الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنتٌ في كتابِ الرّملْ

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2009 / 6 / 5
الادب والفن


ولدٌ على الماءِ المالحِ، يخطِّطُ بنتاً في كتابِ الرملِ، خطوطُهُ سفرُ الأغنياتِ، شمسُهُ لا تشرقُ ولا تغيبُ، يداه حصانان برّيّان أو شهوةُ ابتداءِ الخلقِ، روحُهُ أكثرُ من قافلةٍ من الناياتِ التي أغلقها الوقتُ والعابرونَ الذين يحرّرونَ صوتَهُم من صمتِهِ، يغفو ليعرفَ أي حلمٍ تبقى في ذاكرةٍ بساقٍ واحدة، مبتدئاً غيابَهُ الطويل.

يمرُّ الحمامُ منشغلاً بوردتين أجَّلَهما الصُّبحُ من أجلِ أغنيةٍ أكثرَ رقّةً، لم تفهم الحمامةُ حريةَ دمه في الفضاء المنتهي حديثاً من جنازةٍ للذكريات، يتغيّرُ المشهدُ والبنتُ لا تكتملُ أبداً، تعذبُه الخطوطُ والزوايا فيفردُ نجمته على سمائها، وخلال زمنٍ لا يُحَسُّ تطيرُ النجمةُ على جناح إحدى حمامات السربِ فينشقُّ الهواءُ وتبدأُ الأغاني كفيضٍ لا يُقاوَمُ.

يفيقُ الولدُ والبحرُ أكثرَ زرقةً وأقلَّ ثورةً، يفسِّرُ الماء كمن يقرأُ الكفَّ، كان وجهها مرسوماً على الماءْ، تمضي أفراسُ عينيه إلى الندى على صفحة خدّها المتوّجُ بالخجلِ الذي لا يُحدُّ، يعدُّ شعرها النهريَّ في سباقٍ بطيءٍ مع النومِ، يرتجلُ غابةً ومواسمَ طويلةً من الفِضَّةِ ويهديها لوقتها المقتولِ بين نافذتين.

يغيّرُ موقعه على الرملِ، يتغيرُ المشهدُ ويبقى وجهها على الماءِ كما كان، قالت أسطورةُ البحرِ أن من أراد أن يُخرِجَها من البحر إلى اليابسة فعليه أن يمحو إطار اللوحةِ في روحِها كفارسٍ قديم، أن يخبزَ انتظارها على حرارةِ قلبه قبل أن يرسم نورساً على صدرها، لكن الولدَ اشترى صورتها دون أن يعرف أنه اشترى سيفاً في قلبِه البحري.

ينامُ البحر، ولا ينامُ الولدُ
فيما الناياتُ مغلقةٌ والهواءُ قليلْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف