الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يضغط أوباما على اسرائيل ليصبح لخطابه القادم في القاهرة معنى؟؟

اديب طالب

2009 / 6 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


اذا كانت اسرائيل ترفض حل "الدولتين"؛ لافتقادها الشريك الفلسطيني على اي طاولة للمفاوضات المؤدية في نتائجها "للحل الميمون، فأين ذهب الرئيس الفلسطيني السيد عباس وسلطته الوطنية؟ هذه واحدة، أما الثانية، ألم تدعم جريمة حرب غزة ـ واسرائيل المسؤول الاول عنها ـ ترسخ دويلة حماس؟ الم تكن تلك الجريمة ايذانا "بالانهيار الفلسطيني الفلسطيني" التام، وانقسام الشريك الفلسطيني المأمول الى قطعتين؟ علينا ان لا ننسى دور ايران الفعال وأذرعتها في ذاك الانهيار المشين، حتى لا نكون معتدين على الحقيقة! أما الثالثة وهي أهم من الثنتين السابقتين، فهي في الكينونة العدوانية الحربية لاسرائيل والمتجسدة دولا عنصرية صهيونية تتالت، وأجيالا يهودية تعاقبت؛ شنت ربحت عشرة حروب على العرب والفلسطينيين والمسلمين، وداست بقدمها العسكرية الفاشية على كل قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة. أما الرابعة، فان واحدا من دعامات وجود اسرائيل، افتقادها للأمن ـ كما تدعي ـ وان الاحساس بالخطر الدائم واحد من هموم اليهودي المستمرة، فضلا عن ان الصناعة "الامنية الاسرائيلية" توفر اكثر من 150 الف وظيفة، هذا اذا نسينا الجيش الاسرائيلي والموساد والشاباك الخ الخ.. اين ستذهب بكل هؤلاء اذا كان ثمة سلام اوبامي عربي أوروبي؟ هل نحمل هموم اعدائنا فوق همومنا؟
ان اسرائيل، عندما ترفض الرؤية الاوبامية للسلام في الشرق الأوسط؛ تثبت امام العالم عامة وأمام 57 دولة اسلامية خاصة، انها اللاشريك الحقيقي لذياك السلام العتيد.
الرؤية الاوبامية للسلام في الشرق الأوسط، والتي سيقدمها في خطابه الى العالم الاسلامي ومن القاهرة في الرابع من حزيران القادم، وليس من واشنطن، ودون ان يعرج على تل ابيب او القدس ـ وكلمة ليس وكلمة ودون كلمتان مهمتان ـ هذه الرؤية قد تتحول اوهاما، وقد تصبح من منسيات التاريخ السياسي العالمي؛ اذا افتقدت للضغط الكافي على اسرائيل العدواني نتنياهو والعنصري ليبرمان وزير خارجيته.
قالت الصحافة الاسرائيلية في الايام القليلة التالية لاجتماع الرئيس الاميركي بنتنياهو كلاماً بحق السيد الرئيس: "اوباما يمتلك معرفة قليلة في التاريخ".. فكرة تدويل البلدة القديمة وتسليمها للأمم المتحدة هي فكرة فارغة، يطرحها رئيس مبتدئ غير مطلع على العمق... أوباما القى في الاجواء كرات كثيرة وكثيرة جداً، ساحر من امثاله ايضا لن ينجح في التقاطها كلها مرة واحدة".
هل من الممكن اعتبار جنون الصحافة الاسرائيلية؛ رد فعل لضغط اميركي على دولة العدوان؟ نأمل ذلك ـ رغم ان اغلب آمالنا لا تتحقق.
اذا كان السلاح النووي الايراني يهدد السلام في المنطقة والعالم؛ فان رفض اسرائيل لحل الدولتين لا يقل في تهديده للسلام عن ذلك السلاح الارهابي. ان لعبة ترتيب الاولويات التي لعبها نتنياهو بطريقة سيئة مع اوباما؛ قد ثبت فشلها اثناء واثر خروج بيئي من اجتماعه بالرئيس الاميركي ان ازالة مستوطنة يتصهار يجب ان تسبق ازالة خطر بوشهر. لقد اعتبر السيد الرئيس، ان النووي الايراني ـ المؤجل لآخر عام 2009 ـ في الافضلية الثانية بعد ضرورة السلام الفلسطيني الاسرائيلي.
مؤكد ان اقامة دولة فلسطينية علمانية ـ وهذه الصفة غاية في الاهمية ـ لن يمنع الارهاب في افغانستان او باكستان الا انه مؤكد اكثر ان هذه الدولة+ مسارين اخريين للسلام، كلها معا، ستفقد المتطرفين في المنطقة ومن والاهم كايران مثلا، حجة ودعامة رئيسيتان للتطرف، فضلا عن فقدان الاستبداد مبرره لركوب رقاب العباد عبر قوانين الطوارئ التصفية والقائمة بحجة مجابهة العدو، ولا نعرف ان كانت هذه الاخيرة تهم السيد اوباما ام لا؟
نعود لتكرار السؤال، لأننا لا نريد لأولادنا ان تقتلهم الحروب المهزومة، ولا ان تقتلهم الحزامات الناسفة والسيارات المخففة. هل يضغط اوباما على اسرائيل ليصبح لخطابه القادم في القاهرة معنى؟؟ الا يحق لنا ان نحلم بسلام ممكن الحدوث؟
() معارض سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و