الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامة تعجب

سعدون محسن ضمد

2009 / 6 / 4
كتابات ساخرة


إذا حدث وأن تمكن لص ما، من السيطرة على حي من الأحياء، وأمعن ببيوت هذا الحي نهباً، وبأهله تنكيلاً، وصادف أن كان لدى أحد أفراد الشرطة ثأر مع هذا السارق وأراد تسليمه إلى القضاء. فهل يعقل من أهل الحي أنهم يقفون بوجه الشرطي ويطالبوه بأن يُصفّي نواياه من (الشوائب الثأرية) قبل أن يتركوه يمارس عمله ويحبس اللص؟
أعتقد بأن الجواب سيكون.. لا. فنوايا الشرطي لن تكون مضرة ما دامت المحكمة موجودة. ومن هنا أقف مستغرباً من تشكيك الناس بنوايا لجنة النزاهة أو بنوايا النواب الذين يصرون على تحريك بعض قضايا الفساد النائمة في الأروقة المظلمة للبرلمان أو لهيئة النزاهة.
من الطبيعي أن يُشكك السياسي بأي تحرك يجد فيه مساسات، ولو من بعيد، بمصالحه. إذ لا بد للسياسي من موقف معارض أزاء أي موقف يصدر من خصومه. فهو إذا لم يُعارض لحماية نفسه، فإنه سيعارض من أجل الضغط للحصول على المكاسب. تشكيك السياسيين بنوايا لجنة النزاهة طبيعية، لكن تشكيكات المواطنين هي غير الطبيعية!! الناس يتكلمون عن نوايا رئيس لجنة النزاهة بالذات، وكأن الرجل يريد أن يصلي بهم جماعة وهم لذلك معنيون بأن يُخَلِّص نيته من أي شائبة دنيوية!!
إذا كانت النوايا التي تقف خلف تحريك ملفات الفساد سياسية فإنها ستؤدي إلى تصعيد التحرك ضد الفساد، وهذا هو المطلوب!! بعبارة أخرى إذا كانت لجنة النزاهة أو رئاسة البرلمان أو بعض الجهات الأخرى بصدد ملاحقة الوزراء المقربين من الحكومة، فما الذي يمنع الحكومة نفسها من ملاحقة وزراء تلك الجهات، وهي ستفعل حتماً، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء المتعلقه بالحرب على الفساد. إذن فما الذي سيخسره المواطن من حرب سياسية يكون المسؤولون المفسدون ضحاياها، خاصة مع وجود قضاء مستقل يضمن، وبمستوى معقول، حماية الأبرياء؟
ثم هل أن وقوفنا ضد عمليات كشف الفساد المتحركة بدوافع سياسية، يعني أن نبقى بانتظار أن تتحرك هذه الملفات بنوايا خالصة لله، وهل توجد جهات سياسية تتحرك بمثل هذه النوايا؟ وإذا كانت موجودة فكم يلزمها من وقت لتُشَكِّل جبهة تستطيع أن تواجه جبهة المفسدين المسيطرة على أغلب مفاصل الدولة؟ يضاف إلى ذلك أن تجارب الشعوب علمتنا بأن ليس هناك أي تحرك داخل إطار مؤسسات الدولة يخلو من غرض سياسي يكون هدفه الايقاع بالخصوم في إطار التنافس السلمي على الحكم. وهذا ما يؤدي بنا إلى القول بأن العمل المعقول في الدولة الحديثة هو العمل الذي ينضبط لآليات الصراع السياسي التنافسي. أما مطالبة السياسيين بأن يكونوا أصحاب نوايا سليمة، وقلوب ملائكية، فهذا هو اللامعقول بعينه. يجب علينا أن لا نحرِّم الأغراض والنوايا السياسية. لأن هذا التحريم سيقلب السياسي إلى ديني، سيضطره لارتداء زي القديس وعندها لن نأخذ منه حقاً ولا باطلاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا