الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معادلة سهلة

أمين الربيع

2009 / 6 / 4
الادب والفن




هَباءٌ أماني القومِ، سُلَّتْ حِرابُها

ففي أيِّ شيءٍ يُستَطالُ اجتِنابُها!

هَبوني تَسَرَّعتُ السُّؤالَ فما لَها

تَعاوَتْ على كُلِّ الدُّروبِ ذِئابُها؟

سَتأتي كأشجارِ الزُّريقاءِ بَغْتَةً

وتَدنو لأنْ حاكَ الطَّريقَ ضَبابُها

ستأتي " وما في الموتِ شَكٌّ لواقفٍ "

إذا ما وحوشُ الغيمِ طالَ انسِكابُها

وما لنُفوسٍ قَد أثَرتُ بَصيرَتي

ولكِنْ لأعراضٍ يُجَلُّ اغتِصابُها

إذا أقبلَ الموتُ الشَّهيُ حَظنتُهُ

فنفسي لذاكَ الحتفِ سالَ لُعابُها

أيا أيُّها الموتُ الفَصيحُ بقولنا

تَكَلمتَ هَذْراً، للدِّماءِ خِطابُها

ويا أيُّها الموتُ المُسائِلُ أرضَنا

تَساءلتَ دَهْراً والرِّجالُ جَوابُها

أما أدرَكَ الموتُ الغَبيُّ بأنَّهُ

بأُمَّةِ عِزٍّ ما تُذَلُّ رِقابُها!

فلا تَمْنَع النَّصْلَ الذي صارَ خُبْزَها

ولا تَقْطَع الأحتافَ فهيَ شَرابُها

**

نَخوضُ ببحْرِ العَيشِ نَحْمِلُ حُبَّنا

ونَحْمِلُ أحلاماً زُعافٌ لُبابُها

ونَبقى على وَصْفِ المُقيمِ وحالُنا

غَريبٌ تُماشيهِ الحُتوفُ وقابُها

وإنْ يُنْـذر المـوتُ النُّفوسَ فإنَّـهُ

لَيأخُذُ غَدْراً، ما يَرُدُّ شَبابُها

" فإنْ كُنتَ لا تَسطيعُ دَفْعَ مَنيَّتي "

فعِنّي ليُتلى في الوجودِ كِتابُها

**

أرى الموتَ مثلَ العَيشِ شيءٌ مُحبَّبٌ

لكُلِّ حَياةٍ في الزَّمانِ نِصابُها

تُوجِّهُنا الأحداثُ نَحوَ طَريقِنا

نَضِلُّ ونَهْدى لا تُبَتُّ شِعابُها

فإنْ كُنتُ مَهْديَّاً بَلغْتُ قَرارَتي

وإنْ كُنتُ مَغْويَّاً فحَدِّيَ نابُها

وما جَدَّ شيءٌ في الحَياةِ وسَيرِها

فإنْ تَكُ قَد مالَتْ فَذلكَ دابُها

***

أمين الربيع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معادلة سهلة
محمد الشرايري ( 2009 / 6 / 3 - 21:06 )
قصيدة جميلة ومعبرة من الشاعر أمين الربيع ، لقد عودتنا دائما على كل ما هو جميل ، الى الامام وبالتوفيق .

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي