الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة زينب البغدادية ...ترويها من قبرها

فادي يوسف الجبلي

2009 / 6 / 2
كتابات ساخرة


هذه القصة مهداة الى ثائرة عراقية كرست حياتها من اجل الدفاع عن حقوق المرأة ، وكانت قد عرضت عليّ قبل سنوات خلت ان انشر هذه القصة في جريدتها والتي تصدر في بغداد فأعتذرت منها على تلبية طلبها لسبب بسيط وهو انني لا استطيع ان اروض كلماتي لكي تتناسب مع قواعد وضوابط النشر في مملكة الله . لذلك اهدي هذه القصة اليها والى جميع المجاهدات في سبيل عزة المرأة وكرامتها في أمة احتقرتها لدرجة ان رجالها عندما يركبهن يرددون انشودة :- سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنيين.
..................................
مرحبا بكم
انا اسمي زينب البغدادية اكتب اليكم قصتي من قبري بعد ان قضى رجال الله عليّ ، ومن هذه الكلامات استطيع ان اجزم بأنكم قد عرفتم السبب الذي لأجله قضى رجال الله عليّ ، نعم فما ببالكم هو تماما ما أوجدني الان في القبر ولكنني اؤكد لكم انني اشعر هنا في القبر بسعادة اكبر لأن الكلاب لا يمكنها ان تنهش في جسدي الضعيف كما كانت تنهش فيها في دنياكم ، وفي بيتي الجديد (قبري) عرفت لأول مرة بأن من حقي ان افكر ففكرت وها انا اترجم ما يجول في فكري وادونه لكم ، ولأنني كما اسلفت مطمئنة من ان انياب الكلاب وبراثنها لا يمكن ان تصلني في بيتي الجديد فلا اجد حرجا في فضحهم فأقول :
كنت في دنياي والتي لا اجد اية رغبة بالعودية اليها من جديد بالرغم ما فيها من اشياء جميلة ، كنت فتاة جميلة تربيت في مجتمع حصر مهمة المرأة بين المطبخ والفراش ولأن الفراش هو خاص بالنساء من دون الفتيات فلم يكن لي فراش أؤي اليه وبالرغم من ان غالبية بنات مجتمعنا تؤمن بنظرية المطبخ والفراش وما ان يحين وقت الفراش حتى يأويين اليه بكل هدوء وسكينة ، ألا انني من حسن او سوء حظي لم اكن كالاخريات لذلك تجاوزت الخط الاحمر ، اقتحمت المحرمات، اغضبت الله ،اغضبت المجتمع برمته ....احببت .
ولا جريمة تعادل جريمة الحب في مملكتنا.... مملكة الله .
كنت اعلم بعواقب هذا التحدي ، ومع ذلك تحديت ، لسبب بسيط هو انني اصبحت احتقر ذاتي لأنني ولدت في هذا المجتمع الوضيع ، هذا المجتمع الذي ما زال يربط لجام النساء بعنق البعير في رحلات الصيف والشتاء عبر الصحراء كي لا تنفلت المرأة من القافلة وتأؤي الى حفرة وتقوم بمغامرة كتلك التي قامت بها قدوتها قبل سنين طويلة .
نعم انتقمت من المجتمع ومن الله ومن الوطن ومن نفسي ايضا انتقمت من الجميع بالحب فأحببت وكانت النتيجة ان حصلت على لقب (سافلة) ولكن شتائمهم لا تعني لي شيئا فهم امة تربت على الشتائم والحقد والكراهية ...هم يوصفونني بالسافلة لأنني مارست الحب مع من احب ...وهم في نظري اسفل من سفلة ...انا عندما مارست الحب مع حبيبي لم نكن نمارسه من اجل الممارسة... كنا في تلك اللحظة قد اصبحنا جسدا واحدا وتركنا هذا الجسد في الارض بينما ارواحنا تألقت في الفضاء تتذوق حلاوة الحياة وما ان هبطت ارواحنا على الارض مرة اخرى حتى وجدنا انفسنا قد فعلنا فعلتنا التي فعلناها ...اما هم فأن الجنس في عقيدتهم هو ادنى من الطبع الحيواني ...انهم يمارسون الجنس من اجل النسل فقط ولا علاقة له بالمشاعر الانسانية ...بل ان الجنس عندهم هو من طرف الرجل فقط الذي يركب دابته (زوجته) وهو يردد انشودة : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنيين .
وبعد ان ذقنا الحب معأ كان لابد لنا ان نكون على موعد مع حفلة الاعدام .ولأن قوانين المجتمع هي مستوحات من قوانين السماء فأن حكم الاعدام قد صدر عليّ مباشرة من المجتمع بعد تثبيت التهمة تمامأ كما ان الحكم على الكافر في السماء هو الحرق الابدي بغض النظر عن دوافع واسباب كفره .
وكانت حفلة اعدامي حفلة بهية جدا حضره جمع غفير من كلاب الله الشرسة وبعد ان وثقوني في احد اعمدة الاسلاك الكهربائية تجلت حقدهم عليّ بأن لم يعصبوا عينيّ وكأنهم بذلك يستهدفون الى زيادة معاناتي ، وكان هذا من حسن حظي لأنني تمكنت من ان احتقرهم واحدا تلو الاخر بنظراتي ، وكما هو ديدنهم فأنهم يستهلون الانقضاض على فريستهم بصيحات الله اكبر الحماسية ، وبعدما اشتدت هذه الصيحات وجدت من الضروري ان اخرسهم فقلت لهم كلاما زلزل الارض تحت اقدامهم ...قلت لهم:
اف لكم من أمة منحطة جعلت شرف الله والرجل والوطن بين فخذي المرأة المسكينة ، انكم لا تستحقون الحياة لأنكم عبيد الموت ، فلنا الحياة ولكم الموت وأن كانت المعادلة معكوسة اليوم فأنها حتما ستستقيم في الغد او بعد غد. وما ان انتهيت من كلماتي حتى بدأت معركة تحرير القدس بأن امطروأ جسدي الضعيف بوابل من الرصاص.
......................
هنا في العالم الاخر عالم البرزخ تعرفت على فتاة دانمراكية اسمها جين مرحة جدا احبتني كثيرا لهول مصيبتي واحببتها لطيبتها اللا متناهية .قصتها تتلخص في انها بعد ما تمتعت بملذات الحياة ولأنها تعتقد جازمة بأن حياتها ملك لها وليس لباريها .قررت في لحظة ما ان تنتحر وتغادر الدنيا وتنتقل الى العالم الاخر وقبل تنتحر كتبت رسائل اعتذار الى جميع اصدقائها ومعارفها لأن فعلتها لا بد ان تكون لها مردود سلبي على نفسية اصدقائها والمقربين منها .
وعندما عرفت قصة انتحارها تذكرت بألم شديد قصص المنتحرين من امتنا اللذين لا يتوانون من الابتسامة في وجوه الاطفال كي يقتربوا منهم ثم يفجرون اجسادهم العفنة كي يغتالوا براءتهم لتأتي الملائكة وتأخذ اشلائهم الى جنة الشذاذ والافاقين في السماء لكي ينعموا بعاهرات الله من حور العين . فشتان بين فن الانتحار عندهم وعندنا .
وبعد ان عرفت صديقتي سبب وجودي في العالم الاخر حدثتني عن عن الفتاة الغربية وقالت (ان الفتاة الغربية تنظر بأحتقار شديد الى غشاء بكارتها وتعتبرها رمزأ لغباوتها وهي تسعى الى ازالتها مع اول فرصة تتيح لها وما ان تفضها حتى تزهو بنشوة النصر)*.
فقلت لها ان الفتاة في امتنا عليها ان تحافظ على هذه الجوهرة الثمينة طيلة حياتها الى ان تدخل في قفص الزواج كي تقدمها لمالكها(زوجها) كي تنال رضاه.
وتكاد صديقتي جين لا تصدق كلامي وهذا ما يدفعها الى ان تروي المزيد عن الفتاة الغربية فتقول بأنها في حياتها الدنيوية وعندما كانت تعود الى بيتها لوحدها بغياب صديقها فأنها كانت قبل ان تخلد الى النوم تخلع جميع ملابسها وتحتسي كأسا من الوسكي ثم تحتضن كلبها الصغير وتجعل رأسه بين نهديها كي يداعبهما ثم تنومه بجانبها .
يا للهول!! ما ان سمعت كلام صديقتي حتى تذكرت انهم علموننا من الصغر ان الفتاة التي تضع يدها على نهديها يحرقها الله بالنار لأن في ذلك خطر شديد على الامة ربما كان السبب في انقراض النفط في مملكة الله مما قد يجبر ابناء الامة الى العودة الى العراء كي يقضوا حوائجهم.
وبعد ان عرفت صديقتي ان امتنا تحركها ايات واحاديث ألحت عليّ ان اسرد لها بعضأ من هذه الاحاديث والايات ، وبالرغم من ان ذكر الماضي مؤلم بالنسبة لي ألا انني لم اجد مخرجا من مصيدة صديقتي الطيبة فذكرت لها الحديث النبوي التالي:
(رفقا بالقوارير فأن عقلهن يتطاير مع الريح)
وما ان ذكرت لها هذا الحديث حتى كادت صديقتي ان تنفجر من الضحك وعلقت عليه بما يلي :
هذا الحديث صحيح بدليل ان نساء جيبوتي هن اكثر عقلانية
من نساء اسكتلندا لأن جيبوتي تقع في المدار الاستوائي ولا تهب عليها رياح كثيرا كي تأخذ معها عقول نسائها بخلاف اجواء اسكتلندا التي تشهد هبوب الرياح بصورة مستمرة وتأخذ معها عقول نسائها كي ترميها في البحر ولا بد لي ان اعترف لك يا زينب(وما زال الكلام لصديقتي الدانماركية جين) ان رسولكم كان ذكيا جدا بدليل انه امر رجال امته بسجن النساء في البيوت كي لا يتعرضن لرياح يتطاير عقولهن معها ، بينما في الغرب الجاهل لا يدركون هذه الحقيقة العلمية لذا تجدين نساءه ما هن عليه من غباء.
وصدقيني لو سمعت بهذا الحديث وانا على قيد الحياة لأضفت صورة اخرى الى الصور التي بها نضحك على عقولكم ولرسمت رسولكم وهو يجمع بكلتا يديه عقول قواريره المتطاير في الهواء.
طبعا بالرغم من تهكم صديقتي جين ألا انها كانت تنطق بالحق لذلك ادرت وجهي عنها وتوجهت قبالة الامة واشرت اليها بيدي وانا اقول :
يا امة ضحكت على جهلها الامم.





*هذه العبارة مستوحاة من وليمة لأعشاب البحر للمبدع حيدر حيدر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحمدلله انا رجل!
aziz ( 2009 / 6 / 1 - 22:33 )
عندما التفت حولي وارى واقع النساء في بيتي ومجتمعي وبلدي فإني اشكر الله الذي صيّرني رجلاً ولستُ أنثى تعاني الويل والمشاكل كل المصايب عى راسها .


2 - ولله في خلقه شؤون
رائدة جرجيس ( 2009 / 6 / 2 - 19:03 )
جميل تناولك لهكذا موضوع يا استاذ فادي
الفرق كبير بين الدابة واالدابة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم هم ال دواب فهم عبارة عن كيانات بجهازين تناسلي وهضمي

اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر