الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية..مقارنة بين تألق الممارسة وانحسارها

عبد العالي الحراك

2009 / 6 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ازدهرت حياة الشعوب في الاتحاد السوفييتي والصين ومجموعة الدول الاشتراكية عندما انتصرت فيها الثورة الاشتراكية تحت قيادة الاحزاب الماركسية.. وتحررت وتطورت نسبيا شعوب العالم الثالث التي حصلت فيها ثورات التحررالوطني والانعتاق من الاستعمار,كما تعمقت النضالات العمالية والطلابية والحركات النسائية في دول العالم الصناعي في اوروبا خاصة,وانتشرت احزابها بين الجماهير.. اي كان هناك صعودا وتقدما في حياة البشرية جلبته الماركسية عبر نجاح تجارب احزابها,لكنها حوربت من قبل الامبريالية العالمية اولا والرجعية العالمية ايضا,اضافة الى اخطاء قادتها ففشلت تجاربها وتقهقرت الى الوراء وعاد التخلف بظلاله مرة اخرى ولو بأشكال مختلفة,حيث خمدت ثورات الشعوب وتخلفت البلدان وتأزم الاقتصاد
وظهر الاعداء يحكمون وكأنهم المنتصرون, حيث ارتفع صوت الكنيسة في اوروبا واستلمت السلطة احزاب اليمين والرجعية وشبه الفاشية والعنصرية في بعض بلدانها,كما صحت احزاب الاسلام السياسي في العالم المتخلف ليزيد التخلف بؤسا والظلمة اسودادا..تحللت احزاب الماركسية في الغرب والشرق فذهب الانتهازيون فيها الى احزاب اليمين في السلطة ليتبوئوا مواقعهم في الوزارات ومستشارية الاحزاب الليبرالية
وشكل الاخرون احزابا تدعي اليسارية الديمقراطية وهي احزاب ليبرالية غامضة تخلط الافكار بشكل انتهازي واضح ,لم تتقدم خطوة واحدة الى الامام منذ تشكيلها ولحد الان وهي احزاب هزيلة تحمل تناقضاتها بين صفوفها ومؤيديها,افتقدت المنطق العلمي والحجة القوية للاحتفاظ بجماهيرها واصبحت غير قادرة على اقناعها, مما ادى بها الى ان تنسلخ عنها تدريجيا مبتعدة فقل حضورها ومشاركتها في الانتخابات وضعفت قدرتها ايضا على مواجهة احزاب اليمين والليبرالية. , عن العمل السياسي
الازمة الاقتصادية والمالية العالمية الحالية والانحدار الحاد في طريق التخلف الذي يعيشه العالم الان, حيث يتم تسريح ملايين العمال والموظفين من اعمالهم ووظائفهم في امريكا واوروبا وانخفاض اجورعمل الباقين وغلق مئات المصانع والمعامل في العالم الصناعي ماهي الا نتيجة تقهقر التجارب الاشتراكية وانسحاب احزابها من ساحة الفعل الجماهيري الذى ادى الى سطوة الرأسمالية من جديد وانفرادها بمقدرات البشرية حيث سيطرة اليمين وظهورالدين والرجعية على المستوى العالمي وهو السبب الحقيقي للتخلف والوقوع في الازمة الاقتصادية العالمية التي سببها عجز النظام الرأسمالي عن الاستمرار بالتقدم,لانه مبني على السرقة والاحتيال وتضخم الاستغلال مما يدل على ان التقدم الذي حصل في العالم وانتعاش حياة الشعوب كان مقترنا بانتصار احزاب الماركسية وتأثير الاشتراكية
وليس بالليبرالية العاجزة عن حل ازماتها الا بخلق ازمة جديدة وان (تلبرر) بعض الماركسيين وانخراطهم في الاحزاب الليبرالية التي تدعي التقدم واليسار ما هي الا محاولة انتهازية للحصول على مناصب ومنافع شخصية عبر استخدامهم الثقافة المنحسرة كابواق ليبرالية تلطيفية وترقيعية لأفكار قديمة واحزاب فاشلة.
الليبرالية تعتبر تقدمية بعد مرحلة النهضة والتنوير في اوروبا ودورها الواضح في نشرالحرية وانحسار دورالدين القامع للحرية ,لكنها رجعية في تأييد الاستغلال واطلاق يد المستغلين وافقار شعوبها وقمع احتجاجاتها بطريقة او باخرى.. اما الان فهي جزء من المشكلة في اوروبا وليس لها دور في الحل,الا اللف والدوران حول محورها مستعينة بالتزويق الاعلامي الذي يروج له بعض انتهازيي اليسار الذين احتلوا مواقع تابعة لهذه الاحزاب المسيطرة على الاقتصاد والحاكمة في السياسة. ظهور بعض الاصوات الليبرالية في منطقتنا ,امر جيد ومفيد في حالة الالتزام بنشرالتوعية والتنويروالمساهمة بالارتقاء بمستوى وعي الشعوب المغلوبة على امرها وليس سلوك طريق التناقض مع الماركسية ودعاة التقدم, بل ضرورة التنسيق معهم في سبيل الارتقاء بالوعي العام والوقوف في وجه المد المتخلف والعبث الحاصل في مقدرات شعوبنا.
عودة احزاب الماركسية الى الحياة السياسية من جديد يحتاج الى اعادة قراءة ودراسة الماركسية والاستفادة منها حسب متطلبات العصر ومستلزمات التعامل السياسي مع الاحداث والتطورات ابتداءا من المستوى الوطني بعيدا عن الطبخات الجاهزة اواستعارة التجارب السابقة.. فالازمة السياسية في العراق والتي تستمر تتأزم بحلقات جديدة يمكن لليسار, (ان تجدد )ان يأخذ بها وسيلة للصعود واحتلال مواقع امامية عبر النضال الوطني اليومي حيث ازمة الفساد تستفحل وادت اخيرا الى سقوط وزير واحتمال سقوط اخرين وانتهاء احزاب طائفية وتفكك ائتلافاتها وعندها تصبح الماركسية وائتلافاتها هي البديل لأنها فكر حي يتجدد ومنهج عمل علمي يتطور,لكنها تحتاج الى اشخاص قياديين بمستواها, لا دكتاتوريين انانيين.. ان الازمة السياسية في العراق وفلسطين وفي لبنان والازمة الاقتصادية العالمية التي تعصف بالعالم, تدعو الى تنشيط دراسة الفكر الماركسي في هذه البلدان وفي غيرها.. وما المانع ان تنطلق تجربة يسارية رائدة من هذه المنطقة؟ والا استمر التخلف وازدادت المعاناة, لان احزاب السلطة في هذه البلدان عاجزة,واحزاب اليمين في العالم قادرة فقط على خلق الازمات وغير قادرة على حلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هي أسباب الازمات؟
أنور ( 2009 / 6 / 3 - 09:03 )
يا سيدي! لا يرجع اسباب الازمة الراسمالية المعاصرة الى -تقهقر التجارب الاشتراكية وانسحاب احزابها من ساحة الفعل الجماهيري الذى ادى الى سطوة الرأسمالية من جديد وانفرادها بمقدرات البشرية- أو الى -سيطرة اليمين وظهورالدين والرجعية على المستوى العالمي وهو السبب الحقيقي للتخلف والوقوع في الازمة الاقتصادية العالمية-.
ان هذه الكلمات مجرد كلمات ماركسية ليست لها العلاقة ببعضها البعض أو بالواقع القائم اطلاقا. ان التفسير المادي للازمات هو:
((ان النظام الانتاج الراسمالي يتضمن نزعة الى نمو مغلق للقوى الانتاجية دون حسبان حساب للقيمة و فائض القيمة الذي يحتوي عليه هذه الاخيرة، و لا للعلاقات الاجتماعية التي يتم في اطارها، الانتاج الراسمالي، في حين ان النظام يستهدف، من جهة اخرى، المحافظة على القيمة – رأس المال الموجودة و تثميرها بالدرجة القصوى (اي تزايدا متسارعا، باستمرار، لهذه القيمة). ان طابعه النوعي يقوم على القيمة – رأس المال المعتبرة وسيلة لتثمير هذه القيمة الى الحد الاقصى. و الطرائق التي يتوصل، بها، الانتاج الراسمالي الى هذا الهدف تتضمن: خفضا لمعدل الربح و خفضا لقيمة رأس المال الموجود و نموا للقوى الانتاجية للعمل على حساب القوى التي سبق انتاجها – كارل ماركس)).

و بالتأكيد من الصعب للما


2 - الى السيد انور وعبره الى السيد الحراك
سعيد ( 2009 / 6 / 3 - 14:32 )
فعلا إن أزمة الرأسمالية هي أزمات دورية مرتبطة بالإنتاج البضاعي الكثيف و التطوير الخلاق لوسائل الإنتاج الذي يفوق الاستهلاك فتظهر الأزمة كسادا في المصانع حيث يتباطأ فيها الإنتاج فينزل بمستويات كارثية نتيجة لتشبع السوق بالسلع.
فمادا ادن عن هده الأزمة التي نعاصرها ؟؟؟فهل تستجيب لهكدا تحليل؟؟؟
الأزمة الحالية لم تبدأ كسادا في المصانع بل بدأت بالمؤسسات القرضية .
الأزمة الماثلة أمامنا ليست نتيجة لتزايد السلع على طلبها, إنها بالعكس أزمة استهلاك.
الأزمة الحالية التي نعيشها ليست عاقبة لقانون القيمة بل العكس تماما لان قانون القيمة فقد مفعوله و أصبح الدولار بدون غطاء يذكر لتهزم بدلك معاهدة رامبوييه اتفاقية بروتن وودز...
عرف النظام الرأسمالي أزمات عديدة و متتالية و لم يفكر مسيروه بضخ كتل نقدية هائلة للخروج من أزماته ليس لأنهم أغبياء لا يفقهون في علم الاقتصاد بل لان قانون القيمة الرأسمالي يمنع عليهم دلك..
أصحاب الوصفة العجيبة الدين يقولون بضخ مئات المليارات من الدولارات, قيمتها لا تتعدى كلفة طباعتها, في الاقتصاد الأمريكي معتقدين إنهم بهدا يقدمون علاجا للاقتصاد الأمريكي المأزوم هم قراصنة و لصوص للإنتاج الرأسمالي ومصاصي دماء البروليتاريا...


3 - حزورة؟
جليل صادق ( 2009 / 6 / 3 - 14:55 )
الأخ -انور- ...يبدو أنني من الماركسيين. أكتشفت ذلك لأنك قلت:
-من الصعب للماركسيين تفهم هذا التشخيص المادي -, وأنا أجد كلامك أشبه بالحزورة.


4 - الى السيد سعيد
أنور ( 2009 / 6 / 3 - 15:37 )
إنَّ الأزمة المعاصرة التي يتخيلها البعض بأنها أزمة مالية فقط، ليست سوى أزمة اقتصادية شاملة، تشمل رأس المال الاجتماعي، ابتداءاً من رأس المال الصناعي، وانتهاءاً برأس المال التجاري، و رأس المال المالي، أي تشمل القطاعات المختلفة لرأس المال في المستوى الأممي، حتى ولو كانت تتبدى للوهلة الأولى، على أنها مجرد أزمة ائتمان ومال.

ان انخفاض مبيعات فورد (34%)، صناعة السيارات الآسيوية (31%)، هوندا (24%)، تويوتا (32%)، نيسان (37%) في عام 2008، و أزمة شركات الطيران، و ارتفاع أسعار السلع الأساسية، و الازدياد المستمرفي البطالة، و أزمات الرهن العقاري المتكررة، و أزمة الغزل و النسيج في الولايات المتحدة، و أزمة قطاع السياحة، و انخفاض حجم الشحن في بحر البلطيق، الخ، دليل ساطع على ان الازمة المعاصرة ليست أزمة الائتمان، بل تصيب القيمة - رأس المال ابتداءاً من رأس المال الإنتاجي، وانتهاءاً بالتداول. و ليست أزمة الائتمان قط، سوى صورة تعكس الحالة الداخلية للانتاج الراسمالي، اي التوازن المختل، والذي يعبر عن الهبوط في المعدل العام للربح الناتج عن الارتفاع في التركيب العضوي للرأسمال، أي انخفاض رأس المال المتحرك بالمقارنة مع رأس المال الثابت.


5 - الى الاخ جليل صادق
أنور ( 2009 / 6 / 3 - 16:11 )
نعم ايها الرفيق العزيز، انها حزورة، فلدى الماركسيين هناك امكانية عزل جزيرة اشتراكية عن العالم الرأسمالي و أزماته (الاتحاد السوفياتي السابق مثلا)، أما لدى ماركس نفسه، فلا يمكن للنظام الرأسمالي ان يوجد، كما و لا يمكن للشيوعية ان تظهر، الا من حيث هي وجود تأريخي عالمي، فالمادية التأريخية تناقض الوهم القديم للفلسفة بشأن سيطرة الفلاىسفة على العالم و عزل جزيرة اشتراكية عنه و توجيه هذه الجزيرة كما يشاؤن، و ان الماركسيين يعيدون الحياة الى الوهم الافلاطوني الذي يوهمنا بان الشيوعية ستوجه من قبل الاشخاص المبدعين و الموهوبين (لينين و ستالين مثلا)، فالحزورة، تتطرق اذا، الى جانب آخر من التناقض بين الماركسيين و الماديين، لان ((الثورة الشيوعية ستوجه ليس من قبل الاشخاص المبدعين الموهوبين، بل من قبل حالة القوى الانتاجية – كارل ماركس)).

اخر الافلام

.. آلاف المتظاهرين فى محيط البيت الأبيض يدعمون فلسطين


.. ألمانيا: اليمين المتطرف يتصدر التوقعات رغم الفضائح التي طالت




.. فيديو: من ربات بيوت إلى حارسات للغابات.. إندونيسيات يكسرن ال


.. تغطية القناة الأولى لأشغال الدورة الرابعة للجنة المركزية




.. تغطية القناة الثانية لأشغال الدورة الرابعة للجنة المركزية