الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل عام وأطفال العراق هم أطفال العراق

حمزه الجناحي

2009 / 6 / 2
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


كل عام وأطفال العراق هم أطفال العراق

ان تكتب عن الاطفال في اي مكان من العالم لا بد لك ان تشعر بسعادة وغبطة قلما يشعر فيها انسان عند هيجان مشاعره لأي حالة فرح تمر به فالطفل هو اجمل مخلوق وجد على الارض فلا يضاهيه في الجمال لا طبيعة ولا شجرة ولا حيوان لا طير بتعدد الوان ريشه فهو مخلوق بريء جميل يتصرف كما يحلو له ويامره ذالك المخ الابيض الغير مدون على صفحاته أي شيء والجميع ينظر لذالك المخلوق نظرة العطف والحنان حتى تتوقف تلك النظرة عندما يفارق ذالك المخلوق سن الطفولة وبعدها ينتقل لمرحلة الشباب وهي بعيدة عن تلك التأملات لذالك المخلوق الرائع الجمال ,,
اما الام والاب فهما المملكة التي يملكها ذالك الطفل والتي يعتبر نفسه بالفطرة هو الملك والامر والناهي على امه وابيه وهما بدورهما ينظرون له كأنه الهبة التي اوهبها الله لهما كونهما المحضوضان الوحيدان اللذان يملكان مثل هذا الطفل والذي قل نظيره وجمال احد مثل جماله فترى الاب والام يتمسكان بأبنهما ويعتبرانه اجمل ماخلق الله حتى لو كان طفلهما يحمل جينات القرد فهو بنظرهما الغزال ..
في العالم كل العالم الاطفال لهم حقوق والقوانين ضمنت تلك الحقوق لذالك المخلوق ووفرت له كل وسائل البناء الصحيحة والاعدادات البدنية والعلمية والصحية ووفرت له ايضا قوانين تحافظ على سلامة ذالك الطفل كونها تعد المستقبل بعينه لبناء جيل قادم يقود الامم ...
ان تكتب عن عالم الطفولة تشعر بما يشعر به كل كاتب حر يعرف معنى الطفولة الحقة التي تعيش تحت ضلال القانون وتحت ضلال الحقوق المدنية لها والتي كفلتها الاعراف قبل ان تسن القوانين لكن ان تكتب بالذكرى هذه عن اطفال واناملك تبكي لأنك تكتب عن شريحة مجتمعية ممغوطة الحقوق ومسلوبة ومسروقة براءتها وكينونتها النفسية والبدنية والصحية والجسدية فلابد ان تدمع العيون وتبكي الحروف لأنك امام واقع من مجتمع بعيدا كل البعد عن ما تتمناه لأولاءك الاطفال وهذا ما نراه في وطن فيه اكثر من خمسة ملايين يتيم وفيه اكثر من ذ الك عندما ترى هؤلاء الاطفال محرومين من ابسط مشاعر الحنان الابوي كونهم لا يعرفوا للاب مكان في قلوبهم فهم ولدوا ايتام نتيجة للحروب والمشاكل الامنية التي وقعت على وطنهم فوجدوا انفسهم لم يمروا بتلك المرحلة التي تهيأ لما ياتي من السنين لمرحلة الشباب وجدوا انفسهم يحملون هموم لا يحملها الا الكبار ووجدوا انفسهم لا يعرفون للبكاء معنى ووجدوا انفسهم يعاملهم الغير وكأنهم في سن الشباب ووجدوا انفسهم يعيشون تحت وطاة العمل الشاق ومن كان محضوض في العيش وجد نفسه له سقف ولم يجد ام ولا اب فترعرع في بيوت الايتام او في بيوت غريبة تعامله على قدر مايقدم من خدمة لتلك البيوت فعمل الاطفال في عراق اليوم والامس باعة متجولين عند تقاطع الطرق وسخروا لأعمال لا يعملها الا الكبار المتمرسون فيها مثل السرقة او التسول او حتى القتل والتجاوز على الناس درستهم مدارس خارج البيئة التي يجب ان يكونوا فيها حتى وصل حال الطفل العراقي الى مرحلة غسل الدماغ ليصبحوا طيور من طيور الجنة بعد ان تملا اجسادهم بالمفخخات ليفجروها وسط الحشود أو ان البعض من تلك الطفولة الفلذات وجدوا انفسهم وقد باعهم الاهل في سوق الرقيق ليسدوا بعض من حاجات الاهل الذين يعيشون تحت طائلة الفقر المر فيضطر الاب او الام ان تبيع لتجار الطفولة اجمل واقوى وافضل الابناء لتحصل على مبلغ تستمر به الحياة في ذالك البيت فكان الطفل هو الضحية ,,,
لا مدارس ولا امان ولا اب ولا قانون ينظم حياة الطفولة التي بلغت الملايين ليس غريبا وانت تمر بعجلتك على محال تصليح السيارات فترى طفل لا يتجاوز الخمس سنين وهو تحت مركبة عاطلة ليصلحها ووجه تلطخ بالدهون والشحوم وملابسه قد اسودت من تلك المواد وما ان تساله حتى يجهش بالبكاء لأنه لا يعرف ماذا يجيب او لعله تعرض للأعتداءات النفسية والجسدية اور بما حتى الجنسية وهو لا يعرف ماذا يجري له ومن الذي وضعه في هذا العالم ومن يتحمل مسئولية وجوده ولماذا هو موجود بينما اقرانه يعيشون عيشة الطفولة التي تتمناها سنينه الخمس التي يمر بها اليوم كل ذالك يجري له لأنه عراقي وولد على ارض لم تعرف الا ان تبكي ابناءها الصغار وترميهم على قارعة الطريق ليحلوا محل الناس الكبار ويستحوذوا على اعمال لا يعملها من هم في تلك السنوات الغضة ,,,
لا يمكن ان تحتفل بالطفولة العراقية التي اليوم الذكرى السنوية للطفل العالمي الا وانت تبكي وتدع دموعك تفضح مشاعرك على ذالك الطفل الذي يعيش المأساة بعينها وانت ترى اطفال في دول الجوار ينعمون بطفولتهم وينعمون بأحضان الحنان الابوي وباحضان القانون الذي وجد لهم حقوقهم وينعمون بلعب المستقبل ومدارس الاجيال ترى كل ذالك وتنظر الى تلك الصورة المأساوية الذي يعيشها الطفل العراقي والذي اعتقد لاالقانون ولا الحكومات ولا العرف ولا القلوب قد رفت لحالهم فتركتهم لعب بيد الانحراف والشارع وتجار العبيد عشرات من السنين واطفال العراق يختلفون في كل شيء حتى يفارقون طفولتهم وهم لم يمروا بها فتراهم يصبحون خشني التصرف سريعي الانفعال بعيدين عن االهدوء,,
والطمأنينة لم تزرع في حدائقهم والعاب الطفولة ولم تنمي مداركهم مرحليا ولدوا هكذا فتلقفتهم الشوارع والايادي الخبيثة لتصنع منهم شباب ليس كاالشباب المتعارف في تركيبته والذي مر بمرحلة الطفولة او الذي حصل على النصيحة والتعليم هكذا هو الامر في العراق مر حتى الاشمئزاز لعدم الاهتمام بتلك الشريحة ...
اطفال العراق يجب ان تسن لهم قوانين تنظم حياتهم وتعتبرهم اطفال قبل ان يصبحوا شباب وهم بسن الطفولة واعتقد ان تجد وزارة للطفولة ليس بالامر المستهجن ولا هو بالامر المستحيل وتسن لهم قوانين مثلهم مثل الشعوب المتمدنة ..
لأطفال العراق كل المحبة والامنيات بان يعيشوا هذه المرحلة كما يعيشها غيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك