الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعتقتها فمت مرتين

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2009 / 6 / 3
الادب والفن


على باب الأبد، نَحَتَ صديقٌ لصديقِه قلباً كأنّهُ كان يعرفُهُ
قال: لم تكن بحاجةٍ إلى نفسكَ كي تخرجَ منها وتهديها لفتاةٍ ممنهجةٍ كنيزكٍ لا يُرى
قال: أكتُمُ زوارقي كلَّها عن بِحاري كلِّها لأموتَ محتضناً لغةَ عينين تخزّنان الحزن كالنبيذ
قال: كأنها امرأةٌ بمغزلٍ من رعبٍ لخيطانٍ من ريح تصفّفُ الغيبَ لتزرعَهُ في غير موسمه
قال: كأنها قطٌّ.. كأنني كرةُ صوف..
قال: هب لي جلدَ أغنيةٍ لأفتحَ نافذة الليلِ على نجمتي التي لم تضيء غير ذاتها
قال: وهبتُك النارَ فما حاجتُك للنوافذ
قال: قطيعةُ الغيبِ تشبهُ الغيبَ وأنا لا أشبهُ أحداً حتى صورتي في المرآة
قال: أما زلت لا ترى أحداً في مرآتك؟
قال: آخرُ نظرةٍ لي في المرآةِ خرج شبحان يعضانِ المسافة بيني وبين المرآة
قال: رأيتَ العدمَ في علبة الكلامِ على الطاولة ولم تزل عاشقاً؟
قال: أفرغتُ نفسي من نفسي لأملأها بها، ففاضت عني
قال: حكايتك حقل حنطةٍ هرب ناطوره قبل أن تنحني حباته على سنابلها
قال: حكايتي بحّارٌ عذّبتهُ اللآلئ والمسافات المبهمة بين عينيها والحقيقة
قال: وما الحقيقة؟
قال: أن تكون ما تعي أنك هو
قال: هكذا عرَّفتَ لي الجنون قبلَ موسمين على حافةِ قَدَرٍ مغزولٍ من أشعارٍ عتيقة
قال: القدرُ الذي تغزله أشعارٌ عتيقةٌ يرتبكُ حين يحرسُ غاباتِ حلمِها السري
قال: حلمها نارٌ سريّةٌ وأنصافُ آلهةٍ متروكةٍ على ضفاف المعنى
قال: خيلها براري الأسئلة، وجيوشُها السكونُ الملائمُ لمذبحةٍ ملائمة
قال: لا خيلَ لديّ ولا سكوتَ ولا مذبحة، أنا الممسكُ بالغيابِ من ريشِهِ وأحلامِهِ
قال: توحّدْ في المعنى يأتيكَ الفتحُ لا لبس فيه
قال: لا معنى بلا قصبٍ ونايات، ولا فتحٌ يشبه اليأسَ إلا حين تموتُ الطُّرُق
قال: طُرُقُ البصيرةِ أطولُ الطُّرُقِ لكنها تعطيكَ حين تعطيها
قال: لا أقايضُ ولا أقاتلُ، أنا الموهوبُ للظلالِ التي سقطت دون أجسادها
قال: شمسُكَ بعيدةٌ كموجةٍ في صحراء، أقتلها لتعيش فيك
قال: إذا ماتت، ترجّلَ المعنى عن سفحِ الذاكرة وانتبه الحراسُ الأزليون إلى زوايا روحي
قال: تعلق بناياتك تحت ظلالِ قصبٍ لا يُرى، ستأتيكَ الرؤيا قبل الرؤية
قال: أنا متعبٌ كثيراً لأصنع قمراً
قال: القمرُ يصنعه التعبُ، والنارُ تصقُلُ الكلام
قال: أَرْقُبُها وهي تركضُ خائفةً من ظلّها فأخافُ من ظلِّها عليها
قال: الظلُّ عذابُهُ ليلُه، يشنقُ أسئلته ويمحوه كخط طبشورةٍ حتى يخرج الصُّبحُ من حنجرته
قال: إعتقها
قال: أعتقتُها فمتُّ مرتين
قال: اختبر ناركَ في روحِها
قال: سأخبزُ صمتي لأعيدها إلى بداية الكلام
قال: ....
قال: ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف