حيث أن القطاع العام هو الاقدر على توفير الموارد وتوجيهها بما يتناسب مع السياسة الدفاعية.

4 تعزيز الانتماء الوطني بعيدا عن أية انتماءات أخرى: القبلية والعشائرية والإقليمية والجهوية.

5 إعادة النظر في السياسات التربوية والتعليمية، وتعزيز الثقافة الدستورية والقانونية والديمقراطية وثقافة الحوار وقبول الآخر، على قاعدة الولاء الوطني وليس الولاءات المختلفة.

6 محاربة الفساد والمحسوبية والإثراء غير المشروع والولاء الكاذب، القائم على نيل المكاسب الشخصية على حساب المجتمع.

7 تعزيز الانتماء الدستوري القائم على نيل الحقوق الدستورية مقابل القيام بالواجبات الدستورية.

8 تفعيل دور الثقافة التقدمية والانتماء الوطني في الصحافة والإعلام والثقافة، في مواجهة ثقافة التجهيل والتخلف والانقسام.

9 بناء مؤسسات المجتمع المدني كافة وتعزيز دورها المجتمعي الحقيقي لبناء الدولة المدنية، وفصل الدين عن الدولة بتشريعات واضحة لا تقبل التأويل.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا احمد فاخر
احمد الجعافرة ( 2009 / 5 / 31 - 21:06 )
ياهل ترى يمكن يجي يوم تشطب فيه عبارة دين الدوله الاسلام من الدستور الاردني


2 - للأمانة
محايد ( 2009 / 6 / 1 - 11:42 )
القارئ العربي الذي لا يعرف ما يسمى بحركة اليسار الاجتماعي الأردني قد يغتر بهذا الخطاب المفرط في الثقة والذي يتحدث صاحبه وكأنه على رأس حركة جماهيرية لها ثقلها ..

وعلى رأي المثل ممكن يفكر تحت القبة شيخ

ولكن بما أنني أردني وقد أتيحت لي فرصة الاحتكاك بأكثر من عضو في هذه الجماعة فأجد من الضروري أن أكشف أن هذه الحركة التي تتمسح بقيم اليسار والتمدن والعلمانية التي هي منها براء ما هي إلا حركة مزيفة لا تجيد سوى الجعجعة ولن تتمكن أن تجذب شعبنا الذي تسيطر على وعيه قوى الظلام الإخوانية المنحطة،، لأنها لا تختلف عنها كثيرا ،، كما أن في داخلها اتجاهيا إقليميا فئويا لا يخجل أصحابه من نشر أفكارهم السوداء حتى على منابر تقدمية مثل الحوار المتمدن وأستعفف عن ذكر أسمائهم

قذارات الدولة وأذنابها مكشوفة لأي إنسان مخلص وليس بحاجة أحمد فاخر ولا الكلالدة ولا سيء الذكر ناهض حتر ليخبروه عنها


3 - أتمنى
فراس ( 2009 / 6 / 1 - 11:54 )
أن لا نقرأ لك مرة أخرى على صفحات الحوار المتمدن


4 - هراء
ابو سليمان ( 2009 / 6 / 1 - 12:34 )
ما تقوله يا سيدي هراء . فاذا ما وقعت الواقعة فسينتهي كل شيء . لقد تم اعداد وتسيير الدولة لتؤول الى ذلك الحال . فهل ينتظر ابناء البلوقراط ان يهب المسحوقون لنجدتهم وللدفاع عن الوطن ؟ اين كانوا عندما كان الفقير يمد يده دون جدوى . اما فيما يخص المواجهة فعلينا ان نحسب قوة عدونا كما نحسب قوتنا . فالعدو يملك ذخرا استراتيجيا يمتد من واشنطن الى موسكو مرورا باوروبا كلها . اما نحن فلا نملك الا سلاح خردة وهو صدقات من مستودعات امريكا وجيوشنا معدة للاستعراضات العسكرية وللاقتتال الداخلي وليس للدفاع عن الوطن . اما الدول العربية الشقيقة فلا يعول عليها بشيء والاهم من ذلك كله اخوتنا الفلسطينيون الذين نسوا فلسطين ولم يعودوا يتذكروا سوى ايلول الاسود آملين ان يكملوا بالاجهاز علينا بعد الضربة الاستباقية الصهيونية .


5 - فراس
أبو سليمان ( 2009 / 6 / 1 - 14:39 )
اظهر وبان عليك الأمان أيها الحقد على كل ما هو فلسطيني


6 - إلى المدعو أبو سليمان
فراس ( 2009 / 6 / 1 - 14:43 )
يسار بدوي ابزبطش

والحقد على كل ما هو فلسطيني لا علاقة له باليسار

وإذا كان حقدكم وشعوركم بالدونية أمام الفلسطينيين هو ما يحرككم للكتابة في هذا الموقع مثل العلاونة وابو طويلة ،، فتذكر ان هذا موقع يسااااررري ومتمدن وعلماني

وليس للبدو


7 - من الحاقد يا فراس ؟
ابو سليمان ( 2009 / 6 / 1 - 15:45 )
لا يحق لك ان تتطاول على الناس الذين احتضنوا شعبك واذا كان هناك حاقدون فالمؤكد انه ليس نحن . ويمكنك ان تنظر الى اقربائك في مخيمات سوريا ولبنان لتعرف حقا ان الله تعالى قد اكرمك واكرم شعبك عندما جاء بكم الى ارض البدو . والا لكنتم تتمنون ان تحصلوا على عمل . اما البدو فلم يمنعوا عنكم اي عمل بدءا بمدير بنك وانتهاء برئيس وزراء .

اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون