الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باراك اوباما والقضية الفلسطينية ... بين الجدية والرغبة

عبدالله مشختى

2009 / 6 / 3
السياسة والعلاقات الدولية


القضية الفلسطينية من احدى المشاكل والقضايا الاكثر تعقيدا وخطورة للسلم والامن العالميين وخاصة لامن وسلم منطقة الشرق الاوسط وما يكتنفها من تعقيدات ومواقف عربية واسلامية وامريكية واوربية . نعرف جميعا الظروف التى احاطت بقيام دولة اسرائيل والتى اصبحت واقعا على الارض، وبعد مرور اكثر من 60 عاما من الحروب والكوارث التى حلت بالمنطقة عموما والشعب الفلسطينى خصوصا من تشريد وقتل وقهر وسجون وعذاب ومصادرة للاراضى والزرع وفقدان الامن اليومى لشعب عانى ولايزال يعانى من جراء الظلم الذى لحق به . ان السياسة التى سارت عليها الدول العربية المواجهة خصوصا والغير المواجهة عموما من جهة والسياسات الاسرائيلية المضادة لها قد دمرت المنطقة جراء 60 عاما من الحروب وحالات الهدنة والاستنفارات العسكرية وحالات عدم الامن وفقدان العديد من الدول العربية للكثير من الاموال التى كان من المفروض استثمارها لصالح شعوبها والتى ذهبت هدرا فى التسليح وتقوية الجيوش قد ادت الى تأخر هذه الدول فى مضمار الحضارة والرقى والتقدم لانشغالها بالدفاع عن اراضيها وشن الحروب على دولة اسرائيل او صد العدوان الاسرائيلى مرات اخرى ن لقناعات هذه الدول بامكانية تدمير اسرائيل واعادة فلسطين لاهلها .
ولكن الجميع يدركون معطيات تشكيل دولة اسرائيل وكيف اتفقت القوى العالمية الكبرى على زرعهم فى فلسطين لاقامة كيان لهم وجعلها رأس حربة لهم فى منطقة الشرق الاوسط والعالم العربى والاسلامى ، واتخذوا منها حليفة استراتيجية لخدمة المصالح الاستعمارية لتلك الدول انذاك ، وبعد ان اقتنعت كل الدول العربية بعدم جدوى القوة والحروب بدأت المسيرة السلمية لهذه القضية التى ازهقت الملايين من البشر من كلا الجانبين وكانت اول بادرة لعملية السلام تلك الزيارة المشهورة فى التاريخ عندما زار الرئيس المصرى الراحل انور السادات دولة اسرائيل لاول مرة فى تاريخ هذه الدولة .
من ثم توالت المحاولات الدولية عن طريق الامم المتحدة ومجلس الامن الدولى وشكلت لجان ومبعوثين دوليين ، واصبحت القضية من ضمن البرنامج الانتخابى لاكثرية الرؤساء الامريكيين ، وعقدت مؤتمرات عديدة سواء كانت دولية او اقليمية من اجل التوصل الى حل يرضى الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى طبعا والجانب العربى الذى لم يكن غائبا بل بيده الكثير من مفاتيح الحل نظرا لاعتبار الدول العربية انفسهم اصحاب الحق فى هذه القضية كونها قضية جزء من الشعب العربى او الامة العربية ، كانت مؤتمرات مثل اوسلو ومدريد وشارك ووقع فيها الرئيس الفلسطينى السابق المرحوم ابو عمار ولكن القضية بقيت كما هى حيث حرب الاستنزاف مستمرة بين العرب الفلسطينيين واسرائيل . لقد جاء الرئيس الامريكى جورج بوش بمبدأ حل الدولتين وتعهد باعلان الدولة الفلسطينية والتوصل الى الصيغة النهائية قبل انتهاء فترة ولايته ولكن ذلك لم يتحقق ، حتى غادر البيت الابيض .
الان وبعدما تسنم الرئيس الجديد اوباما حسين الادارة الامريكية بدا بالتحرك على القضية الفلسطينية من جديد لايجاد صيغة حل تنهى مشكلة من اعقد المشاكل العالمية منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية . فهل يمكن ان يتحقق لاوباما مالم يتحقق لغيره من قادة امريكا والغرب ؟ ؟ وهل ان الرئيس اوباما جدى فى مرامه وتحركه من اجل التوصل الى نتيجة تنهى بذلك هذا الصراع ويحقق لدول الشرق الاوسط والمنطقة والعالم السلام والامن ويبعد هذه المنطقة من الدمار الذى يكاد ان يكون مستمرا والذى لايستبعد ان ان تكون على شفير الدمار الشامل نتيجة النزاع الذى وصل الى حافة الهاوية . لان الاوضاع تتطور يوما بعد يوم نحو الاسوء خاصة فى هذه المرحلة التى تشتد اوار النزاع بين الاطراف الجديدة التى دخلت الى ساحة المعركة كايران التى لاتتورع ان تعلن وفى كل مناسبة عن عدائها لاسرائيل ودعمها للمتشددين فى فلسطين ولبنان وغيرها ضد اسرائيل وقلق اسرائيل من تقدم ايران فى مجال الحصول على التكنولوجيا النووية وامكانية حصولها على السلاح النووى الذى تتابع اسرائيل وبدقة كل خطوة تخطوها ايران فى هذا المجال وتخشى هى وامريكا من ان تتحول ايران الى دولة نووية ككوريا الشمالية التى تتعاون مع ايران وكذلك الصين فى المجال النووى ، وباعتقادى ان ايران تملك الان السلاح النووى او امكانية انتاج هذا السلاح ولا تلبث ان تعلن عن تجاربها فى وقت غير بعيد .
ان التحرك الدبلوماسى والسياسى الاخير الذى شهدته البيت الابيض من لقاءات بين الرئيس الامريكى ووزيرة خارجيته من جهة وبين رئيس وزراء اسرائيل أيهود باراك و الرئيس الفلسطينى محمود عباس ووزير خارجية مصر من جهة اخرى تظهر دلالات وحسب ما افادته وكالات الانباء والمحللين السياسيين الامريكيين والغربيين عن ان هذه اللقاءات تحمل فى طياته تفاؤل بشأن هذه القضية فباراك اوباما تحدث ووجه الاسرائيليين بلهجة جديدة لم تكن مألوفة فى السياسة الامريكية تجاه اسرائيل سابقا ، بل كانت لهجة تؤكد انحيازية امريكا الظاهرة لاسرائيل وفى كل المجالات ولكن الان تشير الدلائل الى تغير اللهجة بعدة درجات ، ان تدخل امريكا الجدى ولو انفرجت زاوية تدخلها وبايجابية ورغبة صادقة وبجدية كاملة الى اكثر من زاوية حادة لانفرجت القضية ولشعر العرب بنوع من التفاؤل بمواقف ووعود امريكا . ان طلب اوباما بوقف كل اشكال الاستيطان فى الاراضى العربية فى الضفة له مغزى ودلالات تبين مدى جديته فى التحرك على هذه القضية ، وتمسكه ايضا بحل الدولتين ، دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية مستقلة من شأنه تحقيق انفراج فى التوجه العربى ايضا ويمكن ان يتأكد العرب من صدق وجدية نوايا الرئيس الامريكى باراك اوباما ان ينخرطوا هم ايضا فى العملية السلمية بجدية اكثر وخاصة الفلسطينيين فيما عدا اجنحة من الشعب الفلسطينى مثل حركة حماس المتشددة فى مواقفها والتى تتحرك تبعا لما تلؤه عليها ايران وتناوئ الجناح المعتدل من الفلسطينيين .
طبيعى ان الاستراتيجية الامريكية واضحة وهى لخدمة المصالح الامريكية وان امريكا من خلال تحركاتها وحربها على ما تسمى بالارهاب العالمى الذى بات يهدد مصالحها فى العديد من مناطق العالم وتدخلها فى اسقاط نظام طالبان فى افغانستان واسقاط النظام العراقى وتهديد سوريا وايران ومحاولة ايران تقوية نفوذها وموقعها فى الخليج والشرق الاوسط ومحاولة ايجاد حلفاء لها لمحاربة مصالح امريكا باتت امريكا بحاجة الى صداقات الدول العربية التى ابتعدت منها نوعا ما بعيد تدخلها فى العراق وبقائها منحازة كليا لاسرائيل رغم عدوانية ووحشية القوات الاسرائيلية فى التعامل مع الشعب الفلسطينى وافقدت صداقة العديد من الدول العربية والاسلامية التى كانت تعتقد بان الارهاب هو من الاسلام فى العامين الاولين من حربها ضد الارهاب ، فلا بد والحالة هذه ان تتحرك امريكا وتقدم شيئا لهذه الدول التى كانت قد فقدت الثقة بالسياسة الامريكية حول القضية الفلسطينية . لهذا اجد بان باراك اوباما سيتحرك بجدية ورغبة فى طرح مبادرته وبذل كل المجهود من اجل تحقيق تقدم وايجاد مخرج لانهاء وتسوية هذه المشكلة الخطيرة والكبيرة . رغم ان الخلاف بدأ يتصاعد بين الادارة الجديدة فى الولايات المتحدة واسرائيل التى اعلنت استحالة تنفيذ ما يطالب به باراك اوباما ، رغم بعض الاجراءات التى قامت بها اسرائيل فى ازالة بعض الاجزاء من مستوطنات غير شرعية على حد تعبيرها ، ولكنها لازالت مستمرة فى اقامة المستوطنات فى الضفة علما بان اوباما غير راض لهذه الاجراءات القليلة وهو يطالب بالوقف الكلى لبناء المستوطنات . اضافة الى ان اسرائيل لاتزال تتعنت فى مواقفها من للحؤول دون التوصل الى حلول ومعالجات للقضية ز كما جاء موقفها فى عدم التعاون مع لجنة تقصى الحقائق التى تزور غزة واسرائيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : ما جدوى الهدنة في جنوب القطاع؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حتى يتخلص من ضغط بن غفير وسموترتش.. نتنياهو يحل مجلس الحرب |




.. كابوس نتنياهو.. أعمدة البيت الإسرائيلي تتداعى! | #التاسعة


.. أم نائل الكحلوت سيدة نازحة وأم شهيد.. تعرف على قصتها




.. السياحة الإسرائيلية تزدهر في جورجيا