الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- ربان سفينة الكرة العراقية وداعا ً-

سندس سالم النجار

2009 / 6 / 3
عالم الرياضة


وفاء وعرفان لجزء يسير من محيط ما قدمه المدرب الاسطورة " عمو بــابــا" ،، ان يقدم كل عراقي بقلمه او بصلواته ، لشخصية عراقية رياضية عريقة ، قدمت الكثير الكثير، ورحلت عنا بالامس القريب في زمن نحن احوج لها من اي زمن .
فُجع الوسط الرياضي والعراقي والعالمي برحيل واحد من ابرز واشهر رموز الرياضة العراقية وزعمائها الآ وهو ( عما نوئيل داؤود ) الملقب ( عمو بابا ) .
انه ربــان سفينة الرياضة العراقية منذ ( نصف قرن ) والى يومنا هذا . اتّسم باسلوبه المتفرّد في القيادة الرياضية والتدريب الرياضي ،وبسمو اخلاقه ورقة تعامله وقوة مبادئه وثبات مواقفه ،حتى انه وصف برجل المهمات الصعبة والتاريخية العظيمة .
ّ عمــو بــابــا " شيخ المدربين كما لقبه العراقيون ، صاحب الفكر النير والمهندس المخضرم الذي نثر نور خبراته العسكرية الثّرة التي استمدها من مسيرته التاريخية الحافلة حيث كان ( ضابطا في الجيش العراقي ) ، في سماء الرياضة العراقية .
وصف الفقيد " بــابــا "، بانه المستودع الامين والقاموس المعتمد لادارة الكرة العراقية بحكم معرفته لاسرارها وخفاياها وتكتيكاتها وفنونها ، وهذا ما اوصله الى سلم النجومية العليا على الصعيد المحلي والدولي ، حتى اضحى قدوة ومرجع لكل زملائه الاداريين والمدربين .
انه لاشك ، المدرسة الشامخة التي تدرج وتعلم في صفوفها اقطاب ولاعبين وكل عشاق الكرة ، ومضى نموذجا للقيادي الرياضي الرفيع الذي يتحلى بالمثل العليا والاخلاق الرياضية السامية والشجاعة النادرة .
تمكن المدرب الكبير، وباقتدارٍ عالٍ وحنكة ٍنادرة ، وفي ظروف عصيبة عاشها في زمن الدكتاتورية المقيتة ، ومن ثم زمن الاحتلال والدمار الذي اصاب الانسان العراقي والبنى التحتية الرياضية والعامة والامن المتدهور في العراق . كل ذلك لن يثنيه عن المضي في حب عراقيته التي اصر عليه اصرارا ، وعلى بذل كل ما لديه من خبرة وكفاءة وقدرة في مجال تخصصه ، ورغم وجود الكثير من اهله واقربائه واقرانه في خارج العراق ، واتاحة الفرص لخروجه ، لكنه اصر على البقاء متمسكا بحب وطنه متشبثا بارضه وعبقها ..
لم يكن "عمو بابا" المهووس بحب الوطن ، الوحيد من الشعب المسيحي الذين عرفناهم على مدى عقود ، المتمسكين بعراقيتهم ، وانما هناك رموز كثيرة اخرى عملت وابدعت في مجال السياسة والثقافة والاقتصاد والفن ، امثال ( المناضل العمالي الصلب آرا خاجادور ) ، الموسيقار ( آرام يابوخيان ) والفنانة القديرة ( آزادوهي صاموئيل ) ،هؤلاء وغيرهم كثيرون ممن تمسكوا بحبهم لوطنهم وفنائهم ودفنهم في ارض العراق . .
ان سرْد مآثر الفقيد الجلل ، لا تغطى بمقال او اكثر، وانما تحتاج الى كتب ومجلدات، لتفي بتوثيق مسيرته الرياضية والحياتية والتاريخية الحافلة بالنور والمعرفة والمحبة والولاء والعمل لشعبه ، والتي تجاوزت ال ( 50 عاما ) .
رحل المغفور له ، بعد صراع طويل ومرير مع المرض والذي كشف اكثر عن نقاء معدنه وصبره الجميل واحتمالات عذابات المرض لاكثر من عامين . حيث تنكّب الملعب الرياضي العراقي ، وتوقف الزمن بالامس القريب ، حين تزاحمت الجموع في ساحات الملعب لتودع زعيمها وربانها العراقي الرياضي ، مواكبا رياضية ، وشاركت بالتشييع جموع حكومية رفيعة المستوى ، من قيادات برلمانية وقيادات عسكرية ، غفيرة ، اضافة الى جموع شعبية ورياضية ومهنية ، جمعهم حب هذا الرجل والوفاء له بقدر ما قدم للرياضة العراقية .
رحم الله " العلم العراقي الرمز" عمو بــابــا " واغدق عليه برحمته وغفرانه واسكنه جنانه الخالدات والعزاء والصبر لاهله وابنائه وللعراق والعراقيين جميعا وكل من احبه وكل من حذا حذوه وكل من تنور بخبراته وعلمه مدربا ومعلما ووطنيا وانسانا ،، بهذا الفقد الكبير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على الأندية المشاركة في النسخة الجديدة من دوري أبطال او


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | مفاجآت في قائمة ألمانيا المشاركة




.. الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يدعم اقتراح تعليق عضوية إسرائيل ف


.. 24 ساعة تحول «أوبر وكريم و ديدي» لأبطال صفحات الحوادث.. تفاص




.. حديث السوشال | يرسل شقيقه التوأم بدلا منه ..قصة أكبر عملية ا