الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناظرة زاويّة بين ثلاث قصص

رياض الحبيّب

2009 / 6 / 3
الادب والفن


خدعوك فقالوا فلان رائد القصّة في الشرق وفلانة رائدتها في الغرب
[الكاتب يُخاطب نفسه]
لقد ولدت القصة مع الإنسان الأول
هل عندك عناصر القصّة
إذاً أنت قاصّ وأنت قاصّة
أنت الرائد وأنت الرائدة
لأنّ بصمة إبهامك لا تنطبق على بصمة إبهام غيرك
[الخطاب عينه للمذكر والمؤنث- لا فرق عندي بينهما]
ولو اجتمعتْ أقلام الدنيا ما استطاعتْ أنْ تخمّن مكانك وأنت تتأمّل أو تصوّر لتكتب
سواءٌ أكنت في حديقة عامّة أم في الحمّام
هناك مواهب تظهر في كليهما

هذه قصّة الحديقة إذ مرّ شابّ أمامي حسن المظهر يسعل ويبصق على الأرض
وسيّدة أنيقة تتمشى خلفه مسافة عشرة أمتار
وقع نظرها على إحدى البصقات فأخرجت محارم من حقيبتها اليدوية وبدأت بالإستفراغ
لم يلتفت الشاب وراءه فلا يدري ماذا حدث ولم يفكّر
لا يوجد شاهد سواي

أمّا قصّة الحمّام فهذا نصّها باختصار شديد
[أهمّ ما في قصصي ما قلّ ودلّ فما عداه كلام فارغ محلّه الطبيعي سلّة مهملات]
رأيت زميل عمل يخرج من الحمّام– من الطراز الغربي- وفي يده اليمنى جهاز حاسوب صغير
كنت أنتظر دوري واقفاً وقد تنبّه إلى تساؤل رآى في عينيّ أثناء محاولته اجتياز محيط وقوفي
فأجاب مبتسماً: كنت أعمل بعض حساباتي
هذا لا يهمّ عندي فالمهمّ أني أريد أن أقضي حاجتي
وفي ذهني أن الزميل يسحب الماء مرّة واحدة ولا يلتفت خلفه
لقد احتجت إلى خمسين لتراً من الماء لكي أتخلّص من آخر مخلّفاته
أمّا الراسب المنطبع في ذهني إلى اليوم فهو اسمه الذي لا يمكن أن أنسى
أطلقت اٌسمه- بدون إرادة- على كل كلب يوقف سيّده (أو سيّدته) ليقضي حاجة طارئة في الحشيش المحاذي لطريق المارّة
[ما أعظم أن يلتفت الإنسان خلفه في كلّ شاردة وواردة]

لكلّ قصّة أربعة إحداثيّات:
الزمان والمكان والحدث ومقوّمات الكتابة
[أحترم غير هذا من تعاريف]
أنواعها من زاوية رؤيتي ثلاثة
قصّة أكتبها بنفسي وهي أسوأ أنواع القصص
وقصّة يطبخها القارئ {معي} تكون ذات نكهة مقبولة عند المؤلّف والقارئ وهذه حسنة
أمّا الحسنى فالقصّة التي يصنعها القارئ بنفسه ما يعني الأثر المتروك في عقليّته!

أمّا معدّلات نسب رواج القصص الثلاث وانتشارها
فهي في تقديري تقترب من معدّلات السرَع المختلفة لسلحفاة وأرنب وغزال
في إمكانك- أيها القارئ اللبيب- تقدير نسب أخرى
كالتي بين سرعة قطار وسرعة الصوت وسرعة الضوء

لا بأس الآن لو ضربت مثالاً لقصة أعجبتني
لكنّها قصّة منسوجة بخيوط مشاعري من إرهاصات الماضي
قصّة حبكها مقطع من قصيدة للشاعر فيديريكو غارسيا لوركا- عنوانها: الزوجة الخائنـة،
ترجمها إلى العربيّة: عبد السلام مصباح

معفرة كانتْ
بقبلات ورمل
حملتها بعيداً
عن النهر
كانت سيوف الزنابق
تهتز مع الهواء
تصرفت بتلقائية
كغجري أصيل
أهديتها علبة كبيرة
للخياطة
من نسيج تبني اللون
ولم أرد أن أعشقها
لأنها متزوجة
قالت إنها صبية
حين حملتها إلى النهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة سيريالية
علاء الحداد ( 2009 / 6 / 2 - 19:51 )
تحية للأستاذ رياض
للمرة الثانية لم افهم شئ عدا الفقرة الاولى والتى تعنى ان اى طفلة فى الابتدائى نعتبرها رائدة حين تكتب موضوع التعبير
اما عن قصتى الحمام و الحديقة فما فيهما من بصاق و مخلفات اصابنا بالقرف
هل قرأت يا طالع الشجرة للحكيم قصة عبثية يتداخل المكان و الزمان بعدما قدمها الحكيم جاء شاب بقصة مماثلة تخاريف يعنى مثل الاستاذ الحكيم بعدها توقف الحكيم تماما عن مسرح العبث
مثلما صرحت بأعجابى بما قدمت من قصص و مواقف انسانية وتصويرك للعذاب و الشقاء البشرى اصارحك بأن ما تكتبه الان يدخل فى نطاق العبث غير المفهوم ، هل تطالع رسومات دالى


2 - الشاطئ الآخر
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 2 - 23:20 )
الأخ علاء الحداد المحترم

لو امتلكت الطفلة المذكورة في مداخلتك مقوّمات الكتابة فهي رائدة من موقعها!
ألم تسمع بمواهب الأطفال؟ علماً أنّ منهم أكثر فطنة وموهبة من الكبار بل هم الأكثر عفويّة ومصداقيّة!

أمّا موضوع إصابتك بالتقزز والنفور وأنت تقرأ (إذ القرف كلمة عامّية- إن كانت بالمعنى الذي قصدتَ) فلهذا أرجو أن تعيد قراءة المادّة بهدوء وأن تنظر من الشاطئ الآخر، أي كيف تصف شعورك وأنت تصادف الحالتين بمرآى عينيك في وقت أصِبت بالتقزز لمجرّد القراءة؟ وهل تظنني تالياً أهدف إلى أن يتقزز القارئ أم إلى انتقاد ظاهرة اجتماعية سلبيّة ينبغي التنبّه لها والتنبيه ما لزم الأمر؟

أمّا الكاتب المسرحي توفيق الحكيم فلم أتابع سيرته من زمن طويل نسبيّاً. وأنت- على أيّة حال- أقرب إليه منّي وانّ أهل مكة أدرى بشعابها- كما يقول المثل

شكراً لك على مصارحتي وإني أحترم رأيك وذوقك

أمّا سلفادور دالي فقد اطّلعت على رسومه بالتأكيد
فهو وسائر أعلام الفن قد أسّسوا أجمل محطّات العشق والخيال- مع التقدير


3 - مواضيعك مميزة
ج ح ( 2009 / 6 / 3 - 03:08 )
أولا أريد أن أشكر لطفك بتوضيحك أمور تفوت على القارئ....لقد بدات بقراءة كل ما كتبت***حيث أعلمنا الأخ- وايز م -عن الموقع الذي نستطيع فيه قراءة مقالاتك العظيمة الذي إعتدنا عليها...وسأواصل القراءة إلى أن أنتهي ... وسألاحق كل جديد يصدر ...
ج ح


4 - سيّدتي الأخت المباركة ج ح
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 3 - 03:58 )
لي عظيم الشرف بمروركم وتشجيعكم
وبإطرائكم فوق الإستحقاق
مع جزيل الشكر لكم وللأخ الرائع السيّد وايز م وفائق محبّتي ولسائر الإخوة والأخوات- هناك- وفائق التقدير


5 - أخيرا عرفت الموقع الذى بحثت عنة كثيرا
mama ( 2009 / 6 / 3 - 14:06 )
كما قال السيدة ج ح
لابد من قراءة كافة المقالات تباعا
أسلوبك خاص مميز قوى يستحق القراءة
الى الامام دائما


6 - سيدتي الأخت المباركة mama
رياض الحبيّب ( 2009 / 6 / 3 - 16:28 )
اليوم عندي هو الأكثر سعادة حتى اللحظة بعد مرور أختين مباركتين من الزميلات- في موقع آخر- على رابط لمقالاتي في موقع الحوار المتمدّن

من الإفتخار والإعتزاز القول- بهذه المناسبة- بأنّ الحوار المتمدن قد جمع الأقلام المختلفة فكريّاً ومذهبيّاً- وجهاً لوجه في حوار بنّاء وهادف- بدون مبالغة بل هذي حقيقة سارّة سأكتب عنها في مقالة قادمة قريباً

إنّما يسرّني أكثر اللقاء عبر صفحاته مع أقلام جميع الأحبّاء من الإخوة والأخوات والأصدقاء بالإضافة إلى أقلام سائر القرّاء الكرام-

مع جزيل الشكر- أختي الغالية ماما- على مداخلتك وفائق التقدير

اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام