الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناظرة زاويّة بين القصّتين القصيرة والقصيرة جدّاً

رياض الحبيّب

2009 / 6 / 2
الادب والفن


سأحاول استقراء رؤيا حداثيّة للقصّتين القصيرة والقصيرة جدّاً
من زاوية رومانسية- غير أكاديمية
إذ الرومانسيّة باختصار شديد:
مذهب يتصف ببساطة التفكير وتالياً التعبير عن مكنونات النفس باسترخاء،
مستجيبة لأهوائها ومتحررة من قيد الواقعية

تحوي كلتاهما الأبعاد الإغريقية الثلاثة بلا ريب
للأولى مساحة وللثانية إزاحة- بالمفهوم الفيزيائي
أمّا بالمفهوم الجدلي:
تختزل الأولى مسافة الحدث على حساب الزمن
بينما اختزلت الثانية الزمن وتخطّته على حساب مساحة الحدث
قد تكمن في الثانية مشكلة هي الرمزية والغموض
في وقت تحتاج مجتمعاتنا- اليوم خصوصاً- إلى وضوح في الرؤية وتحليل بسيط للحدث
لذا قلّ جمهور الثانية عن جمهور الأولى- في تقديري- بالنسبة التي ما بين سرعة الصوت وسرعة الضوء
تعيش الثانية في مقهى خاص أو خلية حزبية
بينما ترعرعت الأولى في ملعب عام يجمع شمل فِرَق مختلفة إيديولوجيّاً-
من ضمنها فريق من الثانية بصفة فريق تخصّصي

يأتي الأهمّ في النهاية:
يصنع القاص المكان في الأولى والشخصيّات والحدث
في الوقت عينه يصنع القارئ شخصيّات الثانية ويحدّد المكان بمنظار رؤيته


لعلّ أنطون تشيخوف وإدغار ألّان بو من رواد الأولى في الغرب
ولعلّ الروّاد في الوطن العربي- من الشرق صوب الغرب:
محمد خضير في العراق وزكريا تامر في سوريا ويوسف إدريس في مصر ومحمد بوزفور في المغرب

ولعلّ القاصّ العراقي خالد الراوي (1944-1999) هو الرائد في مجال الثانية
أمّا في الغرب فينفع الكاتب الراحل إرنست همنغواي أنموذجاً-
سأورد له رابطاً لقصّة في نهاية المقالة

لا بأس الآن لو أتيت للثانية بمثال أو اثنين- كي أوضح وجة نظري
هذان مقطعان يصلحان للأسلوب الحداثي (أو الحداثوي- أترك للقارئ الكريم خيار التسمية)
قرأت مرّة للشاعر لويس أراغون قصيدة {إلزا أمام المرآة} نقلاً عن أحد المواقع الإلكترونيّة،
علماً أنّ إلزا هي محبوبة الشاعر
هنا مقطع القصيدة الأول:

في أوج مأساتنا
كانت طوال النهار جالسة إزاء مرآتها
تسرّح شعرها الذهبي اللامع
وكان يُخيّل إليّّ
أن يديها الوديعتين ترتّبان اللهيب
في أوج مأساتنا
[ترجمة: عبد الوهاب البياتي وأحمد مرسي]

وللشاعر نفسه- نقلاً عن موقع آخر- سأفضي إليك بسِرّ عظيم:

سأفضي إليك بسِرّ عظيم أخافك
أخاف ما يصحبك مساءاً عند النوافذ
والحركات التي تأتينها والكلمات التي لا تقال
أخاف الزمان المسرع البطىء
أخافك
سأفضي إليك بسر عظيم
أغلقي الأبواب
الموت أهون من الحب
لذا أتكبد عناء الحياة
[ترجمة: سامية اسعد]


وهنا قصّة قصيرة جدّاً (كلاسيّة- تقليدية) تحمل العنوان ذاته-
للكاتب إرنست همنغواي
http://records.viu.ca/~lanes/english/hemngway/vershort.htm

يا حبّذا لو تتمّ ترجمتها عن الإنكليزية
والترجمة عن الإنجليزية- وعن بعض اللغات السكندنافية- هي ما أخطط للمستقبل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم نفهم بعد واحد من الابعاد الثلاث
علاء الحداد ( 2009 / 6 / 1 - 19:55 )
بصراحة يا استاذ رياض لم افهم شئ من المقال ، ماذا تعنى بالمفهوم الجدلى والفيزيائى والابعاد الثلاث وما دخل الصوت و الضؤ بالقصة القصيرة وقد قرأت لادجار الان بو وانطون تشيكوف وكذلك هيمنجواى و زكريا تامر و يوسف ادريس لكن بصراحة لم اسمع بمحمد بوزفور ولا الخضير وحاولت استرجع ما قرأت و أطبقه على ما شرحت فلم افهم ، كنت انتظر استكمال حكايات الجن و العفاريت بالعراق


2 - مفردات ومفاهيم
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 1 - 22:40 )
شكراً لك أخي علاء الحداد على هذه الأسئلة والتي تسرّني الإجابة عليها- مع التقدير

الأبعاد الثلاثة في القصّة التقليدية: المكان والزمان والحدث

المنطق الجدلي: منطق تفكير علمي يرتكز على قوانين معيّنة في تفسير العلوم والاحداث. ويعتبر الفيلسوف الألماني هيغل مؤسس الفلسفة الجدلية بينما اعتبر الفيلسوف الألماني ماركس مؤسّس الماديّة الجدلية

الإزاحة- بالمنطق الفيزيائي: هي المسافة المتجهة بخط مستقيم

كان اسخدام النسبة بين سرعة الصوت وسرعة الضوء مجازيّاً
ومبالغاً فيه للدلالة على سعة رواج الأنموذجين المذكورَين من القصة أي القصيرة والقصيرة جدّاً

أحمد بوزفور من أبرز روّاد القصة القصيرة الحديثة في المغرب
http://en.wikipedia.org/wiki/Ahmed_Bouzfour

محمد خضير-من مواليد البصرة عام 1942- كاتب كبير من روّاد القصة العراقيّين خصوصاً والعرب عموماً. من أشهر أعماله -المملكة السوداء- و-في درجة 45 مئوي-

أمّا استكمال حكايات الجن والعفاريت (في العراق) فيتم خلال الأيّام المقبلة :-)

مع جزيل الشكر والتقدير لهيئة الحوار المتمدن


3 - الثقافة المصرية
علاء الحداد ( 2009 / 6 / 2 - 05:17 )
الاستاذ رياض - شكرا على التوضيح
هناك خصوصية لنا كقراء مصريون لانعلم الكثير عن غيرنا من الكتاب العرب فى كافة المجالات سواء أدب او فكر او حتى انتاج علمى ولم تصلنا اصلااعمالهم كان الادب المصرى من الانتشار و الغزارة بحيث لم نهتم بما حولنا ، عندما قرأت يوميات العقاد وجدت الكثير من القضايا الادبية و الثقافية محل خلاف بين ادباء و مثقفين عرب ترسل له للبت فيها ، وعندما قرأت للشاعر العراقى معروف الرصافى بصراحة فوجئت بتلك الموهبة والعقلية الابداعية الأسطورية الان
اخشى ان يكون كلامى مسببا بعض الضيق منا ولكن هذه هى الحقيقة يدركها اى قارئ مصرى


4 - ادمان التغريب
إبراهيم الشاهد ( 2009 / 6 / 2 - 10:44 )
عدد لا بأس به من المثقفين العرب يصر عل الاحتذاء بالغرب دون فحص أو تمعن وكأن كل ما ينتجونه مقدس ولا يقبل المراجعة ويرددون ما يصدره ليس في المفيد والفاعل , بل في الغامض والسقيم والمتذل !! ما هذه الفذلكات يا صديقي جئت تكحلها فعمبتها !! الابهام واستخدام المصطلحاتا(الحداثية) ليست دليلاًعلي عمق الثقافة وتجذر الوعي .. أنصحك _ونفسيوجميع الأصدقاء_بأخذ ما يفيد وينتج ثقافيا وتكنلوجيا لا ما ينتج عن أزمات الغربيين وتشوشهم ..لدينا ما يكفينا من التشويش والعبث ولا نحتاج الى المزيد...وأرجو المعذرة


5 - مصر أمّ الدنيا واليونان هي الدنيا
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 2 - 12:03 )
أخي علاء الحدّاد
أثارت مداخلتك الأخيرة شؤوناً عدّة
وفي وقت حاولت أن أجيب عليها تجمّعت في ذهني ذكريات أخرى
حتى أصبحت الإجابة بذرة لمقالة جديدة-
قادمة قريباً وعنوانها: الله يوناني
سأشير إلى مداخلتك الراقية في المقالة- مع التقدير


6 - الكاتب والصناعة
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 2 - 12:45 )
الأخ الكريم إبراهيم الشاهد- شكراً في البداية على مرورك ومداخلتك

لست من المدّعين عمقاً في الثقافة ولا تجذراً في الوعي
فالآن أكتب إليك ببساطة شديدة وبعينين مغمضتين تقريباً
لأنّي منغمس في قراءة قصائد لمجنون ليلى ومجنون إلزا معاً

ولكنّ في مقالتي المتواضعة إسماً لعلّك سمعت به من قبل
هو اسم الأديب العراقي الكبير عبد الوهاب البيّاتي
ولديّ تساؤلات قد تصلح جواباً لمداخلتك الكريمة:
ما الذي يدعو أديباً عملاقاً ليترجم لشاعر فرنسي؟
وهل تظنّ أنّ في التراث العربي ما يكفي الحاجة المعرفيّة للإنسان العربي نفسه؟
وهل تظنّ تالياً أن المثقف أكان عربيّاً أو غربيّاً يصنع صاروخاً بمقالاته أم انّه يساهم في بناء الفكر الذي أدّى إلى صناعة الصّاروخ؟

لفتني أخيراً مقطع من المداخلة: (ويرددون ما يصدره ليس في المفيد والفاعل, بل في الغامض والسقيم والمبتذل)
ولكنك لم تعط مثالاً واحداً لنتاج ما- لا يزال غامضاً لديك وسقيماً ومبتذلاً- كي تكون مداخلتك موضوعيّة ومتحرّرة من قيود الإنشائيّة.

مع التقدير

اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل