الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حقوق الطفولة .. أيقونة المستقبل , ونضالنا ماضياً , وحاضراً ؟
مريم نجمه
2009 / 6 / 2ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
حقوق الطفولة أيقونة المستقبل , ونضالنا ماضياً , وحاضراً ؟
موضوع الطفولة والكتابة عنها موضوع كبير وطويل وهام .. لا يختصر بمقالة وقصيدة وبيان , ولا يحل أو – يؤجل - ويعالج بعيداً عن تشريح المجتمع ككل الذي يعيش فيه هذا الطفل ... أو ذاك ..
الطفولة أساس بناء المجتمع وتطوره ومستقبله الأفضل الواعد , ولا تعالج قضيتها , أوتبحث بعيداً عن النظام الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والثقافي و التربوي .. إذا هي قضية مجتمع ونظام , ومبدأ حقوق الإنسان .
وحقوق الطفل والمرأة هي اللبنة الأساسية التي بنيت عليها المجتمعات الحديثة , والتقدم الحضارة , وبدونها لاقيمة عملية للتبجح بحقوق الإنسان . ومادامت حقوق الطفل والمرأة , حقوق الأمومة مهدورة أو منقوصة في أي مجتمع كان , فلاتقدم ولاتطور فيه ...
.... علينا أن نولج إلى لب وجوهر الموضوع ومشاكله المتكاثرة والمتناثرة في كل اتجاه ولون , في عالم العولمة , عالمنا الحالي الذي يتحمل الشرق والغرب نتائجه المدمرة الكارثية على كل صعيد ..
هذا الموضوع المطروح في هذه المناسبة السنوية للطفولة , تجعلنا نستذكر التاريخ ونحط على العقد الخامس من القرن الماضي . فشعبنا في سورية والحركة السياسية والثقافية عندنا لم تتعرف على هذا العيد والإحتفال به والإهتمام فيه , إلا من خلال قيام النظام الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي بعد الثورة البولشفية بقيادة المعلم لينين والحزب الشيوعي - وليس هذا تعصباً إيديولوجياً إنما هو واقع الطفولة والأمومة كما كان معاشاً اّنذاك .. حيث أخذت شرائح المجتمع و حقوق واحترام الإنسان عامة تتحقق وتتكامل فيه رغم الإنحرافات والتاّمر على التجربة بعد عام 1956..
انطلقت أعياد المرأة والطفولة والعمال والشباب والطلاب والنقابات وغير ذلك من الأعياد الوطنية العالمية الشعبية كالبرق .. إلى محيط العالم كافة .. وإلى بقية الشعوب كعاصفة ثورية .. رغم المسافات وضعف الإتصالات في تلك الحقبة , وترسخت هذه القيم والمفاهيم والحقوق في أذهاننا لأول مرة ..
فتأسست المنظمات والجمعيلت والمنتديات وتلقفتها الأحزاب اليسارية والماركسية لإحتضانها وتفعيلها ..
ما زلت أتذكر عندما كنا شباباً وصبايا في خمسينات القرن العشرين , عندما أنشئت - رابطة الأمومة والطفولة في سورية – حيث لم تكن حينها سرية وتابعة ذيلاَ للنظام العسكري – كانت تحتفل في هذا العيد عيد الطفل العالمي – كنت عضوة ناشطة في صفوفها - وما زلت محتفظة بالصور الكثيرة التي كانت تجمعنا مع الرفيقات والصديقات اللواتي كن يناضلن معي لإنجاح الدعوات والتنظيم والإستقبال أو إلقاء الكلمات في هذه المناسبات , حيث كانت على سبيل المثال لاالحصر ..الطالبة الجامعية بيداء الأتاسي , مع ربة البيت نديمة وسوف , والطالبة مريم حنا , والعاملة ظريفة ماريّا وغيرهن كثيرات ووووو و من الوجوه والأسماء التي سأذكرها في حينها .. وصور الحضور وأهلنا وأقرباؤنا وأصدقاؤنا , و معنا الشاعرات والشعراء الذين كانو يقرأون القصائد للطفولة والمرأة في مثل هذه الإحتفالات الشعبية الجماهيرية بكل فرح ونشاط وتجديد ...
وبملء الاسف والحزن , قرأت و شاهدت العام الماضي كيف اغتال النظام الديكتاتوري في سورية ( رابطة الطفولة والأمومة ) بجرّة قدم ( بسطار مهترئ ) على لسان وزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل , هذه الرابطة التي بنيت بتضحيات ونضال نساء سورية الديمقراطية , و تمّ هذا الإلغاء التعسفي بحضور السيدة وصال فرحة التي تعمل خادمة في مطبخ الديكتاتورية وجبهة شهود الزور ( التقدمية ) والتي كانت تتزعم هذه الرابطة - بعد تشريدنا مع أحرار الوطن من بلادنا ..!؟
حقاً كنا في الطليعة وقيادة المجتمع للمعرفة والتفتح والرقي ....., .. كانت تعقد هذه الندوات والمؤتمرات والإحتفالات والمهرجانات في حدائق النوادي و المقاهي الكبيرة ( مقهى الزهور , أو نادي الأبولون في حي القصّاع , أو في دور السينما في مدينة دمشق ك ( سينما الحمراء وسينما شارع سبع بحرات والصالحية وجسر فكتوريا وغيرها ) وكانت الحشود الجماهيرية الضخمة تضم شرائح المجتمع كلها دون تمييز .. كما كانت تعقد الندوات والمؤتمرات في البيوت الكبيرة في دمشق ( بينت مراد القوتلي في جسر الأبيض , وبيت بللوز في القيمرية , وبيوت بعض الأصدقاء والصديقات في حي القصّاع , أو في بلدة صيدنايا ) وغيرها وغيرها ... وكنا نوزع الشارات والزهور الإصطناعية لكل عيد ورمز له للقادمين إلى الحفل , وتلقى فيه الكلمات والقصائد والشعر والفعاليات والأناشيد . وتنتهي بالأغاني والأهازيج وتستمرحتى الشارع والسير فيها لمسافات طويلة بالتظاهرات السلمية العامة ننشد ونغني ونرقص ونهتف للسلام والطفولة والمرأة والعمال والنقابات والحرية ....... لا أحد يعترضنا أو يسكتنا أو يمنعنا , من متابعة الفرح , لم نكن نخاف حينها من أي مخبر أو حاجز أو ديكتاتور يسوقنا إلى السجن والتحقيق معنا ..!
ما أجمل الحرية والتعبير عن الرأي والمطاليب الحياتية المشروعة والضرورية , ما أجمل القيم التي زرعناها في مفاهيم الشعب الطيب ( الخام ) حينها , الذي لم يكن قد تلوث بالمادة والخوف والتجسس والفساد والتلون وقتل الاّخر لأنه مختلف عنه . لم يكن أحد يفكر بالإعتداء على حق حياة الاّخرين حين ذاك , بل كنا نحن من نبني الحياة الجميلة , نعلن بداية بدء الحرية والوعي وحق الحياة الكريمة وحقوق الإنسان العظيمة.... نحن من أدخل مفاهيم الطفولة و الإهتمام بحقوق الطفل واحترامه وتعليمه وفسح المجال أمام رأيه ومشاركته في الحياة وقرارات العائلة ..
أما اليوم عن أي طفولة نتكلم .. !؟
بعد خمسين عاما مضت على هذه الإحتفالات والمشاركة الفعالة فيها ,
ماذا حل في سورية بلدي حياتي وحبي التي أتكلم عنها وذكرياتنا فيها في هذه الإحتفالات العالمية , التي كان لها طعم كالعسل .. ولون كفراشات الربيع .. وعطر كورود أعياده .. العمالية والطفولية التي تقطر العرق والإبتسامات , ندى وموسيقى , وجمال ؟
أين كان السيد بشار الأسد حاكم سورية اليوم بالنار والحديد والمخابرات والسجون والمحاكم العسكرية الصورية يوم كنا نناضل في ساحات دمشق وتصفق لنا الجماهير على جانبي الرصيف ؟ أين كان نظام العائلة الأسدية الذي صادرهذا الشارع , هذا الصوت الجماهيري الصارخ الحاشد المتكلم الناهض الجرئ الوطني ؟ ؟ لم يكن الأب الديكتاتور المؤسس للفاشية والجرائم , لم يكن بعد في صفوف الجيش , لم يكن الإبن الوريث مولودًا بعد – عندما كنا نخرج في التظاهرات أمام مكتب الشيشكلي في ساحة المرجة , ونسقطه ونطالب بالإفراج عن السجناء في تدمر ( 7 نساء ) فقط يتحدين الديكتاتور والبطش ونصرخ أمامه في المرجة , وقد كنت واحدة من هؤلاء النسوة , حينها لم أكن متزوجة بعد كنت طالبة , وخرجت للتظاهرة دون معرفة أهلي _ ولم أخف كيف ستكون النتيجة ؟ فكيف بنا نقبل اليوم نحن المناضلين والمناضلات والمكافحات في سبيل الحرية والسلام والنظام الديمقراطي العادل لسورية ... أن نقبل بهكذا نطام فاشستي فاسد وطاغية العصر الذي اعادنا إلى الوراء 60 عاماً ؟
لا....... , سنبقى مع الصوت والصرخة , مع النضال , مع التحدي , ومع ملايين الحناجر . سنقول لا لا... للطغاة لا لغاصبي السلطة من الشعب 39 عاماً , و معتقلي الديمقراطية .
سنبقى نناضل في سبيل رفاه وحقوق الطفل والمرأة والعامل وكل المظلومين في وطني والمنطقة والعالم , تحت أي سقف , وفي أي بلد , في أي مخيم وسجن الأحداث والأسر , ومشغل الأطفال , وسوق بيع الأطفال وأعضائهم , واستغلالهم للجنس , وإجهاضهم في أرحام أمهاتهم , وقتلهم ونفيهم وتهديم بيوتهم وتيتيمهم وطردهم من المدارس ,
.. سنبقى نناضل في سبيل طفولة سعيدة ووطن خال من العنف والجريمة والإستغلال .. من الجوع والمرض والتسيّب .. والتأنيب .. والعقد النفسية ..
إنه شرف النضال .. والكلمة .. والمبادئ التي كرسنا حياتنا في سبيلها .. بالكلمة والموقف والتضامن والتحدي والقصيدة ( بالتظاهرة الرقمية ) بالمقالة وحملات التضامن وتضافر النضال الأممي والأخوي مع كل محبي الحياة والإنسان ...
سنبقى نناضل في سبيل عالم خال من الحروب والإحتلالات و ( المستوطنات ) والإستعمار والإستغلال ... خال من الرجعية والطائفية والعنصرية .. خال من الفساد والتهجير والظلم والأمية .. والتخلف والتعصب والإغتيالات والميليشيات .. ..
وإلى مستقبل العدالة .. وطفولة سعيدة .. وبناء مجتمع علماني تحترم فيه حقوق الإنسان كشعار واقعي مترجم فوق مبنى البرلمان وفوق قصر الجمهورية الشعبية التي ستبنيها الشعوب الحرة لا محالة ..
تحياتي الحارة .. وقبلاتي لكم .. يا أطفال العالم ................... لاهاي – 1 / 6 / 2009
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لهذا السبب قد تختار إسرائيل اجتياح جنوب لبنان من البحر
.. فلسطينيات يودعن أبناءهن الشهداء إثر غارة إسرائيلية على غزة
.. اشتباكات قرب السفارة الإسرائيلية في اليونان تزامنا مع ذكرى 7
.. وقفات داخل محطات المترو بمدن هولندية لإحياء ذكرى طوفان الأقص
.. رائد فضاء من -ناسا- يلتقط مشهداً مذهلاً لظاهرة الشفق القطبي