الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسول جديد اسمه -انترنت-..!

فاضل الخطيب

2009 / 6 / 1
الصحافة والاعلام


رسول جديدٌ اسمه "انترنت"..!

تصلح لكل شيء، تقدم العون، تعطي معلومات، تسمعنا موسيقى، تنظم نوادي وتجمعات عامة، تفاجئنا وتربكنا وتربطنا مع الآخرين والعالم.... ومن جهة أخرى يطرح السؤال نفسه، يا ترى كم تساعدنا على الحياة؟... – استخدام تعبير التأنيث للانترنت، يعبّر عن عدم إمكانية الاستغناء عنها، كما لا يمكن الاستغناء عن المرأة، ولأن دورها العظيم في حياة البشرية كدور المرأة العظيم في حياة كل شيء على هذا الكوكب -..
هناك من يقول أن حجم المعلومات الهائل وتنوعه يجعلها غير عملية ولا يمكن توجيهها. قديماً كانت مراكز المعلومات أو العلم موجودة في المدن، والأديرة، في المكتبات، والمدارس... وقد قاموا وقتها بتقسيمها بين مختلف فروع العلوم...
لا شك أنه تقوم "النت" بغربلة للمعلومات، ويبدوا أحياناً كما لو أنها تخلق نظاماً يوحي وكأنه ينتج الفوضى، أحياناً تعطينا معلومات ليست ذات نوعية مقبولة مثلاُ – تعابير الحق أو الحرية – ونجد أمامنا فتات وبقايا من المعلومات..
رغم ذلك صار من المستحيل العيش بدونها..
من منّا لم يسمع أو يقرأ كلمات أو حروف"دبليو دبليو دبليو دات أت.. وشيء آخر"؟..
لكنهم - ربما- قلائل الذين سمعوا عن انطلاقتها وتاريخها. ورغم أنها ولدت في أمريكا، لكن طفولتها لا تنفصل عن قمر سبوتنيك السوفييتي!..
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة، وخلال سنوات الحرب الباردة طلب، وزير التعليم والأبحاث الأمريكي من مجموعة علماء وباحثين، أن يقوموا بتطوير نظام شبكي للمعلومات. وكان الدافع المباشر والملّح هو إطلاق السوفييت للقمر الصناعي الأول سبوتنيك عام 1957، وبهذا سبق الاتحاد السوفييتي أمريكا في غزو الفضاء، وهذا يعني أن السوفييت كانوا متقدمين خطوة في مجال "الحرب الفضائية"..
وفوراً بدأ البنتاغون يبحث عن الفرص التي تساعد توصيل المعلومات بشكل سريع جداً إذا ما صادف حدوث قصف ذري من جانب السوفييت. وقد قام بحل هذه المشكلة معهد "راند" وعلى يد "بول باران"، وتطورت الأبحاث لتأخذ واقعاً تطبيقياً في "اربا" وهي مؤسسة لمجموعة أبحاث مشاريع معلوماتية، ربطت تلك النتائج العملية ووحدتها في شبكة كومبيوترات، وتطورت بعدها ببطئ حتى أخذت شكل الـ "انترنت" الحالي..
وفي أوروبا أيضاً استمرت الأبحاث وبشكل موازي لمثيلاتها في أمريكا ومنذ الستينيات من القرن الماضي، وفي عام 1969 قررت دول المجموعة الأوربية أو الاتحاد الأوربي آنذاك بضرورة تطوير النظام ليربط كل جامعاتها ومعاهدها في بلدانها الـ 19 وحددوا سنة 1973 كحدٍ أقصى لإنجاز هذا المشروع..
ورأى هذا الاختراع النور، في مرصد للفيزياء النووية تابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث بجنيف. وكان المهندس البريطاني تيم برناردز لي - صاحب هذا الاختراع - يعمل على استنباط تكنولوجيا لتسهيل التواصل بين العلماء. ولم يكن يعلم أن اختراعه كان بمثابة ثورة في عالم الاتصال.
في تسعينيات القرن الماضي صار واضحاً، أن العالم يشهد انطلاق مشروع هو الأول من نوعه في تاريخ البشرية والذي يحتضن العالم كله، وتقديراً لذلك قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في عام 1997 بتقديم ومنح جوائز رفيعة لعلماء ساهموا في تطوير هذا النظام، وفي عام 2005 قلّد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش علماء ساهموا في تطوير هذا العلم بأرفع جائزة أمريكية، وهو اعتراف رسمي للأهمية العظيمة للانترنت..
وكان قد تمّ قبل عشرين عاماً اختراع لغة (أتش إي أم أل) التي قامت بنقل الإنترنت، من مرحلة الاستخدام المحدود لسنوات طويلة في القوات المسلحة ومن ثم في الجامعات الأميركية، إلى مرحلة الاستخدام المدني على مستوى العالم.
ورغم عظمة الانترنت في العالم إلاّ أنه هناك معارضين أو منتقدين لها، عندهم أيضاً حججهم، وهي أن الانترنت تحمل أخطاراً ومساوئ بلا حدود..
منها مراقبة الحكومات – باستثناء النظام السوري، ما بيعملهاش - للمواقع التي يدخلها مستخدمو الشبكة، بهدف تكوين صورة عن أنشطتهم. إن تلك المراقبة قد تؤدي إلى تكوين ملف مفصل بدرجة كبيرة عن هوية الناس وعاداتهم وتوجهاتهم السياسية، وهو عملٌ غير قانوني، من المهم فعلاً محاربة هذا الشكل من التجسس.

لكنه رغم كل ذلك أصبحت الانترنت هي صورة ومرآة للمجتمع الذي يستخدمها، كما نحن أحياناً لا نرى أنفسنا في المرآة بشكل صحيح، لا يعني ذلك أن الذنب على المرآة..
وعلينا النظر إلى ميزات الانترنت ومحاسنها ومفاتنها، مثلاً ربط ثقافاتٍ وأناسٍ وتعريفهم على بعض.
ويجري تطويرها بشكل مستمر، ونحن مقبلون على تغييرات جديدة ستهز العالم أكثر، منها مثلاً: قراءة جزئيات "البيانات المرتبطة" بالحواسيب وليس مجرد صفحات الإنترنت التي تظهر عليها.
وسيسمح ذلك للمستخدمين بربط البيانات القابلة للقراءة ببيانات أخرى مشابهة والتحكم فيها مثل وضعها على لوحات أو رسومات بيانية. أي تحليلها واستخلاص النتائج آلياً.

و سيكون مستقبل الإنترنت مرتبط بالهواتف المحمولة، والأمر المثير أنه سيصبح الوسيلة الوحيدة التي تتيح بالفعل هذه الخدمة لكثير من الناس في الدول النامية.
وقد يكون هذا كافٍ لتقدير دورها العظيم، كما قال وعلّمنا "هيراكليتس" الكلاب تنبح فقط على الذين لا تعرفهم..
وعودة أخيرة للآراء حول بركات أو "ذنوب" الانترنت، لا شك أن حسناتها لا تقدر مقارنة بسلبياتها، ورغم ذلك لابدّ من القول أنه ينقص الانترنت بوصلة واضحة، فملايين المعلومات البسيطة "الجزئية" تشعرنا بإحساس ضياع شيء ما، ضياعٌ منيّ أنا، إضافة إلى الفوضى التي تشعرنا فيه... كل هذا وما شابه يكون "عائقاً" للتفكير العميق خلف الأشياء وإعادة تقييمها من جديد، والتفكير فيها من جديد...
أحياناً يشعر المرء أن على الانترنت أن "تسكّر بوزها شوية".. ورغم أنها ثرثارة، أنا أحبها وربما أظل أحبها ولن يخمد حبها...
إنها "رسولة" جديدة تباركنا، ورغم معجزاتها لكنها بالتأكيد ليست خاتمة المرسلين..

فاضل الخطيب، 31 / 5 / 2009.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأنترنت هو المسيح عيسى
عادل حزين ( 2009 / 6 / 1 - 01:09 )
أرجو الا يزعل أحد المتدينين من رأيى هذا. ولكنى مصمم عليه ومنذ مدة طويلة تلح على فكرة أنه لو قدر للمسيح عيسى ان يجىء حسب ثقة المتدينين فلا شك أنه قد جاء على صورة الأنترنت بوصفها المعرفة, ومعه جاء الكذاب أو المضل وهو برضه الأنترنت بإستعمالها السيىء بوصفها التجهيل والتدليس والتضليل...
الفكرة لا تزال تختمر فى رأسى ولعل لها تفصيل فى مقال آخر قريب.


2 - شكرا
سليمى ( 2009 / 6 / 1 - 11:55 )
عودنا الدكتور فاضل الخطيب على مقالاته الشيقة دائما , ومنها هذه , المقالة حول الانترنت , . حيث صور عللاقة العالم اليوم بالانترنت احلى تصوير في ايجابياته وسلبياته على السواء , فلانترنت كالحديقة الجميلة الملونة ولكنها لا تخلو من الشوك , منهم من يقطف الورد فيمتعه ومنهم من يقطف الشوك فيدميه . المجتمع اي مجتمع في العالم اصبح الانترنت مقياس تحضره , والحمدلله اننا في لبنان وسورية وبايعاز من سيادة الرئيس بشار الاسد الذي وضع ثقله في هذا الاطار زاد كثيرا في السنوات الاخيرة الاقبال على الانترنت . واصبح هناك العديد من المجلات والصحف الالكترونية يتابعها الكثيرون . كل يوم . والخير لقدام. انشاء الله . لا هم لدينا الا تحرير الارض من كل من يدنسها والاكتفاء الذاتي واللهاث وراء العلم والمعرفة ولا سيما ان الانترنت هو الوسيلة الاهم في عصرنا الحاضر من اجل طلب ذلك .
شكرا مرة اخرى للدكتور الفاضل والى المزيد من المقالات الشيقة .


3 - الله ما بتممها
فاضل الخطيب ( 2009 / 6 / 1 - 12:30 )
أشكر السيدة / الآنسة سليمى على كلماتها، وإطرائها، لكن كما يقال -الله ما بتممها- . ويقال أيضاً، أنه في كل شيء سيء يوجد الجميل، لكنني هنا أود قلب هذه ، الجملة - مع الاعتذار - وهو أنه في كلامها الجميل سقط سهواً، وهو أن سليمى لم تطّلع على أعداد المواقع التي منعها -سيادة رئيسها بشار الأسد- وهي بالعشرات، مع السماح للمواقع الإباحية.. وضعت الإسم بين معترضتين لسبب واحد فط، وهو أن السيد المذكور ورث السلطة عن الوالد الذي -اشتراها-بدورها في ذلك الوقت، كما ورثت أنا كرم العنب الصغير في عن والدي القرية.
ا،ا على قناعة أن الانترنت ستكون أكبر قوة وطنية معارضة ستساهم في إقامة البديل الديمقراطي وتكنيس أنظمة العساكر والمخابرات.
للاطلاع عى قسم منالمواقع المحجوبة في دولة -سورية الأسد- حيث كان وما زال من هواةالانترنت - آمل أن لا يكون هناك ربط بين السماح لروابط المواقع الإباحية والظلامية
مرة ثانية شكراً للآنسة، وآمل أن تتقبل رأي حول هذه القضية البسيطة، رغم أن الأيام هذه تذكرنا بـ 5 حزيران وبشكل تلقائي حزيران يذكر بـ أبو سليمان والجولان ووزارة الدفاع وقيادة سلاح الطيران و.. الله يلعن ابليس كثرناها شوية - قلت إنو النت إلها شغلات-.
http://www.almustaqbal.com.lb
المستقبل اللبنانية

http:


4 - شكرا
سليمى ( 2009 / 6 / 1 - 13:36 )
شكرا دكتور على ردك المطول
ومع اني لا اعرف كل هذه المواقع التي تذكرها ولكن يكفي مثل واحد عنها اعرفه لكي نعرف من اي نوع هي بقية المواقع التي حضرتك تقول انها ممنوعة . اما هذا الموقع فهو موقع السياسة الكويتية. ودورها الذي بات لا يخفى على احد , ويكفي ما كتبته بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري فهي سبقت المحكمة في الاتهام والمحاكمة ومعرفة المجرم ورمت بمكاييلها على جهة ذنبها ان السياسة الكويتية ضدها . وايضا اشارت باتهامها ونقلت عنها مجلة الشراع اللبنانية ان اللواء جميل السيد له دور باغتيال الشهيد الحريري , بينما وجدنا بعد اربع سنوات مرت على اتهاماتها ان الضباط الاربعة ومنهم اللواء السيد ابرياء براءة الذئب من دم يوسف .
محقة سورية ورئيسها بمنع مثل هذه المواقع التي تجيد فن الحبك على ذوقها والف سلام على ديمقراضية يفصلها الغرب على مقاسه ويحاول ان يلبسنا اياها .
نحن لسنا ضد كل انواع الديمقراطيات ولكن تلك التي تنبع من ارضنا ومن عشبنا الاخضر وليس من الخارج
وارجو ان تعلم دكتور ان لدينا من الهموم الوطنية ما يكفي يكفينا نحن في جنوب لبنان ما تحملنا اياه اسرائيل العدوة من مكابد ويكفي ما تجنده في الداخل اللبناني من عملاء مباشرين وغير مباشرين يساعدونها من دون ان يدروا
يكفي احتل

اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت