الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الترياق في العراق من الأحوج إلى المساعدة العراق أم العرب

اسماعيل خليل الحسن

2004 / 4 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


** الساحة العراقيّة حافلة اليوم بمعارك غير تلك التي بين الأمريكيين و أهل الفلوجة من تلك المعارك ما احتدم بين ما هو قوميّ عروبيّ وبين ما هو إقليمي , تجد ذلك عاصفا في غير وسيلة إعلامية و في غير فضائية , و قد يصبح الحوار(العراك ) محتدما و مسفّا بالجملة ,



** و العرب عند الإقليميين جلّهم صداميون وبن لادنيون تركوا أوطانهم محتلّة أو مستباحة و جاءوا من ممالك و جمهوريات الخوف و الصمت إلى العراق ليحرروه من أبناء العم سام و يشوشوا على مشروع بريمر الديمقراطى بل و يعيدوا تنصيب الرئيس المفدى باني العراق الحديث و صانع أمجاد الأمة على طريق الوحدة و الحريّة ة الاشتراكيّة



** و العراق في نظر العروبيين هو بداية نهوض قومي أو إسلامي سوف ينطلق من الفلوجة ليلتقي بالمحيط الهادر أو يرفع الراية الخضراء انطلاقا من طنجة و ا نتهاءا بجاكرتا ، إنها بداية سقوط الاستعمار الآمريكي و أعوانه و أركانه ، فالفلوجة هي رافعة النهوض العربي و الإسلامي الجديد ,



** ما الذي يريد العراقيون من العرب ؟

وكأن العرب حالهم في أحسن حال وهم قادرون اليوم على نجدة إخوانهم العراقيين في حين أن السؤال الملتبس بحاجة إلى إعادة تنصيبه ليصبح معكوسا :

** ما الذي يريد العرب من العراقيين؟



** بداية نقرر أن كل محاولة لفصل العراق عن محيطه العربي ـ عدا عن سذاجتها و سطحيّتها ـ هي مستحيلة واقعيا وسيجد حتى الكردي الذي سيحقق الفيدراليّة أو الكونفدرالية أو الانفصال سيجد نفسه منغمسا في المآزق العربيّة بحكم الروابط الجغرافية و التاريخية و الدينية .



** لكنني أرى أن العرب هم الأحوج بالمساعدة من أخوتهم العراقيين ! فلا أحد يمتلك حريّة في رفض الاحتلال و مقارعته اليوم كالعراقي , فالساحة موجودة و السلاح متوفر و كذلك ممارسات الاحتلال التعسفيّة



** و العراق اليوم ماض إلى واحد من خيارين إمّا التقسيم أي الخراب ! و إما التحرر و إقامة نظام توافقي ديمقراطي , وفي الحالين سيكون العراق مشكلة المشاكل للطغم العربيّة الحاكمة . ففي الحالة الأولى سيكون ( الخراب لهم أعدى من الجرب ) كما ورد في شعر أبي تمام . حيث كل بقعة عربية معرضة للاستباحة أو التقسيم وفي حال نجاح العراقيين في تأسيس كيانهم التعددي الديمقراطي سيعطي مثالا صارخا أن أيّ بديل للنظم الاستبداديّة المملوكية سيجلب الخير العميم للمجتمعات



** لكنّ العراقيين لم يحسموا أمرهم بعد ولم يحددوا أولوياتهم , فعند من اعتبروا الاحتلال تحريرا وأن زوال الدكتاتوريّة يعني حلول الديمقراطية أوتوماتيكيا نسوا أمرا مهما وهو أن الديمقراطية و الاحتلال لا يجتمعان في مكان واحد و عقل واحد فكيف لمواطن أن يكون حرا في وطن ليس بحر فعلى الذين سلموا مقاديرهم للمندوب السامي الأمريكي وأخص مجلس الحكم أن يختاروا منذ الآن مصيرهم بين مثالين فرنسيين : الجنرال بيتان أو ديغول وأن لا شرعية لهم خارج اعتراف شعبهم بهم كما أن الفرصة الأخيرة بيدهم و ذلك بتمردهم على الاحتلال و شق عصا الطاعة و بيان أن لهم طريقهم الخاص في مقاومة الاحتلال سلميا و بوسائل سياسيّة و إلا سيكونون رجال مرحلة انتقالية هذا إن سلموا من تهمة الخيانة , والتاريخ مليء بأمثلة عن أناس ركبوا موجة الاحتلال وعند خيبة الأمل اختاروا سبيل المواجهة , فالعودة إلى العراق هي عودة إلى الشعب العراقي , كما أن مكانهم في المجتمع المدني الرافض للدكتاتوربّة و الاحتلال سيظل فارغا , فهل حانت عودتكم الثانية يا أعضاء مجلس الحكم ؟ وهل ستساعدون المجتمع العراقي على إعادة تنصيب هيكلياته ودفاعاته المدنيّة , تلك التي انهارت بفعل الاستبداد سابقا و الاحتلال لاحقا ؟



** أما بالنسبة للمقاومين فهم كتل غير متجانسة وضعت هدف التحرير أولا مع ضبابية حول مرحلة ما بعد التحرير فما يريده أهل الفلوجة غير ما يريده السيد مقتدى و غير ما يريده بقايا النظام البائد ناهيك عن اليساريين أو القوميين أو الإسلاميين , فعلى رصيف أيّ استبداد جديد سترسي سفينة العراق ؟ , وإن حسمت المعركة تحريرا فلمن وعلى من ستكون الغلبة من بين هؤلاء المحررين , و إن لم تحسم المعركة لأي منهم هل سيظل العراق ما قبل المجتمع و بلا دولة , تنهشه حرب أهليّة ضروس , و يظلّ جرحه فاغرا يستنزفه أفرادا و طاقات



** لا شك أن أولى المهمات هي التحرير , لكنّ المهمّة التالية ينبغي أن تكون إعادة هيبة الدولة , وهنا يلزم التمييز ما بين هيبة الدولة وهيبة السلطة , فعهد صدام عهد تكريس هيبة السلطة بالبطش , أما هيبة الدولة فتكرس مبادئ احترام الدستور و القوانين والتعدد على أساس تعاقدي , والمهمّة الثالثة : تجنّب الحرب الأهليّة و التصادم بين الأطراف العرقيّة و الدينيّة المختلفة , وإلاّ سيترحم الإنسان العراقي التعس البائس عندئذ على الاحتلال أو على نظام صدام الذي قايضه على الأمن مقابل العبوديّة .


** أخيرا هل سيأتي الترياق من العراق أم نمضي مع المتشائمين في قولهم : ما فيش فايدة ؟

إسماعيل خليل الحسن

الرقة ـ سوريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-